fbpx
صديقك من صدقك لا من صدقك يا ابا قاسم

بقلم : عبدالرحمن الطحطوح

لايختلف اثنان على ان مهمتك صعبة والمطلوب منك تحقيقة يفوق بكثر الامكانيات المتاحة لديك ، ويجمع الكل على انك تتعرض لحرب شعواء من اطراف عدة بعضها يدّعي انه يقف الى جانبك.
اعلم انا ويعلم غيري ان عدن مستهدفة اكثر من اي محافظة اخرى من المحافظات المحررة , وان الشياطين يفضلون عدن على غيرها لممارسة هواياتهم وتادية طقوسهم .
كل هذا معروف ومعلوم وظاهر وواضح وبين ….

ولكن
يا ابا قاسم ، هذا لايعني ان ( حوضك صافي ) وما يجري في عدن يبرئ شخصك الكريم …. لا لا لا
فهناك ما نعذرك عليه وهناك ما نستغرب صمتك عليه , وهناك ما تغيب عنا حجة الدفاع عنك بسببه.
فقد تعذر على كارثة انقطاع الكهرباء_ ولكنه ليس عذر مطلق _ ومصيبة انعدام المشتقات النفطية ، و( لطيمة ) توقف راواتب الناس وتجويعها واذلالها ….
ولكنك لا تعذر ابدا على الفساد المتفشي في كل ( زغط ) ابتداءا من محيطك وليس انتهاءا باصغر موظف محسوب على المقاومة والذي غير مفهومها الى ( مقاوله ) ، فمحيطك موبوء يا ابا قاسم ويحتاج الى ( بفباف ، وكتاليك ) بمواصفات تطهيرر فتاكة ، فراقب المؤسسات التي تتعامل مع المواطنين مباشرة، ولا تصدق اصحاب ( كل شي تمام ) فكل شي (خربان) يا ابوقاسم ، ولا تعذر ابدا ابدا على ظاهرة تفشي حمل السلاح بين المواطنين وترك الحبل على الغارب لعصابات مسحلة لاتزال تسرح وتمرح وتهدد حياة الناس ليل نهار ( طبعا هذه المشكلة تشترك فيها مع مدير الامن عمنا شلال ، ولنا معه مقال قادم ) ، ولا لك عذر البته عن انتشار العشوائيات والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة من قبل بعض العصابات القبلية وبعض المحسوبين على الامن، ولن تعذر على سيول المجاري التي تغرق المدن وتهدد حياة الانس والجن.

يا ابا قاسم انت تحتاج الى حاشية قريبة من هموم الناس ومعاناتهم ، تحتاج لمن يجعلك قريب من الناس البسطاء الذين يعولون عليك ويعلقون امالهم بعد الله سبحانه وتعالى بك ، انت تحتاج دعوة الاباء والامهات الذين ينتظرون منك ما يبشر بمستقبل افضل لاولادهم ، فرب دعوة لاتلقي لها بال تفتح لك ابواب الدنياء والاخرة ، وتكفيك شر شياطين الانس الذين يتربصون بك .
يا ابا اقاسم لانريد ان نقارن عدن بمارب لاننا نعلم ان التحديات تختلف و الدعم يختلف وحتى نوايا الشرعية تختلف ، ولكن لاعذر لنا ولا لك من المقارنة بحضرموت ، فالمحافظ هناك يخوض معارك سياسية واعلامية امام الله وخلق الله ويطرح قضايا تحرج المعرقلين وتفضح الفاسدين في حكومة الشرعية ( ويا مكثرهم ) ويتخذ قرارات جرئية تقربه من المواطن الحضرمي اكثر فاكثر وانت يا ابا قاسم ولا شفنا لك معركة سياسية ولا اعلامية ، وكانك تسير على قول المثل الدارج ( شايل جروحي بروحي ) ، اشرك الناس معك يا اباقاسم وقل لهم الحقيقة وصارحهم تجدهم حولك .
يا ابا قاسم رمضان على الابواب والصيف اصبح من الباب وداخل ، والرواتب مقطوعة والكهرباء اصيبت في مقتل ، والحالة النفسية عند الناس دون الصفر ، والتجار اصابهم الجشع ، والاسعار مولعة ،وكل يبيع بالسعر الذي يعجبه ، والفقير يتضور جوع والمريض يتلوى من الالم ، والبيوت لم تعد اسرار يا صاحبي ، فالفقر والكهرباء اتفقاء على كشف سرها واظهار خفاياها …. هذا الحاصل يا ابا اقاسم ، فلا تقف مكتوف الايدي ولاتجعل يدك مغلولة الى عنقك ، فبتوء باثمي واثم من هم على شاكلتي من احبابك .
يا اباقاسم ، تاريخك كبير ونضالك محل تقدير ومواقفك النضالية مشرفة ، فلا تجعل الصعاليك ينالوا منك من حيث لا تعلم ، انا لي منعك منع القبيلة لاتتجاهل كلامي وكلام واحد صاحبي يحبك اكثر مني.
واخيرا : عنوان المقال ليس من بنات افكاري ولا من انتاج عقلي ، ولكنه من اقوال ابا الحسن الامام علي ابن ابي طالب رضي الله عنه.