fbpx
هلت بشائر – كتب: عبدالفتاح علي محسن
شارك الخبر
هلت بشائر – كتب: عبدالفتاح علي محسن

 

تعتبر القصائد الشعرية والاغنيات الثورية مشعلا ووقودا لاي ثورة، ورافعة حماسها وزخمها، فعلى طول فترة الاستعمار البريطاني لارضنا  التي امتدت 129 عاما تعددت القصائد والزوامل والهواجل والاغاني الثورية، فمن تلك الاغنيات اغنية (ايا ثورة الشعب دومي منارا – للراحلة رجاء باسودان)، واغنية (اذا لم اكن اول الثائرين – للراحل فيصل علوي)، واغنية (انا الشعب – للراحل محمد مرشد ناجي) واغنية ( بلادي الى المجد هيا انهضي للعزاني)، وابرز تلك الاغاني (اغنية برع يا استعمار) التي غناها الفنان الكبير محمد محسن عطروش اطال الله في عمره، وبرأيي فلم اجد مايوازيها من اغنية في مسيرة ثورتنا الحديثة ضد المحتل اليمني المتخلف إلا قصيدة (هلت بشائر هلا يافجرنا المبعد على محيا كريتر ترجع البسمة، ولا انتقص من القصائد والاغنيات الاخرى، فمثلا لقصيدة “لا عاد ابا وحدة ولا انا وحدوي” وقصيدة “والله ورب العرش مانخضع” للبجيري مكانتهما). قصيدة هلت بشائر، التي غناها الربان عبود خواجة، هي قصيدة للشاعر احمد علي حسن، والذي يبدو انه شاعر متمكن ومتفرس باللغة، يضهر ذلك من خلال الصور الجمالية التي اوردها في القصيدة التي تبدو قصيرة ولكنها اختصرت في سطورها معاناة عشرين سنة، وايضا اختياره لكلمات قوية ومنتقاه بحرفية عالية من تلك الكلمات ( محيا: حياة، عسجد: الذهب، رحابة: الاتساع، كتمة: الضيق)، هذا الشاعر الثوري الذي لم يسمع به الكثير، بسبب انه لا يحب الضهور، حتى انني عندما استأذنته بالكتابة عن قصيدته قال لي : اعتقد انه مامن داعي للكتابة عنها الان، فالاوضاع ومايجري على ارض الجنوب اولى من ذلك!، فدعها للزمن.

 

 

قصيدة هلت بشائر التي تعبر عن مدى الظلم والاستبداد الذي لحق بشعب الجنوب بعد يوليو الاسود، استهلها شاعرنا بالتعبير عن فرحته وسعادته باندلاع ثورة الجنوب وترحيبه بها وبفجرها الذي بزغ في الافق، والتي ستعيد البسمة الى كريتر رمز عدن التي تعتبر رمز الجنوب، ثم يتابع :ها قد افقنا، عبر فيها عن امل بعد ياس نابعة من اعماق الروح، فكلمة افقنا تحمل الكثير من المعاني، فافقنا غير صحونا، والافاقة لا تكون الى من غيبوبة فقد شبه حالة شعب الجنوب تحت الاحتلال بالغيبوبة والتي لا يدخل بها الانسان إلا بعد تلقيه للطمة او ضربة قوية على راسه، والتي دخل بها شعب الجنوب بسبب احتلال بلاده وعاصمته واليوم بدا يتعافى من تلك الصدمة وافاقت عدن التي تعتبر راس الجسد وامتصت اللطمة التي تلقتها غدرا في ذلك اليوم فقد احتلت باسم الشرعية والوحدة (فسكيتب التاريخ في عجائبه ان عدن احتلت في عام 1994 باسم الشرعية والوحدة، وحررها اهلها في عام 2015 باسم الشرعية والوحدة) فقد تعافى الراس وتعافى البدن فقد افقنا وافاقت عدن، فترقبنا وترقب ثوران بركاننا يا يوليو الاسود (اي يا احتلال 7 يوليو )، فالبيت الصحيح هو كالتالي ( هاه قد افقنا ارتقب يا يوليو الاسود)، وليس كما غناه الربان (هاه قد افقنا التقت يايوليو الاسود)، واعتقد انه حصل غلط في نقل البيت الى الفنان عبود خواجة كما اخبرني شاعرنا، يوصل شاعر الثورة قصيدته بالقسم الذي قطعه الشعب على نفسه بالاستمرار بثورته وان هذا الشعب سيذبح الظلام قربانا عند باب الحرية، وسوف يدحر الظلم، والجهل، والكابوس والعتمة، التي تعتبر من صفات اسوأ احتلال عرفه التاريخ، مهما كلفه ذلك من ثمن وقد وهبوا لذلك ارواحهم واموالهم واولادهم، فالرجال معادن او كما يقال ان في الشدائد تضهر معادن الرجال، واثمن تلك المعادن هي الماس والذهب ومعدن امتنا هو ابن عدن الحبيبه الذي نهض مع رفاقه في تفجير هذه الثورة، والذي يرى فيهم الشاعر الامل في الحصول على الحرية والاستقلال واستعادة الدولة المنهوبة والمحتلة، والانتقال الى الرحابة من الضيق الذين نحن فيه بسبب هذا الاحتلال، فقد سرقوا حقنا ثم يعطوننا الفتات منهم كي تشكرهم على ذلك، ذلك الفتات المهين الامر من العلقم والذي يعلق في الحلوق ويصعب ابتلاعه. واخير يختم الشاعر قصيدته بالقول ان الباطل والظلم والضيم مهما طال وتسيد فانه الى زوال ولن ينقلب يوما حقا، فالحق حق والباطل باطل، فالحق ابلج والباطل لجلج. فيوما بعد يوم تهل علينا البشائر التي يصنعها الثوار والابطال من ابناء الجنوب واخر بشارة هلت علينا هو تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، والذي يعتبر حلم انتظره الجميع واصبح اليوم واقعا بفضل تضحيات الشهداء الذين وهبوا ارواحهم والابطال الذين هبوا استجابة لنداء الواجب الذي دعاهم اليه وطنهم، وقدموا الغالي والرخيص للوصول الى الهدف المنشود، الذي رسمه الشهداء بدمائهم ولازالت تلك الدماء شاهدة على العلم الذي تضرج بدماء من كانوا حامليه في شبوة ذات يوم عندما صب عليهم المحتل نيران اسلحته ليس لشي الا لانهم حملوا ذلك العلم والحلم المتمثل في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة. واني اراها فرصة هنا ان ادعو كل ابناء الجنوب ان يلتفوا حول هذه المجلس الذي يعتبر نواة للجنوب الذي ننشده جميعا، والذي يتسع للجميع، وعلينا ترك خلافاتانا ومماحكاتنا جانبا، والمراشقة بالكلام، الاتهامات والتخوين، فالفرص الذهبية لا تتكرر كما هي متاحة الان امامنا، فمن هو معارض او لديه تحفظ اوجهة نظر او ملاحظة على المجلس الذي تشكل فليذهب بالحال الى هيئة المجلس ويبدي ملاحظاته وبالتاكيد سيعمل بها.

 

أخبار ذات صله