fbpx
لماذا انزعج هؤلاء؟؟

د عيدروس نصر ناصر

وزراء الشرعية قضوا ما يزيد على سنتين ينعمون بالأمان والرفاه الذي اكرمهم به الاشقاء في المملكة العربية السعودية جزاهم الله خيرا وخلال هذه الفترة حصلوا على الكثير من المكاسب لكن اهمها تعيين. اولادهم وإخوانهم وزوجاتهم وأقاربهم في مناصب مهمة اصغرها مدير عام يحصل على ما لا يحصل عليه عشرة المقاومين ممن خسروا اطرافهم وفقدوا بعض اعضائهم في معركة الكرامة والعزة.
وعندما نجح الاخيرون بصنع المعجزة ودحر جحافل الانقلابيين عاد السادة الوزراء لينعموا بالامان ويخطفوا النصر من صانعيه الذين أبدوا اولائك الفدائيون من الإيثار ونكران الذات ما لم يبده إلا قلائل المناضلين الاممين ورموز الحرية والفدائية وقادة الفتوحات العظيمة في التاريخ.
بيد أن السادة الوزراء اكتشفوا ان الحياة في عدن بحاجة إلى مزيد من التحسين والرفاهية، فالإرهاب مستمر في شغله والخدمات عرضة للعبث والتخريب والطعام والشراب يحتاجان إلى تعب ومصاريف مالية لا يرغبون في تحملها. . لم يتحملوا ان “يستحم الاربعة منهم بحمام” كما صرح بذلك نائب رئيس الوزراء فغادروا مرة اخرى إلى حيث الحمامات البخارية والكافيير ومزايا السبعة نجوم والتي لا يدفعون مقابلها هللة واحدة (وحفظ الله الاشقاء الذين ما يزالون على كرمهم المعهود في السراء والضراء).
صدم هؤلاء عندما سمعوا عن تشكيل مجلس انتقالي جنوبي لأنهم حسبوه مجلس حكم سيخطف منهم السلطة ويتركهم في العراء، ففي هذه الحالة لن يبقى لهم موقع في كل المعادلة فمن اين سيتدبرون مصاريفهم وكيف سيعيشون بعد اصبحوا منقلب عليهم في الشمال ومرفوضين في الجنوب ولذلك رجعوا جميعا ليلتقوا مع الحوثيين والعفاشيين في شيطنة الجنوب والجنوبيين ومجلسهم السياسي الانتقالي فمنهم من وصفه بمجلس إيران ومنهم من وصفه بمجلس الإمارات ومنهم من سماه بمجلس امريكي واقلهم من وصفه بمجلس سعودي.
الحقيقة ان اعتراف دولتي الأمارات والعربية السعودية بالمجلس الانتقالي الجنوبي سيكون مشرفا واعترافا بمكانة الجنوبيين الذين صنعوا بأقل من مائتي الف مقاوم ما لم يصنعه من يدعون ان لديهم ملايين المقاتلين، لكن هذا لا يعني باي حال من الاحوال ان المجلس صنيعة اي من الدولتين الشقيقتين بعد أن ظل حلم كل الجنوبيين على مدى اكثر من عشر سنوات منذ اندلاع الثورة الجنوبية السلمية
في علم النفس هناك مرض اسمه مرض الإسقاط (projectionn ) وفي يقوم المريض بإسقاط عاهاته وامراضه على الآخرين في خداع للذات محاولا التخفيف عن نفسه من الشعور بالدونية نتيجة لإصابته بهذا المرض او ذاك.
ذلك ما يقوم به هؤلاء متخيلين ان اي مشروع جنوبي لا يمكن ان يكون إلا مثل مشاريعهم تمريرا لتوجيهات خارجية وتناسى هؤلاء ان الجنوب يناضل منذ ٢٣ عام معتمدا على نفسه في ظل حصار وصمت وتعتيم وتجاهل متعمد ولم يسع للتسول عند أحد كما فعل هؤلاء عند اول هزيمة تعرضوا لها.
لن يهدأ هؤلاء إلا بإثناء الجنوبيين عن الطريق الذي اختاروه والاطمئنان انهم قد صاروا ورثاء لعفاش وأتباعه في التحكم بمصير الجنوب وارضه وثرواته وسكانه ومستقبله من خلال واد ثورته وإجباره على التراجع عن تطلعاته وهو ما لم يقدر عليه عفاش عندما كان في اوج زهوه وطغيانه وقبل ان تكسر اجنحته ويتحول إلى التخفي والهروب والتسول لدى الخارج.