fbpx
المنفعل في مواقفه دون معرفة .. كالأعمى الذي يحدد موقع خصمه وهو لا يبصر !

 

الإنفعالات على تنوعها وتعدد ألوانها وأشكالها التعبيرية البادية منها على وجوه الناس وتصرفاتهم أو تلك العميقة والمخفية في صدورهم مهما أختلف  المكان والزمان وأختلفت الظروف والأسباب ؛ فهي حالة إنسانية عامة تلازم كل إنسان سوي على وجه الأرض وإن أختلفت درجات حدتها أو تفاوتت في ردات فعلها على كل ما تعرض له آو يتعرض له هذا الإنسان أو ذاك في ظروف معينة وزمن معين من رحلة حياته القصيرة على وجه البسيطة ..

 ولعل أنبلها وأكثرها قدسية وجلالا تلك المرتبطة  بالحزن الإنساني العظيم على تعدد أسبابه ومصادره والمرتبطة بالموت ٱساسا وبالفواجع والكوارث والحروب وما ينتج عنها من مآسي رهيبة وبالعاطفة الجياشة المعطاءة عند الناس التي تحضر وبقوة في هكذا حالات ؛ وهي حالات معاكسة للإنفعالات الغاضبة والمتشنجة التي تدفع  بصاحبها لإتخاذ مواقف متسرعة وتحت ضغط ظروف ٱخرى وٱحداث مختلفة في الحياة تجعله يندم لاحقا على فعله هذا وعلى ما خسره بنتيجة تلك القرارات أو المواقف التي لم يكن قد أستند أساسا على المعرفة والإلمام بتفاصيل هذا الحدث أو ذاك أو عرف على وجه الدقة وبعمق الٱهداف والأسباب الكامنة خلف ذلك وبعيدا عن السطحية والخفة السياسية وسؤ التقدير لعواقب الأمور ومآلاتها اللاحقة وكان متجاوزا بذلك الحجة والمنطق فيما كان قد ذهب إليه حين أستبد به الغضب أو تملكته حالة الإنفعال تلك إزاء تلك الظروف والٱوضاع الناشئة  وخاصة على صعيد الحياة السياسية ومجالات النشاط العام المرتبط بحياة المجتمع وبما يعنيه ويمثله ذلك من أهمية وخطورة في نظر من يمارسون السياسة وبمسؤولية وحكمة وإدراك في نشاطهم العام  ويتفاعلون معها في كل الأحوال والظروف ووفقا لرؤاهم وقناعاتهم وجعل ذلك تعبيرا عن مواقفهم الوطنية أو إحترافا وخيارا ثابتا عند البعض الأخر ممن يتصدرون قيادات الأحزاب والتيارات والمكونات السياسية والإجتماعية على تنوعها وتنوع مصالحها ودوافعها ووسائلها المتاحة للعمل .

فمثل هذه النوعية من الناس الذين يتعاملون مع ما يحدث في المجتمع من تطورات وتفاعلات بردود متهورة وسلوك منفعل ومواقف غير ناضجة وغير متزنة لا نجد لهم توصيفا مناسبا بغير أنهم كالأعمى الذي يحدد وجه وموقع خصمه وهو لا يبصر شيئا أساسا أو يوصف متطوعا وناصحا لمن هو معهم أو يسير خلفهم طريق السير الأسهل لهم والأسلم لتجاوز العقبات والإلتفاف على المطبات وتجاوز كل ما يعيقهم في الطريق ليوصلوا بسلامة إلى حيث يرغبون الوصول وهو من لا يعرف في أي مكان يقف معهم وإلى ٱي إتجاه هم ذاهبون وكل ما يعرفه هو سماع الأصوات والضجيج المحيط به ؛ وإذا ما تحرك من مكانه فهو يتحرك منقادا من قبلهم ولا يعرف إلى أين يتجهون وهم وحدهم من يعرفون الهدف والإتجاه كما يعرفون مصالحهم الخاصة وكيف يدافعون عنها بواسطة هؤلاء المنفعلين والمغرر بهم وسيجعلونهم يدفعون الثمن غاليا إذا تطلب الأمر ذلك نيابة عنهم ؛ وهي حالة حاضرة اليوم في المشهد السياسي في الجنوب بكل أسف .. فمتى يفيق هؤلاء من لعبة الخداع والتضليل والمكر والغدر بمن يثقون بهم دون وعي منهم ويتخلون عن أنانيتهم القاتلة وحساباتهم الخاطئة وقبل أن ينقلب السحر على الساحر ؟!

وفي نفس الوقت هل يعي بعض المنفعلون الذين مازالوا يمارسون الإنفعالات مسلكا في اطار المكونات السياسية للحراك وفصائل المقاومة الجنوبية وبدوافع مختلفة ويكفون عن ذلك ويستحضرون وبوعي كل ما قد صنعته الإنفعالات غير المحسوبة والحماس غير المنضبط والقرارات المصاغة بحبر العاطفة و ما جلبه المنفعلون بتهورهم أحيانا وسؤ تقديرهم للأمور أحيانا أخرى وبضجيجهم  وأصواتهم العالية التي شوشت على الناس في كثير من الأحيان سماع صوت العقل والحكمة واربكت الصفوف وفرقتها منذ إنطلاق المارد الجنوبي عام ٢٠٠٧ م ..

فكفانا ذلك فالأوضاع الراهنة لا تحتمل أي شكل من أشكال المزايدات والمراهقة السياسية أو التمترس ومن أي نوع كان !!