fbpx
“هادي” ليس أبين و لا “بن دغر” حضرموت، و لا حبتور شبوة

د. سعيد الجريري

غدا الخميس يحتشد الجنوب في عدن، في ساحة واحدة تحت راية واحدة وقضية واحدة وهدف واحد. وكم أراد الجنوب للابن الضال أن يعود إلى بيته مرفوع الهامة يمشي، لكن هناك من لا يرى الجنوب وشعبه، بل يدور حول نفسه وما هيأ نفسه له في الحقبة العفاشية؛ لذلك فالساحة لا تفرق فيها بين منطقة وأخرى، فلا راية مناطقية فيها ولا ولاء شخصي. يلتقي الجنوب بالجنوب، ولا يشذ عن ذلك اللقاء إلا من لا يزال في رأسه “تنغيشة” بالمعنى السلبي لقول المحضار .
*
ليس عيدروس ولا بن بريك ولا وحي أمان ولا خالد بحاح أو أحدهم من يجتمع الجنوب من أجله، ولكن الجنوب يحتشد لوجوده، لقضيته، لهدفه في الحرية والسيادة على أرضه وقراره، وما القرارات الأخيرة الصادرة بتوقيع الرئيس هادي وما سبقها إلا القشة التي قصمت ظهر شرعية حاول الجنوب مضطرا أن يتحالف معها تحالف ضرورة، في لحظة توافقت فيها شراكته في المقاومة مع هدف التحالف العربي في إبعاد خطر النفوذ الإيراني عن مدخل باب المندب، وليس إعادة الشرعية إلى عدن أو الجنوب لتمارس الدور السابق بدلا عن شرعية 94 المتناسلة حتى الآن؛ لذلك فموقف الجنوب من قرارات الرئيس اليمني عبدربه منصور موقفا مناطقيا لأنه من أبين مثلا ، ولا الموقف من رئيس الحكومة الشرعية بن دغر موقفا مناطقيا لأنه من حضرموت أيضا، ولكنه موقف مشروع وطني جنوبي تحرري ضد مشروع آخر على الضد منه اختارا هما بمحض إرادتهما أن يكونا على رأسه، فكان الموقف الجنوبي الموحد الذي رأى في تلك القرارات والسياسة المتبعة محاولة لتقويض المشروع الوطني الجنوبي الذي استشهد من أجله الجنوبيون واستماتوا لدحر آخر الغزاة في 2015 .
*
لا مجال للحديث عن مناطقية أو شخصنة للحظة، فتجاهل الإرادة الشعبية الجنوبية، من أي جنوبي تكون منطقته أول النافضين أيديهم منه، وهو ما يتمثل اليوم في ساحة الخميس المشهود، حيث تعانق عدن حضرموت، وتعانق الضالع أبين، وتعانق يافع شبوه، وتعانق لحج المهرة وسقطرى، ويعانق الجنوب الجنوب، ولا يغلق بابه في وجه أي جنوبي ضال، من أي منطقة كان، فالجنوب وطن يتطلع إلى المستقبل، مستقبل جديد مختلف، لا صلة له بتجربة 67 ولا 90 ولا 94 ولا 2015، ولأنه يتطلع إلى المستقبل، فهو أحرص ما يكون على أن يكون على سفينته كل أبنائه، إلا من أبى، او استعصم بجبل علي محسن أو عفاش والحوثي.