fbpx
الشباب صيد ثمين لتنظيمَي “داعش” و”القاعدة” في تعز
شارك الخبر

يافع نيوز – العربي الجديد

هذا الزي وبيعه بأسعار كبيرة مقارنة بتكلفته. ويتم تجهيزه بقياسات مختلفة للكبار والصغار على حد سواء، كما أن أفراد التنظيم يرغمون أصحاب المحلات التجارية على تغطية وجوه الدمى البلاستيكية التي تستخدم لعرض الملابس النسوية.

ويقول مصدر أمني طلب عدم نشر هويته لدواع أمنية، لـ”العربي الجديد”، إن تنظيم “داعش” يتشابه في أساليب التطرف مع تنظيم “القاعدة” ويختلفان بالمنهج. لكن “داعش” يعتبر في نظر المصدر “أكثر غلواً من القاعدة إذ أنه ينظر لبقية الجماعات باعتبارها مرتدة وفاسقة”، بحسب وصفه. ويضيف المصدر: “لهذا نلاحظ أن أفراد تنظيم القاعدة مثلاً يقاتلون ضد المليشيات الانقلابية لكنهم لا يرابطون في المواقع خوفاً من اغتيالهم، كما يقولون، ولهذا فهم يأتون كتعزيزات ثم ينسحبون، أما عناصر داعش فلا يشاركون في الجبهات أبداً، لأن الحرب الدائرة حالياً من وجهة نظرهم، هي حرب بين الكفار والمرتدين”، على حد قول المصدر.


غياب الأجهزة الأمنية والوضع الاقتصادي يمثلان أهم أسباب استقطاب داعش للشباب اليمني

” ويؤكد المصدر الأمني أن تنظيم “القاعدة” في محافظة تعز مرتبط بالمسؤول العسكري لتنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب”، قاسم الريمي، الملقب بـ”أبو هريرة”، وأنه تبرأ في الفترة الأخيرة من القياديين في صفوفه، همام الصنعاني وحارث العزي، لأنهما يخالفان توجهات “القاعدة”. ويبيّن أن هذا التنظيم “يمتلك عدداً من البيوت التي تسمى مأوى، في مناطق متفرقة في تعز، وفيها يتم إيواء أفرادها بشكل سري، إذ يتم تجهيز هذه البيوت بكل الاحتياجات بما فيها الأدوية وبعض الأدوات الجراحية لكي يتم إسعاف الأفراد المصابين والذين ينقلون إلى هذه البيوت لمعالجتهم، لأنه لا يتم إسعافهم في المستشفيات خوفاً من اعتقالهم”، بحسب تعبيره. ويلفت إلى أن معظم عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” في تعز تدفقت قبل أشهر من محافظات أبين وشبوة وعدن.

في هذا السياق، يرى الناشط السياسي عبدالستار الشميري، في حديثه لـ”العربي الجديد”، أن السبب في انتشار التنظيمات الجهادية بتعز يعود للخطأ الفادح الذي ارتكبته القيادة السياسية اليمنية (الشرعية) التي تكفلت بشؤون المقاومة في بداية تأسيسها. ويوضح أنه “تم قبول عناصر متشددة ثم جماعات متطرفة بقياداتها تحت ذريعة الغاية تبرر الوسيلة، وحرصاً على إقصاء اللون الذي لا ينتمي للتيار الديني عن الوجود والحضور في صفوف المقاومة بشكل كبير”. ويلفت من جهة أخرى إلى أن “شكل الانقلاب الذي قام به الحوثيون، والذي اتسم بلون مذهبي وتطرف، ولّد تطرفاً مشابهاً وأعطى حججاً يطرحها البعض ومفادها أن التطرف لا يهزمه غير التطرف المقابل”، وفق قول الشميري.

ويرى مراقبون أن غياب الأجهزة الأمنية عن ممارسة مهامها، وكذلك الوضع الاقتصادي الكارثي الذي يعيشه الشباب اليمني يمثلان أهم الأسباب التي تساعد تنظيم “الدولة الإسلامية” على الانتشار والتوسع في عملية الاستقطاب. وفي هذا الصدد، يرفض نائب مدير أمن تعز، العقيد محمد المحمودي، الإدلاء بأي تصريح لـ”العربي الجديد” بشأن هذه المسألة، تحت مبرر أن جهات عليا تمنع المسؤولين الأمنيين المحليين من أي حديث صحافي دون إذن مسبق.
ويفيد مصدر أمني بأن قيادة إدارة أمن محافظة تعز قدمت خطة لقيادة “التحالف العربي” في محافظة عدن، تضمنت أن يتولى “التحالف” بقيادة السعودية، تدريب كتيبة مكونة من 400 عنصر من أبناء محافظة تعز، يتم اختيارهم وفقاً لمواصفات خاصة، على أن تتولى هذه الكتيبة مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة في تعز، إلا أن قيادة “التحالف” رفضت ذلك وردّت بأن الأمن الداخلي شأن ليس ضمن خطط تدخلها في المعركة العسكرية باليمن، وفق قول المصدر.

وكانت الخارجية الأميركية أعلنت أخيراً عن تخصيص مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن سيدلي بمعلومات تساعد في الكشف عن الضالعين في عملية قتل المواطن الأميركي، جويل شرم، بمدينة تعز عام 2012، تبناها “القاعدة” في جزيرة العرب، وهي الخطوة التي يرى مراقبون أنها تمهد لتكثيف التدخلات الأميركية لاستهداف مناطق يعتقد أنها تعود للتنظيم في مدن يمنية عدة عن طريق توجيه ضربات جوية تنفذها طائرات بدون طيار.

 

أخبار ذات صله