fbpx
متى يعي هادي أهمية دعمه للمجلس الانتقالي الجنوبي؟

يدرك هادي أكثر من غيره استحالة عودته إلى صنعاء بعد اليوم حتى كمواطن عادي،فكيف برئيس يمن موحد أو مفدرل بستة أقاليم كما يحلم عبثاً بذلك في ظل المعطيات القائمة على الأرض.

ويعرف فخامته جيدا أيضا و أكثر من سواه باستحالة تحقيق قوات المقدشي وشريكه الأحمر،المحسوب نائبا له،أي حسم عسكري في أي جبهة من الجبهات الشمالية بعد اليوم، وعقب انقضاء أكثر من عامين على كل ذلك الاستنزاف المالي والعسكري الباهظ للسعودية ودول التحالف بدعوى الحسم العسكري.

ويعلم سعادته جيدا أيضاً بأن إصراره على البقاء والتشبث بكرسي سلطة كرتونية لا أثر لها ملموس على الأرض اصبح نوعا من الابتزاز المخجل لمن دعموه وناصروه ومدوه بالمال والرجال والسلاح طوال أكثر من عامين من الحرب.وخاصة انه خير العارفين بان لا مقدرة لمسؤولي حكومته المنفية على القيام بأهم مسؤولياتهم وأولى واجباتهم الوطنية والأخلاقية تجاه الشعب المتهالك حربا وجوعا ومرضا ووبالا بسبب فشلهم وهروبهم إلى المنفى الاختياري بفنادق الرياض دون أي مبرر أخلاقي لذلك التهرب.

ويدرك هادي ونجله وأقاربه أن تمسكهم باستكمال أهداف عاصفة الحزم وإنهاء الانقلاب وحسم الأمور عسكريا،أصبح ضربا من الخيال البعيد المنى، في ظل تطورات المواقف الدولية ومعطيات أرض الداخل اليمني.

وبالتالي فان التذرع بمثل هذه الاوهام السحيقة بعد اليوم،أصبح أمرا مكشوفا لدى الرياض وحلفائها المستعدين اليوم وأكثر من أي وقت مضى،لفضحه والتعامل معه بالمكشوف كمطالب ابتزازية رخيصة طال الصبر عليها طويلا وخابت فيه كل آمالها ودفعت من أجله اثمانا باهظة دون جدوى نتيجة استمرار فشل هادي وإدارته وحكومته على كل المستويات والأصعدة ، ولادراكها مؤخرا بعدم قناعة وجدية لاعبيه الشماليين بضرورة انتصار شرعيته عسكرياً نظرا لمصالح ومخاوف متعلقة بمصالحهم المشتركة وتحالفاتهم السرية الغامضة.

وبالتالي فلماذا لا يلجأ هادي لتكفير بعض سيئاته السياسية إزاء أهله الجنوبيين ويبادر فعليا لمساندة المجلس الانتقالي الجنوبي من باب دولة يمنية اتحادية من اقليمين وذلك للاعتبارات التاليلدة:

اولا حتى يضمن وطن له وأقاربه بعد إزاحته قريباً من كرسي رئاسة بالمنفى.

وثانياً كونه خير من يعلم أن خيار الاقليمين هو الاقرب للواقع والاسلم لاي حل سياسي ممكن باليمن، وان مخطط الستة الاقاليم، ليس من مخرجات الحوار الوطني المزعوم ولايمكن منطقياً تطبيقه بأي حال من الأحوال وفي ظل الظروف والمعطيات القائمة اليوم على الأرض .

وثالثا كي لا يسبقه نائبه الأحمر إلى استكمال مخطط انقلابه عليه من المنفى وباسم شرعيته المختطفة من قبله وجماعته الإخوانية.

ورابعا كي يكفر عن بعض مظالمه للجنوب حيث كان قائد حرب احتلال رئيسه عفاش له كوزير دفاعه صيف 1994.

وخامسا وليس أخيرا حتى لايفقد كل الفرص ويصبح هو وأولاده وأقاربه عما قريب،رهن جدران غرف إقامة قهرية حيثما يتواجدون الآن ويومها لاتنفع الأماني.