fbpx
اذا كان الصمت من فضة فالكلام من ذهب

عبدالرحمن الطحطوح

ليس المخلوع وحلفاؤه وحدهم من يريدوا لعدن ان تغرق في الفوضى وتسبح في انهار الدم ، هناك اطراف في حكومة الشرعية تريد ذلك وتبذل في سبيله كل الامكانيات . كل الذين فقدوا مصالحهم في الجنوب يريدون لعدن ان تنكسر ، وان يتحول انتصارها على المشروع الفارسي الى كابوس يرعب كل الجنوبيين !.

عندما انتصرت عدن وجعلت المشروع الحوثي اثرا بعد عين ،حقد عليها الكثيرون وقرروا الانتقام ، اتدرون لماذا ؟ لان انتصار عدن كان شاملاء ومكتملاء ،ولم يقتصر على هزيمة الحوثيين ومشروعهم السلالي البغيض وحسب ، فقد انتصرت عدن على امبراطورية المخلوع وحلمه في الاستحواذ ، وانتصرت على مشاريع الفساد والنهب والتنفذ الذي كانت حثالات صنعاء تمارسه وتجمع من خلاله الثروات الطائلة ، فلم يعد البحر واسماكه من املاك حميد ، ولم تعد الاراض الشاسعة من املاك علي محسن ولم يعد دخل ذاك المطار وهذا الميناء يصب في جيب الشيخ زعطان بن سنحان الجميع هُزموا وتركوا خلفهم تاريخ ذل ومهانة حالك السواد.

الارهاب في عدن مصنوع ومدعوم ، وعمليات التخريب ممنهجة ، والحملات الاعلامية ممولة ، ومثيري النعرات المناطقية ياخذون المقابل (ساخن من الملحة ) اول باول ، وتعطيل استلام الرواتب وتاخير صرف المستحقات مقصودة ولها اهدافها.

المسئولية الملقاة على كاهل المحافظ ومدير الامن كبيرة والامكانيات المتوفرة قليلة جدا اذا ما قارناها بحجم التحديات . الرجامون كثير وحاملي معاول الهدم اكثر من حاملي وسائل البناء ، والشاعر يقول ( متى يبلغ البنيان يوما تمامه ، اذا كنت تبنيه وغيرك يهدم )وياليل مطولك .

ومع هذا كله فعلى مدير الامن شلال شائع ان يحرك المياة الراكدة في دوائر الامن وان يستاصل الخبث ، وان يضرب بيد من حديد ، وعليه ان يعين الاكفاء في المناطق الحساسة وان يبتعد عن التعيينات الارتجاية التي تنعكس على ادارته وتعيق تقدمه ، وعليه ان يواجه الامور المخلة بالامن بحزم وصرامة بعيدا عن الوساطات وشروع القبيلة التي ورثناها من المخلوع وحصدنا بسببها الويل والثبور.

المحافظ ومدير الامن على اعتاب صيف ساخن ستوظف فيه مشكلة الكهرباء والوقود ضدهما ، وستبقى السلطة الشرعية في معاشيق في مامن من غضب الشارع لان الاعلام الموجه والابواق المستاجرة ستبرى الجلاد وتلصق المسئولية بغير اصحابها .

واخيرا وليس آخرا على المحافظ ان يترك عادة الصمت التي يلتزمها لاسيما وان الاصوات حوله تتعالى والضجيج في محيطة يبلغ عنان السماء والاتهامات تنهال عليه من كل حدب وصوب ، صحيح ان العرب قالت ( اذا كان الكلام من فضة فان السكوت من ذهب ) ولكنها حين قالت ذلك لم تكن تعلم بانه سياتي زمان يعلو فيه كعب السفهاء والاعلام الاصفر وستقلب فيه الحقائق راسا على عقب . يا زبيدي تكلم واخرج مافي جوفك قبل ان ياتي زمان يكون فيه الصمت من ذهب بحق وحقيق .