fbpx
ثلاثون يوما من التقاليد العربية المشتركة
شارك الخبر

يافع نيوز – منوع:

تجتمع غالبية البلاد العربية والإسلامية على نفس العادات والتقاليد في شهر رمضان التي تتجلى في موائد الإفطار والسهر والتسامر والاجتماع في المساجد لصلاة التراويح وإعداد موائد الرحمن التي تتكفل بتوفير وجبات الإفطار لفقراء المسلمين أو البعيدين عن منازلهم.

ففي لبنان يحيي المسلمون شهر الصوم بتقاليد متوارثة عبر الأجيال وعلى رأسها المسحراتي، الذي يجوب الشوارع في أوقات السحر وهو يقرع على طبلة صغيرة، لإيقاظ الناس وقت السحور، من خلال ضربه على الطبل وإنشاده بعض الأشعار والأناشيد والرديّات، ومنها “يا نائم وحّد الدائم”، “يا ناس قوموا على سحوركم.. جاء رمضان ليزوركم”.

ومن التقاليد الرمضانية في العاصمة بيروت، ما يعرف بـ”سيبانة رمضان”، وهي عادة قديمة لا تزال مستمرة إلى اليوم، تتمثل في القيام بنزهة على شاطئ مدينة بيروت تخصص لتناول المأكولات والمشروبات والحلويات في اليوم الأخير من شهر شعبان قبل انقطاع الصائمين عن الطعام في شهر رمضان.

وتزدهر في شهر رمضان تجارة المأكولات والخضار والفواكه والحلويات والعصائر والتمر والمكسرات (اللوز والجوز والفستق).

ولا تخلو مائدة في شهر رمضان من سلطة “الفتوش” اللبنانية الشهيرة والتي تضم معظم أنواع الخضار مع الخبر المحمص، وهو ما يبدأ به الصائم إفطاره عادة بعد تناوله حساء “الشوربة”.

ومن المشروبات الخاصة بشهر رمضان الجلاب والتمر الهندي وعرق السوس والخرنوب وقمر الدين.

ويحيي المسلمون في لبنان ليالي شهر رمضان في المساجد والزوايا والتكايا بالصلاة والدعاء وتلاوة القرآن الكريم. ويحرص بعضهم على صلوات النوافل،”التراويح” بعد الأفطار، فيما يحرص آخرون على قراءة دعاء “الإفتتاح”، فيما يواصلون إحياء ليالي القدر الثلاث حتى الفجر.

وفي سوريا يبدأ شهر رمضان بتعليق لافتات في الشوارع، لتهنئة المسلمين بقدوم شهر رمضان، مع تزيين الشوارع بالأنوار والمصابيح، وكذلك بعض مداخل البنايات.

ويطلق البعض الألعاب النارية بألوانها وأنواعها الجميلة. ويزداد الإقبال على المأكولات والمشروبات وخاصة الحلويات التي تكون لها طابع ومذاق مختلف في هذا الشهر ويزداد الاقبال عليها بشكل غير عادي.

ويرتبط رمضان في مصر بظهور الفوانيس بكثرة فيخرج الاطفال والكبار ليلة رؤية هلال رمضان إلى الطرقات، مرتدين أجمل ما عندهم من ثياب، وحاملين الأعلام والفوانيس الرمضانية، يغنون الأناشيد والأهازيج في فرحة جماعية عارمة.

أما في المغرب تتمثل بضرب النفير 7 مرات عند السحور اول يوم في الشهر ويقوم المواطنون بالتهئنة لبعضهم البعض بالقول “عواشر مبروكة” وهي تهنئة تعني أيام مباركة.

كما يرتبط المغاربة بشخصية المسحراتي أو الطبّال، والذي لايزال يمثل مكانة مهمة وذات حضور فعال بالمجتمع هناك.

وهناك بعض المأكولات المغربية التي ترتبط بشهر رمضان، مثل “الحريرة” والتي تعتبر من علامات رمضان بالمغرب العربي وهي عبارة عن مزيج لعدد من الخضار والتوابل تُقدّم في آنية تقليدية تسمّى “الزلايف” ويُضاف إلى ذلك (الزلابية) والتمر والحليب والبيض، مع تناول الدجاج مع الزبيب.

ويختص الشعب الجزائري خلال شهر رمضان بعادات نابعة من تعدد وتنوّع المناطق التي تشكله كما يشترك في كثير من التقاليد مع الشعوب العربية والإسلامية.

