fbpx
ليكن صياما عن البهتان

 

قبل أيام بدأ الشهر المبارك وها هو اليوم سيكمل  سادس أيامه وبالتالي انقضى الأسبوع الأول منه وهكذا ستمر أيامه ولياليه دون ان نشعر بها ،
فهل حققنا معنى الصيام قولا وفعلا أم انه مجرد امتناع عن الطعام والشراب في نهار رمضان فقط وأطلقنا العنان لأردأ الكلمات لتخرج من السنتنا  وتخطها أيدينا وبلمسة اصبع على احد أزرار أجهزتنا الذكية ومن خلال مواقع التواصل جعلناها تجوب الآفاق ويتناقلها الفارغون والحاقدون وذوي العاهات العقلية ليجعلوا منها حقائق مسلّمة لا مجال لتكذيبها او التقليل من شأنها رغم ان الكثير قد يكون مدركا انها قد صدرت من احد مطابخ الزيف والبهتان الإبليسي ، ونسينا قول الحق سبحانه وتعالى
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾

وقول الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه))

فالصوم الحقيقي يحفظ للجوارح قوتها ويعيد لها رونقها وطهرها ويخلصها من الأخلاط الرديئة وما علق بها من قول او فعل فاسد ولقد ذكر النبي الكريم قول الزور لما فيه من بهتان وإفك وكذب، والسفه بكل حال منهي عنه في كل حين وهو في الصيام أولى فالصائم يجب ان يحفظ صيامه مما يخدشه من المنهيات التي نهى عنها الشرع،

وكثيرة هي الآيات والأحاديث التي تنهى عن قول السوء والإساءة للآخرين ،
فمتى يعقل أولئك الذين لا يجدون في قواميس كلماتهم الا الشتم والقذف والإساءة لمن لا يروق لهم طرحه او توجهه !
ومتى سيصوم البعض عن قول الزور وادعاء مالم يحدث والقيام بدور سحرة فرعون في تضليل الناس
وقد ورد في الأثر قيل لعيسى عليه السلام أوصنا قال لا تتكلموا ابدا قالوا له ومن يطيق ذلك قال فلا تتكلموا الا خيرا ”
وكذلك قول سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم (( قل خيرا او اصمت ))
فهل نجعل من هذا الشهر المبارك الكريم لمراجعة النفس ولتأديب اللسان حتى وان اختلفنا فلنرتقي بألفاظنا ولنحسن ادب الخلاف على اقل تقدير.

ماذا سنستفيد من اصطناع الأكاذيب  الم ندرك اننا سنحاسب على كل كلمة نقولها
ماذا سنقول لرب العالمين عندما نكون في عرصات يوم القيامة وهل تعتقد انك حينها ستجد من يحميك ؟
اذا كان المرء يومئذ يفر من ابيه وامه واخيه
ناهيك عن عتاولة الاجرام وكبير المجرمين إبليس الذي يتبرأ ممن اتبعه فهل نضع كوابح لأهوائنا  ام نظل في نفس الدائرة ؟
خاتمة شعرية :
للشاعر احمد مطر

وجوهكم أقنعة بالغة المرونة

طلاؤها حصافة وقعرها رعونة

صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه

وقال: إني راحل، ما عاد لي دور هنا

دوري أنا، أنتم ستلعبونه