جنوبيون..

جنوبيون..قرروا الذهاب الى ساحة جنوبيه.. السماء جنوبيه والشمس حارقه فوق ارض جنوبيه..ورجال وشباب ونساء وأطفال كلهم جنوبيون..ذهبوا جميعا لزراعة حقل جنوبي يريدون مزرعتهم تكون خضراء عامره بالخضرة والفواكه..هم أصلا فلاحون وصيادون ومزارعون وعمال خدمات وصانعي الحرف وعشاق للوفاء والعمل..

ماذا في هذا ؟؟

ليس فيه شي..هم أصلا لايملكون أرصدة بنوك ولا شركات اتصالات عملاقه ولايملكون فضائيات هائلة تبث الأكاذيب وتزرع الفتن وتؤسس للخراب..

هذا سمير مواطن من لحج جاء معه خمسمائة ريال هي كل ما يملك جاء يريد ان يكون فلاحا في مزرعة البناء الجنوبية..هل هذا حرام؟؟ هل هذا امر مؤذي للسلم؟؟

وهذا عوض جاء من حضرموت وهذا ادهم من ابين وهدا محمد من الضالع وهذا ناظم من عدن وهذا يوسف من المهره وهذا خالد من يافع  وهذا ناصر من شبوة كلهم جاءوا حاملين بذور خير ليزرعوا أرضهم ويعمروها بالبناء والتنمية والخدمات ومنافع للأرض..هل هذا حرام ؟؟

ماذا عساهم ان يعملون؟؟ لقد احترقوا سنوات طويلة منتظرين وصابرين لعل رجال السلطة وخبراء السياسة ان يعملوا لهم أكواخ خشبية يحمون بها عائلاتهم وأطفالهم من الرياح والعراء..انتظروا سنوات من اجل ان يقوم أمراء السلطة والسياسة ان يضيئوا لهم شمعه ومولد كهربائي يقيهم حرارة الجو وسخونة المعيشة..انتظروا سنين يريدون كرامه ورغيف ودواء وسلام..

لم يعمل لهم ولاة الأمر اي شي..بل على العكس اختطفوا أرضهم وهويتهم وسمموا الأرض وردموا المتنفسات وابتلعوا الأراضي وصادروا عنهم تلك الشمعة الكهربائية البسيطة وأحالوا حياتهم وأرضهم الى ظلام يلف أراضي الجنوب..دمروا فيهم الأمان وصادروا عنهم الرغيف والدواء ودمروا منازلهم وهمشوا الكوادر وجعلوا أرضهم جرداء تئن تحت وطأة عسكر ونافذين ولصوص القوت فخلقوا لديهم البؤس والشقاء والعناء..

جنوبيون..جاءوا يريدون مطالب بسيطة جدا جدا فلم يتحصلوا الا على القتل والرعب والشتات والجوع..احالوهم الى قارعة الطريق مشردين في أرضهم..

جنوبيون صبروا وصبروا وناشدو العالم الحر ومنظمات الدفاع عن الحقوق ومجلس الامن.. ناشدوهم وقالوا لهم:

((اشهد ايها العالم.. نحن شعب جنوبي نباد ونحترق ونموت يوميا.. ارضنا لاتوجد بها كهرباء ولا خدمات ولا امان ولا كرامة لمواطن في ارضه..

اشهد ايها العالم ..نحن شعب صبرنا وتحملنا المرارات والأحزان. لكننا لسنا شعب جبان..ولهذا ومن اجل الخير والامل والسلام صبرنا وانتظرنا وانتظرنا وسفكت دماء أبنائنا وامتلأت المقابر بالشهداء والمنازل تمتلئ بالجرحى والمظالم.. ناشدنا العالم..صرخنا بحٌت حناجرنا لماذا لا تصغون لنا .؟؟))

فلم يصغي لهم احد

جنوبيون حرروا أرضهم بقيادة البطل عيدروس الزبيدي وشلال ورجال وشباب أبطال من كافة محافظات الجنوب.. جنوبيون مع التحالف بقيادة السعودية والامارات تعاونا وعملنا على تحرير ارضنا ثم بدأنا  بالترتيب للأمن والأمان…

فماذا عملوا لنا؟؟

قرروا إقالة قائد ثورتنا ورمز ارضنا وأزاحوه من المحافظة فضاعفوا متاعبنا..يريدون ان يعيدونا لنقطة الصفر..

بلغت المآسي للحناجر وأدرك الجنوبيون ان السلطة والحكومة لن يتركوا الجنوب يستريح بل مستمرين فوقه بالجلد والضرب والحصار..

من هنا خرج الجنوبيون خرجوا جميعا لوقف هذا النزيف ووضع له حد..

كرهوا الوحدة والشرعية والحكومة والمصلحين الكاذبين..فقرروا الذهاب الى الساحة لاستعادة حياتهم وكرامتهم..

ماذا في هذا ؟؟

ليس هناك اي تمرد ولا فوضى ولا شق الصفوف ولا مخاطر ضد احد مطلقا سوى اننا جنوبيون محاصرون مهمشون مطاردون منسيون انتظرنا الدولة والحكومة والشرعية ان يأتوا إلينا ليرفعوا عنا المظالم ويخففوا عنا لهيب المعيشة وشتات الرغيف..

فلم يأتوا إلينا بل ارسلوا لنا قنبلة تفجرنا جميعا..

فذهبنا جميعا جنوبيون جنوبيون لوقف هذه القنبلة منعا ان تتفجر فوقنا. فهل في هذا كفر او معصية او خطاء؟؟

لا والله ورب محمد فهذا ليس خطاء..

اذا كانت المظالم تعرٌف انها مشهد واااااضح لشعب جنوبي مقهور  يقتل ويذبح ويعيش حالة ظلام وفقر واضطهاد بينما هناك من يطلقون على أنفسهم دوله وحكومة وشرعيه يتفرجون علينا ويبتسمون ويسخرون..

ان لم يكن هذا هو الظلم والمظالم والاستخفاف..

فماذا هو الظلم اذن؟؟

خلاصة الحكاية ان هناك جنوبيون انطلقوا بحثا عن المعيشة والحياة..

اذا كان رب العرش وخالق العباد هو من منح الناس حق الحياة والكرامة والعدالة..

فلماذا هؤلاء الشرعيون السلطويون القياديون يمنعون  عنا حق الحياة؟؟