وتتميز الجزائر بالحمامات التي تلقى إقبالاً كبيراً من العائلات في الأيام الأخيرة من شهر شعبان للتطهّر واستقبال رمضان للصيام والقيام بالشعائر الدينية وتنطلق إجراءات التحضير لهذا الشهر الكريم قبل حلوله بشهور من خلال ما تعرفه تقريباً كل المنازل الجزائرية من إعادة طلاء المنازل أو تطهير كل صغيرة وكبيرة فيها علاوة على اقتناء كل ما يستلزمه المطبخ من أوانٍ جديدة وأغطية لاستقبال رمضان.

وفي تونس تتزين جميع البيوت والجوامع بفوانيس ومصابيح رمضانية إيذاناً بقدوم الشهر.

ولا يختلف رمضان كثيراً في فلسطين فرغم الاحتلال الإسرائيلي فإن شهر الصوم له عاداته من إفطار وسحور وحلويات وصلاة التراويح للرجال والنساء في المساجد والساحات العامة، وقيام الليل وقراءة القرآن وزيارات الأقارب.

اما في ليبيا يبدأ الناس في التحضير للشهر الفضيل من قبل أن يحط رحاله بشهر على أقل تقدير وذلك بأن تكثر الحركة وتبدأ التحضيرات أولا في المنازل حيث يحلو للغالبية طلاء بيوتهم قبل رمضان وفرشها بفرش وأثاث جديد، فضلا عن التسوق.

ويعتبر شهر رمضان أكبر موسم للتسوق في جميع أشكاله ومنها السجاد والمواد المنزلية والكهربائية والمواد الغذائية والملابس والأحذية والمواد الغذائية وغيرها من المواد الأخرى، حيث يعتبر رمضان مهرجان للتسوق العائلي.

ويبدأ إفطار الليبيين على حبة التمر ويشربون الحليب مع التمر، وتزخرالمائدة الرمضانية الليبية بأصناف وأطباق كثيرة وتختلف الوجبة الرئيسية من أسرة إلى أخرى وتعد أكلة (البازين) وهي أكلة شعبية ليبية من الأطباق الخاصة التي يقبل عليها الليبيون في رمضان.

وهناك أكلات أخرى منها الكسكسي، الأرز بلحم الخروف، ومعكرونة المبقبقة والبوريك، ولا تخلو أية مائدة ليبية غالباً من الشوربة الليبية، وهناك أيضا البطاطا المبطنة والعصبان ورز بالخلطة ومعكرونة بالخلطة والمعكرونة المبكبكة.

أما عن أشهر أطباق الحلويات التقليدية فتضم الكعك، الغريبة، القرينات، والمعسلة، والبسبوسة، ويتناول أهل ليبيا عادة الحلويات بعد أداء صلاة التراويح حين تجتمع العائلة في البيت يتبادلون الأحاديث، وهناك فئة أخرى تمضي أوقات الليل في قراءة القرآن وختمه على روح من توفي لهم إن وجد، ومن توفاهم الأجل من أقرب القبائل والأسر.

وفي السودان مثل كثير من الدول الإسلامية يترقّب الناس قدوم هذا الشهر بفيض من الشوق والاستعداد، ويدخرون له ما طاب من المحاصيل الزراعية والبقوليات والتمر منذ وقت مبكر.

وهناك شيء مهم ولافت للنظر في العادات السودانية وهو إفطار الناس في المساجد وفي الساحات التي تتوسط الأحياء، وعلى الطرقات تحسباً لوجود مارة ربما يكونون بعيدين عن منازلهم أو وجود عزّاب في الأحياء قد لا يتوفر لديهم الوقت لصنع الطعام بالطريقة التي يريدونها، فقبل الغروب بدقائق تجد الناس يتجمعون في جماعات على شكل حلقات خلال لحظات الإفطار لاصطياد المارة ودعوتهم لتناول الإفطار معهم. وبعد الفراغ من الإفطار يتناولون القهوة ثم يقضون بعض الوقت قبل الذهاب إلى صلاة التراويح.

