fbpx
رسالتي إلى الوزير حسين عرب.*
بقلم/د. عيدروس نصر ناصر
سعادة الاخ الوزير
بعد التحية
لسنا بحاجة للخوض في مجلدات التاريخ  واستعراض صفحات الصواب والخطأ في مواقف البعض من الجنوب فتلك مراحل وضعها الجنوبيون وراء ظهورهم وطووا صفحاتها عندما افتتحوا كتاب التصالح والتسامح وجسدوا هذا التصالح بدمائهم وأرواحهم عندما انخرطوا في معركة العزة والكرامة دفاعا عن الارض والإنسان وتصحيحا للخطأ التاريخي الذي ارتكب بحق الجنوب في العام 1990م وعزز في العام ١٩٩٤م عندما ساهم بعض الجنوبيين في إخضاع الأرض والإنسان لغزاة ينتمون عقلا وثقافة وتفكيرا إلى القرن السابع عشر.
عام ٢٠١٧م ليس كعام ١٩٩٤م فقد دشن الجنوبيون تاريخا جديدا بحقبة جديدة من التعامل مع مستقبلهم لبناء جنوب جديد يختلف عن جنوب ما قبل ١٩٦٧م وما قبل ١٩٩٠م وكذا ما قبل ٢٠١٥م هو الجنوب الذي قدموا من أجله آلاف الشهداء والجرحى والمختطفين منذ معارك النضال السلمي ما قبل وما بعد ٢٠٠٧م حتى معارك المقاومة المسلحة طوال ما بعد الغزو الثاني ٢٠١٥م
وما إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي جاء تلبية  لحاجة جنوبية موضوعية سعى إليها الجنوبيون منذ عقد من الزمن إلا مرحلة من مراحل نضال الجنوبيين من أجل استعادة حقهم التاريخي في تقرير مصيرهم والتعبير عن أنفسهم بالطرائق والسبل التي يرونها مناسبة، واختيار ممثليهم لتقديم قضيتهم للمجتمعين الإقليمي والدولي.
لن يكون من اللائق ان يتصرف وزير ونائب رئيس وزراء كما يفعل الصبية فيدلي بتصريحات لصحف محترمة منتحلا صفة غير صفته ويقول كلاما غير لائق ان يقوله في مواجهة شعب جسد ارادته على مدى ما يزيد على ربع قرن في مواجهة الاجتياح والطغيان والاستغلال والاستبداد.
إنه لمن المؤسف والمخجل ان يسلك شخص بمقامكم سلوك مدرسة علي عبد الله صالح من خلال اللجوء إلى الحكولة والاستهبال واستدراج الصبية والمراهقين، ومنهم مقاومون شرفاء، لتشكيل مجالس موازية للمجلس الجنوبي الانتقالي والأسوأ من هذا ان يبتز واحد بمقامكم ابناء مديريته ومحافظته ليواجه بهم الإرادة الجنوبية الجامعة ويجعل أبين التي قدمة المئات من خيرة شبابها قربانا لحرية واستقلال الجنوب.
نحن لا نطلب منكم التنازل عن قناعاتكم السياسية وتأييد المجلس الانتقالي الجنوبي رغم إنكم لو فعلتم ذلك ستكونون الكاسبين لانكم بهكذا موقف ستستعيدون ثقة الشعب الجنوبي واحترامه، لكننا نتمنى عليكم أن تختلفوا مع الجنوبيين برقي وأخلاق سياسية متحضرة ومغادرة مدرسة علي عبد الله صالح الذي علم أتباعه الدناءة واللؤم وطرائق الدس والوقيعة وزرع الشقاقات وتغذيتها وكما تعلمون لقد هزمت كل تلك الأساليب أمام إرادة الشعب ومن لم يتعظ من هذه الهزيمة فإنما يعبر عن حماقة غير قابلة للتعديل وإنما يصر على أن لا ينتهي به مشوار السياسة إلا عند النهاية التي وصل إليها عفاش وأتباعه فلماذا تصرون على السير في طريقه وانتم تدعون انكم تحاربونه؟
ختاما نشير هنا إلى ان الجنوب سينتصر على كل من يقف في وجه إرادته وما المكائد والألغام التي تزرع في طريقة سوى محاولات يأئسة لتاجيل الانتصار وهي قد تفلح في عملية التأجيل هذه, لكنها لن تمنع الانتصار ولن تقف في وجه تيار التاريخ الذي انطلق ولن يرتد إلى الوراء.
“والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون” (صدق الله العظيم).
________________________
* من صفحة الكاتب على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك