fbpx
الشهيد القائد البطل ( علي الرجّال ) طلب الشهادة متزامنة مع النصر فنالها – كتب/ فاطمة النقيب
شارك الخبر


كتب/ فاطمة النقيب:

عندما نكتب عن هامة جنوبية بمقام الشهيد القائد البطل / علي أحمد محمد ناصر النقيب ( الجمل ) الملقب ثوريا( علي الرجال) المناضل المقاوم الذي ذاع صيته في الآفاق منذ هو طفل أو كما أسمته قوات الاحتلال بصحيفة الثورة – الصحيفة الرسمية للاحتلال اليمني- بـ”السفاح علي الرجّال ” والتي أوردت اسمه الأول بقائمة المطلوبين أمنيا الخمسين من أبطال الثورة الجنوبية في الضالع عام 2010م ، ورصد ت جوائز مالية كبيرة ومغرية لمن يقبض على أحدهم أويبدي معلومات تؤدي إلى القبض عليهم….

 
ترعرع شهيدنا القائد في أسرة مناضلة قدمت كوكبة من الشهداء في مقاومة الاحتلالين الأول والثاني : الاستعمار البريطاني، والاحتلال اليمني الهمجي ، وقد صقل وتصلب عوده على خطى طريق النضال الفدائي المقاوم حتى صار بطلا وقائدا شجاعا ومقداما ، فما قدمه شهيدنا البطل من بطولات خالدة كبد خلالها قوات الاحتلال اليمني خسائر كبيرة ربما لا يسمح لنا المقام هنا ولا الظرف حاليا لسردها بل سنحتفظ بها في ذاكرة الثورة الجنوبية التحررية وطليعتها المقاومة الجنوبية الظافرة إلى الوقت المناسب لنشرها كون ما اجترحه من مآثر تجعلنا عاجزين عن إيفائه حقه مهما حرصنا على انتقاء الكلمات والعبارات من أمهات الكتب والقواميس سنظل عاجزين ومقصرين بحقه هو وجميع الشهداء الميامين الأبطال الذين قدموا أغلى ما لديهم – دمائهم وأرواحهم وأجسادهم- في سبيل الدفاع عن الدين والأرض والعرض والهوية والتاريخ والعزة والكرامة في صدهم البطولي الأسطوري ببندقيتهم هازمين غزاة وتتار العصر – جيش وألوية وقوات الاحتلال اليمني – ومليشيات الحوثي والمخلوع صالح الإجرامية وكسرها ، والانتصار الحاسم عليها وإرغامها على الفرار من المواجهات في المعارك تاركة عدتها وعتادها جارة خلفها أذيال الخزي والعار الأبديين ، فعادوا حاملين بعضاً من توابيت قتلاهم بدلا عن الغنائم والفيد والنهب والسلب تاركين الكثير من جثث قتلاهم طعاما للطيور والكلاب حيث لم تمكنهم ضربات شباب ورجال الجنوب الموجعة من دفنهم….

 
عشق الشهيد “علي الرجال “طريق النضال وحمل بندقية والده الشهيد البطل أحمد محمد ناصر النقيب الملقب بـ” الجمل” منخرطا في ميدان النضال الثوري في سبيل طرد الاحتلال اليمني و تحرير واستقلال أرض الجنوب المحتل استشهد مبكراً مؤمنا أن المقاومة هي الحل وهي الطريق الوحيد لطرد الاحتلال فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، ولكنه رغم قناعته كان منخرطا بشكل فاعل في في الفعاليات التي نظمتها مكونات الثورة التحررية الجنوبية قائم بمهام تأمينها و حمايتها مع رفاقه المناضلين.
كان الشهيد عشية المهرجانات والمسيرات والتشييعات وغيرها من الفعاليات يأتي إلى منزلنا يأخذ أعلام الجنوب واليافطات وصور الشهداء والشعارات إما ليلا عشية الفعاليات أو المهرجانات أو أوائل الصباح ، أذكر مثالا ، لا حصرا .. غالبا ما كنا نصحو من نومنا صباحا على طرقات الباب ، فكان أبي يقول لي وإخواني افتحوا الباب لكباس وعلي الرجال – رحمة الله تغشاهم – والمناضل هاشم الجحافي- أطال الله عمره – فيخجل والدي أنهم أتوا من أقصى قرى جبل جحاف ونحن نيام ، وفي يوم عرس الشهيد أتذكر أن أخي عبدالسلام كان قد جمع مبلغا ليرفد العريس الثائر القائد وعندما حاول أخي رفده قام الشهيد بمساك يد أخي وسحب مبلغا من جيبه وضمه إلى المبلغ الذي بيد أخي وأمره بكلام قاطع أن يأخذ كل المبلغ هدية من العريس إلى الطفل سلوم فصار مع أخي سبعة آلاف بدلا من ألفين وأخبرنا أن الشهيد عمل هذا مع كل الأطفال الذين ذهبوا للمشاركة في عرس الشهيد البطل .. هذا ملح بسيط من كرم وإنسانية الشهيد “علي الرجال”.

 

 
في صباح يوم الاثنين 7 يونيو2010 م أصيب الشهيدان البطلان “علي الرجال ومحمد فضل جباري” بعد أن كبدا جنود الاحتلال خسائر كبيرة .. جندا وعتادا وأسرا عددا من الجنود ما دفع جيش الاحتلال إلى قصف مباشر وحشي وهمجي موغلاً بسعار الحقد المجرد من الضمير الإنساني على منازل المواطنين الآهلة بالساكنين الآمنين العزل بمدينة الضالع ، استشهد جراء ذلك المعلم الفاضل /عبدالوهاب محمد عفيف ، وعماد الخطيب ، والطالب ، ومنيف عبدالرحمن صالح ، والطالب علاء عبدالرحيم جباري وشخص آخر لا أتذكر اسمه الله يرحمهم ويغفر لهم ويسكنهم فسيح جناته وأكثر من عشرين جريحا بينهم نساء وأطفال ، لم تمر عدة أسابيع إلا الشهيد “علي الرجال” يواصل مشوار النضال النوعي ، ولم يُشفَ بعد من جراحه جراء الاصابات!! لم تمر بضع أشهر حتى أصيب مرة أخرى إصابات خطيرة أثناء الحصار المطبق على مدينة الضالع ، صعب أمنيا علاجه بمستشفى الضالع وبعد أن أجريت له الإسعافات الأولية في أحد منازل مدينة الضالع اتصل والدي بالمناضل القائد صلاح الشنفرة أطال عمره وطلب منه استقبال المصابين علي الرجال والبتول الذي أصيب هو الآخر بذات اليوم وتجهيز سيارة لنقلهما إلى مستشفى الشعيب ، واتصل أبي أيضا بالمناضل محمد ناشر الحكمي أطال الله عمره وطلب منه القيام باستقبال الجريحين والاهتمام بهما وترتيب حراسات مستشفى الشعيب ثم تم نقله إلى مستشفى يافع لتلقي العلاج ولم تمر بضعة أشهر حتى عاد أكثر حماسا لمواصلة النضال المقاوم …

 
أبدا الشهيد وكل الضالع في مواجهة جحافل مليشيات الحوثي والمخلوع وألوية الجيش اليمني الذي تم إعداده بعناية فائقة لاحتلال بل ولكسر الضالع والجنوب .. ولكن إرادة الأبطال قالت هيهات هيهات أن تُكسر الضالع وأظهر شبابنا صمودا أسطوريا شهد له العدو قبل الصديق حيث انتصرت البندقية على الدبابات والمدفعية ومختلف الأسلحة الثقيلة .

 
وكان لشهيدنا البطل وكل الشهداء والجرحى والمقاومين أشجع المواقف وأندرها كان شهيدنا يقود مجاميع ، مهمتها الدفاع عن الضالع من الجهة الشمالية الغربية جهة منطقة الحود ، وبعد تحقيق نجاحات كبيرة بهذه المهمة تنامى إلى القيادة إضافة مهمة أخرى وهي إسقاط موقع المظلوم وهو من أخطر المواقع التي ترابط بها قوات الجيش ومليشيات الحوثي والمخلوع ، وفي يوم 1ابريل 2016م تمكن الشهيد علي الرجال من اقتحام أخطر المواقع واحتلالها ولكن كان مع موعد مع القدر حيث استشهد حينها وهو يلهج بتكبيرات النصر المؤزر وتملأ تكبيراته الآفاق ، سمعها أهالي المنطقة ورددها الأنام وسقط شهيدا كما تمنى.. وصعدت روحه إلى الرفيق الأعلى بعد أن سجل في حياته أروع الصفحات وأخلدها (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون))

أخبار ذات صله