وأهم المأكولات التي يعشقها السودانيون في رمضان ولا تفارق موائدهم “العصيدة”، وهي أكلة سودانية شعبية شهيرة وتتكون من الذرة، أما المشروب الذي يتم تناوله في رمضان فهو ما يعرف باسم “الأبريه”، وهو عبارة عن ذرة أيضا، ولكن يصنع بطريقة مختلفة عن “العصيدة”؛ حيث يتم تجفيفه ثم يضاف إليه الماء ويصفى ثم يشرب، ويعشقه السودانيون ويكون مشروبًا أساسيًا في إفطارهم مثل العرقسوس والتمر هندي.

ولشهر رمضان في العراق خصوصية وطعم خاص اذ تبدأ المرأة بالتحضير لهذا الشهر الكريم من خلال مبادرتها بالذهاب إلى شراء المواد الغذائية التي تحتاجها العائلة في وجبات إلافطار والسحور، والتي تشتمل عادةً المواد الغذائية الأساسية، فضلاً عن الحلويات والعصائر وخاصة “شراب نومي البصرة” الذي لا تكاد تخلو منه مائدة أفطار.

ومن العادات المعروفة في هذا الشهر كثرة الزيارات بين الجيران والأقارب في ليالي رمضان، اذ يتبادل الجيران انواع الاطعمة فضلاً عن تبادل اطباق الحلوى، واعتاد العراقيون فيما مضى على جلسات الإفطار الجماعية التي تلم شمل الأقارب والأحبة والتي من شأنها زيادة الألفة والمحبة بين العائلات العراقية، لكن في الوقت الحاضر بدأ العراقيون يقللون من هذه الزيارات بسبب الوضع الأمني في البلاد الذي القى بظلالهِ على اغلب العادات الجميلة.

وتتزين شوارع الاْردن خلال شهر رمضان وترى الناس مبتهجين في الطرقات وهم يتبضعون حاجياتهم فلرمضان مأكولات خاصة في المملكة اشتهرت في هذا الشهر كالقطايف والتمر هندي والقمردين وغيرها.

وهناك اماكن لها مكانتها في قلوب الاردنيين تتعلق برمضان كالمسجد الحسيني القابع في وسط العاصمة عمان الذي يرتاده الناس لاداء العبادات والصلاة فيه لقيمته التاريخية.

ويتحمس الناس هناك لأداء صلاة التراويح في جماعة، والتي تلقى إقبالاً بارزًا من الشباب، الذين لا يعرف كثير منهم المساجد ولا يدخلونها إلا في رمضان.

ويعتبر المنسف من اهم الوجبات التي يفطر عليها الأردنيون اول يوم في رمضان ويعتبرونه رمز الضيافة، والمنسف أكلة انفرد بها الاردن منذ 3 آلاف سنة خلت وكان المنسف وما زال مرتبطا بالاردني اينما حل أو ارتحل.

ويحبذ الاردنيون تناول المنسف في أول ايام رمضان حبا بان يدخلوا الشهر بطعام أبيض “اللبن والارز والخبز” لاعتبار ان العناصر تلك أساسيات ثلاثة في المنسف اضافة الى اللحم.

وفي تركيا يتم نثر العطور والمسك والعنبر وماء الورد على ابواب المنازل والحدائق طيلة الشهر، أما ظاهرة “المَحْيا” فهي احتفالية كبيرة تقام في منطقة “السلطان احمد” حيث يضاء 77 ألف مسجد منذ المغرب وحتى صلاة الفجر.

أما في اندونيسيا فيأخذ جميع التلاميذ إجازة في أوّل أسبوع من شهر رمضان، وفي باكستان يحدث ما يسمى بـ”زفاف المرة الأولى”، حيث يزف الطفل الذي يصوم أول مرة كأنه عريس، وهناك أكلة تسمى “الباكورة” وهي عبارة عن بطاطا مخلوطة بالبهارات وهي أكلة شعبية لشهر رمضان.

وفي ماليزيا هناك عادة معروفة تسمى بـ”طوف السيدات”، حيث تطوف السيدات في المنازل لقراءة القرآن بين الافطار والسحور، وهناك إفطار جماعيّ يقام يومياً في المناطق الريفية، وفي نيجيريا فتقوم العائلات النيجيرية بإستضافة فقير كل يوم لاكرامه.

يقرأ المسلمون في موريتانيا القرآن كاملاً في ليلة واحدة، ويحلق الرجال شعرهم قبل رمضان بأيام ليتزامن ظهور الشعر الجديد مع الشهر الكريم.

أخبار ذات صله