fbpx
السعودي “إياد الحكمي” أميرا للشعراء في الموسم السابع
شارك الخبر

يافع نيوز –  ابوظبي(العرب):

توّج الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، الشاعر السعودي إياد الحكمي بوصفه أميراً لشعراء الموسم السابع من برنامج “أمير الشعراء”، وقدّم له خاتم الشعر وبردته إثر حصوله على 61 درجة، لتبقى الإمارة في هذا الموسم أيضاً في المملكة العربية السعودية، بعد أن كانت بيد الشاعر السعودي حيدر العبدالله في الموسم السابق.

وقد شارك بالتتويج الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، وفارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة، وأعضاء لجنة التحكيم ممثلة بكل من النقاد علي بن تميم، وصلاح فضل، وعبدالملك مرتاض، ومدير أكاديمية الشعر سلطان العميمي، وجمهور مسرح شاطئ الراحة.

الموسيقى والشعر

بداية الأمسية الأخيرة من “أمير الشعراء” في موسمه السابع، أعلن مقدما البرنامج نادين الأسعد ومحمد الجنيبي عن درجات بقية الشعراء، حيث حصل الشاعر طارق الصميلي على 60 درجة، حائزاً بذلك على لقب الوصيف، فيما جاء ثالثاً الشاعر المصري حسن عامر بحصوله على 53 درجة. أما المركز الرابع فقد احتله الشاعر الموريتاني شيخنا عمر بحصوله على 49 درجة، وحلت خامسة الشاعرة العراقية أفياء أمين بعد حصولها على 46 درجة، بينما خرج الشاعر العُماني ناصر الغساني في بداية الحلقة بعد حصوله على أقل الدرجات، وذلك قبل أن تبدأ المنافسة بين الشعراء الخمسة.

انطلقت آخر أماسي هذا الموسم مع الفنان الإماراتي فايز السعيد، حيث قدّم لوحة من فن المردادي الذي يجسد العلاقة بين المخيلة الشعبية والشعر العربي الفصيح. وقدّم السعيد قصيدة “الدينارية” للشاعر أبي الطيب المتنبي.

وقبل أن يبدأ الشعراء بإلقاء قصائدهم على الهواء مباشرة عبر قناتي بينونة والإمارات، طلب بن تميم من الشعراء أن يرتجلوا أبياتاً حول أهمية شيوع المحبة في المجتمعات العربية، ونبذ الطائفية والتعصب.

وخلال الحلقة قدم الشاعر السعودي حيدر العبدالله الفائز بلقب “أمير الشعراء” الموسم السادس، والشاعر الكويتي راجح الحميداني الحائز على لقب “شاعر المليون” في الموسم السابع، مجاراة بين الشعرين النبطي والفصيح في موضوع الخير و”عام الخير” الذي أطلقه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بداية هذا العام، مجاراة أمتعت جمهور الشعر، خاصة أن الشاعرين مُجدّدان ومبدعان.

ونلفت إلى أن قيمة الجوائز للفائزين بالمراكز الخمسة الأولى 2100000 درهم إماراتي (حوالي 600 ألف دولار أميركي)، بالإضافة إلى بردة الشعر التي تمثل الإرث التاريخي للعرب، والخاتم الذي يرمز للقب الإمارة، وتبلغ القيمة المادية لجائزة الفائز بالمركز الأول وبلقب “أمير الشعراء” مليون درهم إماراتي، فيما يحصل صاحب المركز الثاني على 500 ألف درهم إماراتي، ولصاحب المركز الثالث 300 ألف درهم إماراتي. أما جائزة صاحب المركز الرابع فهي 200 ألف درهم إماراتي، وتبلغ جائزة صاحب المركز الخامس 100 ألف درهم إماراتي.

هذا إضافة إلى تكفل إدارة المسابقة بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة للفائزين، واستمرار التواصل معهم والتعاون على تنظيم الأمسيات الشعرية لهم.

الأمسية الختامية

مع أفياء أمين كانت بداية الحلقة الأخيرة، مع نصها “سوار لمعصم البياض”، الذي أهدته إلى كلّ نساء العالم وهنّ يواجهن الكراهية بالحب والحرية”، فقالت في مطلع نصها:

برغم نموّها بين اليباب

تفتح للمحبّة ألف باب

لها في الناس ضوء مريمي

وغصن أخضر وسط الخراب

لها في كل جدب وجه نبع

تطلّ به الحياة من التراب

وما قالت : تعبت

بل استحالت

ربيعاً، سار حبّاً نحو آب

وانتقلت الشاعرة في نصها من الشعرية الذاتية إلى الشعرية العامة، ما جعل نصها أمثولة، إذ تحولت المرأة معها إلى دلالة عميقة في قصيدة أنثوية كما اعتبرتها اللجنة، التي رأت في نص أمين “قصيدة ترسم صورة جميلة للنبل الإنساني. وترفع المرأة إلى مستوى القديسات”.

