fbpx
ليالي وأياما معدودة  

 

 

قال  النبي محمد صلى الله عليه وسلم  ” إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة، لا يشقى بعدها أبداً ”

ويقول الامام احمد بن حنبل رحمه الله ” لا رياء في الصوم فهو لا يدخله في فعله من صفى صفي له ومن كدر كدر عليه، ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله وانما يكال للعبد كما كال .

أيام تفصلنا عن شهر رمضان شهر ليس كمثل بقية الشهور ثلاثون يوما كل يوم منه نفحة من نفحات الجنة وسبيل للنجاة لمن قطع على نفسه السبل

حين نتحدث عن رمضان فنحن لا نأت بجديد ولا نفصل مجهول ولا نوضح مبهم لكنه التذكير والذكرى التي تنفع المؤمنين.

سيظلنا الشهر الفضيل ليكون مضمارا للسباق نحو الخير وميدانا للتنافس على فعل الطاعات ومناسبة لمحاسبة النفس بخلاء معدة وصفاء ذهن لنجعل من رمضان وقفة مع النفس نعدل فيها ما اعوج ونجلي ما صدأ نرتب فيها أوراقنا التي تبعثرت خلال عام.

لنعقد النية على أن يكون شهر رمضان لهذا العام مختلفا عما سبقه وكأنه آخر رمضاناتنا وهذا دأب السلف الصالح قبلنا.

يقول الامام علي زين العابدين رحمه الله  ” حق الصوم أن تعلم انه حجاب ضربه الله على لسانك وسمعك وبصرك وفرجك وبطنك ليسترك به من النار وهكذا جاء في الحديث الصوم جنة من النار فان سكنت اطرافك في حجابها ورجوت أن تكون محجوبا وإن أنت تركتها تضطرب في حجابها وترفع جنبات الحجاب فتطلع الى ما ليس له بالنظرة الداعية للشهوة والقوة الخارجة عن حد التقوى لله لم تأمن ان تخرق الحجاب وتخرج منه ولا قوة الا بالله فان تركت الصوم خرقت ستر الله عليك”
اقبل رمضان وصدور الكثيرين مشحونة تجاه هذا
او ذاك قريبا او بعيدا هذا لحساسيات مفرطة واشكاليات عائلية او خلافات عابرة لا يسلم منها احد
وذاك لاختلاف في موقف او رأي سياسي لم يرق لي او لم يأتي على هواي، فأشعلتها حربا ضروسا لا تبقي ولا تذر استنفذت ما في الجُعبة من الالفاظ والمفردات البذيئة ولم يتبق خط رجعة للحظة صفاء او مراجعة للذات لعلها لحظة ادراك لما وقعت فيه .
ولو تطرقنا لهذا الجانب لوجدنا ان الكثير يقعون تحت تأثير إعلام مضلل او كاتب حاقد ينفث سموم حقده على كل من يخالفه ولا يلقي  بالا لنتاج قوله وهو بهذا لا يدرك ما حذرنا منه الحبيب المصطفى عندما قال

(( إِنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة, وإن العبد ليتكلم بالكلمة -من سَخَط الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم)) وربنا سبحانه وتعالى قال في محكم التنزيل (( يا ايها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين))
ومعلوم ان للصادقين معايير واضحة لا تتغير بحال من الأحوال ويراها ذوي العقول البصيرة
رمضان اقبل وهي فرصة قد لا تتكرر فمن ادركه قد لا يدركه العام القادم لنذكر انفسنا وكل الأحبة ، نعم هي فرصة لمراجعة الذات ولنقبل على الله بصدق ليتجذر ايماننا في الأعماق ونطلب المغفرة من الله الغفور الرحيم ليتجاوز عن كل ما اقترفناه في حياتنا سواء على ظلمنا لأنفسنا واهلينا او الغير سواء بالقول او الفعل او حتى بشحناء النفوس .

فإنما هي ليالي واياما معدودة من حق نفسك عليك ان تعطها حقها من التقوى فيها وان تملا سجلك بكل خير
اسأل الله ان يبلغنا واياكم شهر رمضان ويجعلنا واياكم  من التوابين الصادقين المغفورة ذنوبهم .