fbpx
لمصلحة من شيطنة الشقيقة الإمارات؟؟!

د . عيدروس النقيب

كنت في ضيافة إحدى القنوات الفضائية للتعليق على ما شهده مطار عدن من مواجهات انتهت بسيطرة قوات الأمن في عدن ومعها قوات الحزام الأمني على المطار وفض النزاع الذي نشب بين مدير أمن المطار ونائبه وكلاهما موظف لدى السلطة الشرعية، وكان معي في نفس الحلقة أحد الإعلاميين الذين يغيرون مواقفهم كل بضعة أسابيع وقد كرس مساهمته في الحديث لاتهام دولة الإمارات العربية المتحدة بكل شيء حتى بلغ به الأمر القول أن عدن وحضرموت تقعان تحت الاحتلال الإماراتي وهي نفس المقولة التي لم تتوقف عن ترويجها قناتا “اليمن اليوم” و”المسيرة” مع فارق أن الزميل يتحدث باسم الشرعية والدفاع عن الشرعية.

هناك اصطفاف سياسي من أنصار الشرعية له حسابات عدائية مع دولة الإمارات الشقيقة وهذا الأمر مفهوم لكن غير المفهوم هو لماذا بعض هذا البعض يصر على شيطنة دولة الإمارات بدلا من مراجعة مواقفه السياسية وتقديم نفسه كجزء من مشروع سياسي مستقبلي قابل للحياة بدلا من الإصرار على تفكيك التحالف العربي المؤيد للشرعية .

أعرف يقينا أن دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تعمل بنسق واحد لدعم الشرعية ووفقا لخطة مرسومة سلفا وأن الدولتين على وجه الخصوص قدمتا عشرات الشهداء وأنفقتا وما تزالان مئات الملايين إن لم يكن المليارات من أجل أن تلحقا الهزيمة بالمشروع الانقلابي، وأعلم علم اليقين أن توزيع الاختصاصات بين الدولتين إنما جاء باتفاق بينهما في إطار التحالف نفسه وليس كما يتمنى هؤلاء الذين يصورونه على إنه نزاع ومواجهة، وأعرف ان هناك لجنة ثلاثية تمثل الدولتين واليمن التي طلبتهما للتدخل لاستعادة شرعيتها مهمتها البت في اي تباينات تنشأ في إطار عمليات التحالف في مواجهة الانقلاب والانقلابيين، ولذلك فإن أي قفز على هذه الحقائق والترويج لمقولة “الاحتلال الإماراتي” إنما يصب في خدمة المشروع الانقلابي، وبالنسبة للجنوب لا يمثل سوى تبرير مباشر للغزو الثاني الذي دحره الجنوبيون بمقاومتهم الباسلة وبدماء وأرواح شهدائهم وجرحاهم، وبدعم الأشقاء في التحالف الذين ينبغي ان نسجل لهم أسمى آيات التقدير والعرفان بدلا من السلوك الببغاوي في محاكات قاموس الانقلاب والانقلابيين ووسائلهم الإعلامية.

شيطنة دولة الإمارات وتجاهل دورها في إعادة الخدمات إلى المحافظات المحررة وحفظ الأمن فيها فضلا عن دورها في تحرير تلك المناطق الممتدة من المهرة إلى المخا وهو الدور المتكامل مع دور المملكة العربية السعودية، هذه الشيطنة لا تمثل سوى استرجاع واعي (او غير واعي) لتحالف ١٩٩٤م الذي ما يزال رواده هم المتحكمون في مفاصل صناعة القرار السياسي سواء داخل الاصطفاف الانقلابي أو داخل تحالف الشرعية.

ويقيني ان الرئيس هادي على دراية كاملة بمن هو الذي يدعم شرعيته لاستعادتها ودحر المشروع الانقلابي، ومن الذي يستثمر في تلك الشرعية وينمي قدراته المالية واللوجستية ويدخرها بينما يتحين اللحظة المناسبة للانقضاض عل الرئيس هادي نفسه وخذلان التحالف العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات.

ولله في خلقه شؤون