بعنوان “العائدون من مراياهم” قدّم إياد الحكمي نصاً أبهر عبدالملك مرتاض الذي قال للشاعر: إن قدرتك على المشاكلة بين نسوج اللغة عجيبة، حيث تبني صورك البديعة، فتشاكل الدم مع الجرح، والسماوي مع السماء، ولا تبرح تحلق في الآفاق”.

وقال الحكمي في الأبيات الأولى من النص الذي استرعى اهتمام جميع النقاد وأغلبية الجمهور:

سلام على الحبّ حين تجلّى

وألقى على الطيبين السلاما

على فتية أورثوني هواهم

وعن شجر القلب طاروا حماما

سلام على امرأة ودّعتني

على ليلها في الغياب،

على ما…

ستعرفني قرية في جنوب الزمان

ونخل يحيّي الغماما

وشبّه بن تميم نص الحكمي بالرسم السريع المتقن للمعالم والتحولات الكبرى والنهايات التراجيدية.

بدوره ألقى حسن عامر نصه “نشيد الحضرة”، ذاهباً من خلاله إلى طريق الصوفية والحب الإلهي الكلي.

واعتبر عبدالملك مرتاض أنها قصيدة بنكهة صوفية دلت عليها الجبة والحضرة والفقراء والدراويش، وكل أبياتها أنيقة.

وأوضح صلاح فضل أن الصوفية الشعبية في مصر حولت الوجد الديني إلى فن وفولكلور، وجعلته غناء ورقصاً واجتماعاً وحباً، فهي لا تمس الأفق السياسي، ولا تتدخل في حياة الناس.

ونص عامر يقبض على أجمل ما في الوجدان العربي، فيخرج من جبة الشيخ إلى جبة الشعر.

الشيخ عمر ألقى نصه “مفاتيح الحب” الذي نال إعجاب لجنة التحكيم، يقول في مطلع نصه:

أمدّ يدي للحبّ فيكم لعلّه

يراني بكلتا الحالتين أخاً له

وإن عرضت في القلب منكم مضاضة

تذكّرت أنّ الخلّ من صان خلّه

وإن عزف الشيطان لحن كراهة

عزفت له لحنا من الحبّ ملّه

أنا الظّلّ.. والقامات أنتم.. أحبتي

فلا غلّ في قلبي لمن كنت ظلّه

تعلّمت نبذ الكره قبل قصائدي

فعشت بقلب يعشق الكون كلّه

ورأى مرتاض أن هذه القصيدة أجمل ما قدم الشاعر في المسابقة، فهي مختلفة عن سوابقها، ويبدو أن التوجيهات والملاحظات بدأت تثمر، إذ تميزت أسلوبيا بتقديمها نسوجاً انسيابية، وربطت الأعجاز بالصدور في براعة.

“لوحة بلون الحبّ” كانت القصيدة التي ألقاها آخر شعراء الأمسية طارق الصميلي الذي بدأ قصيدته بقوله:

أشرعت باب ضلوعي

والجميع أتى

أشرعته

منذ كان الحبّ محض فتى

أبصر بروحك

-ما أوحاه ربّي لي-

ما لم تر الروح

فالعينان ما رأتا

فلو يمرّ نسيم جارح

رئتاي دونه

رغم ما تحتاج

أوصدتا

بدأ علي بن تميم بالحديث عن نص الصميلي، فقال “لا أدري ما لون الحب الذي تتحدث عنه، وإن كان الحديث عن ذلك صعباً علينا تلمس آثاره”.

أما عبدالملك مرتاض فقد أشار إلى العنوان الشعري، واللوحة المرسومة بألوان الحب، فلم يجد أجمل من ذلك، رغم التكلف في بعض أبياته.

في حين أشار صلاح فضل إلى التعبيرات الجميلة الموجودة في النص، لكن طارق بحث عن قيمة واحدة، ولو بحث عن العدل والحرية والجمال لجعل ذلك الحب ممكناً، فتكون رؤيته شاملة وكونية.

أخبار ذات صله