fbpx
صبراً عدن..!

 

*العميد الركن ثابت حسين صالح

ما تعانيه عدن اليوم من تعذيب وتعسف … كانت قد عانته وبصورة أشد وطأة وفتكا وقهرا اثناء وبعد حرب 1994م مباشرة ، حيث أشار مستشاروا السوء ومن ضمنهم سيء الصيت والسمعة وصاحب نظرية ان الفساد هو ملح الحياة باجمال … أشاروا علی العتاولة والأعفاط باتباع السياسة الفاعلة المؤثرة لإجبار أهالي عدن علی الخضوع والاستسلام للأمر الواقع الا وهي سياسة العقاب الجماعي والتي تتكرر الآن وبعد حرب 2015م بحرب الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء والمياه والمشتقات النفطية .

 
هدف هذه السياسة الدنيئة العقابية ليس فقط تعذيب الناس وزيادة معاناتهم والامهم وإلحاق أكبر الأضرار المادية والاجتماعية والنفسية بهم ، فحسب ، بل وحشرهم في زاوية ضيقة من الخيارات المحدودة الوحيدة : استمرار العذاب أو الإستسلام وعلى جرى المثل فجعه بالموت يرضى بالحمى .

 
تشترك في هذه الحرب القذرة قوی محلية وقوی خارجية في تناسق وتناغم وتكامل مع الجوانب الأمنية والسياسية والاعلامية والنفسية .

 
أما القوی المحلية فيقف علی رأسها لوبي الفساد الذي استشری منذ حرب 1994م كالسرطان في جسم المؤسسات الخدمية وأعني هنا الكهرباء والنفط وهو الذي ولد ونمی القطط السمان التي تضخمت حد التخمة عل موائد الفيد والاستئثار بأدوات السلطة لخدمة أغراضها الجشعة والطماعة والاحتكارية الطفولية المتطفلة .

 
وأما القوی الخارجية فهي معروفة بعدائها التاريخي للجنوب منذ حرب 1994م تحديدا ودعمها لجماعات الارهاب والفوضی لحاجة في نفسها وخدمة مشاريعها السياسية الاقتصادية في المنطقة واسناد أدواتها الحزبية الملفوظة والفاشلة جنوبا وشمالا والتي تعمل علی قاعدة نيرون “على وعلى أعدائي ” وعلى أساس أن الفشل يجب أن يعم الآخرين حتى يداروا خيبتهم هم في الفشل الذي كان حليفهم شمالا .

 
الجناح الحزبي اليمني في الشرعية المقيم في فنادق الرياض والدوحة واسطنبول ناهيك عن قوی الفيد والكسب والنهب وابتزاز التحالف تحت مسميات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية … كل هؤلاء يركزون جهودهم ووسائلهم وادواتهم في الخارج والداخل لتضييق الخناق وتشديد الحصار علی الجنوب غير أبهين بالضحايا من الأبرياء من الأطفال والنساء والعجزة .

 
أمام هذه الصورة القاتمة ماذا بوسع القادة الجنوبيين أن يعملوا وماهي فرص وإمكانيات صمودهم وافشال حرب الخدمات الظالمة الشنيعة ؟.
مع إدراك حجم المعاناة وصبر أهلنا في عدن والجنوب كله … الصبر الذي فاق كل الطاقات والتوقعات وروح المقاومة التي افشلت مشروع الاخضاع العسكري الثاني للجنوب والتفاني والإخلاص الذي أظهره قادة جنوبيون والدور المخلص والصدوق والجاد لدول التحالف العربي وخاصة الإمارات وحملة التضامن الواسعة مع الجنوب بين الأوساط الشعبية خليجيا وعربيا ودوليا علی خلفية النجاحات الجنوبية المحققة عسكريا وامنيا واخلاقيا يستطيع المرء أن يتسلح بالأمل وبإذن الله تعالى في تجاوز هذا المنعطف الخطير ” وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون ” .