fbpx
في ذكراها الثانية “عاصفة الحزم”.. قطعت ايدي إيران وغيرت المعادلة باليمن واعادت رسم خارطة التحالفات في المنطقة
شارك الخبر

 

يافع نيوز ( تقرير ) خاص:

 

( عاصفة الحزم ) تلك العملية، التي تفاجأ بها العالم، في آخر لحظات من استكمال إيران لمشروعها العدواني، بالسيطرة على اليمن، خاصة ( عدن وباب المندب). فكان التدخل الفاصل وتغيير معادلة الحرب في اليمن، التي شنتها مليشيات الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح، مستقوية بما سيطرة عليه من أسلحة المعسكرات في الشمال، للتوسع بالسيطرة على كل ارجاء اليمن، حتى وصلوا للجنوب.

 

جاءت عاصفة الحزم، كملاك منقذ لليمن، بعد ان التهمت مليشيات ايران في اليمن، غالبية المحافظات، وباتت على قاب قوسين أو أدنى من الاطباق على عدن، رغم المقاومة الشرسة، التي ابداها الجنوبيين بوجه مليشيات العدوان الحوثية ومحركهم المخلوع علي عبدالله صالح، وكانت بدأت معارك الحرب، بعد أيام من انتزاع الجنوبيين في معركة شرسة، لمعسكر الصولبان بعدن الذي كان يقوده المجرم ” عبدالحافظ السقاف ”

 

وشكلت عاصفة الحزم، بقرارها التأريخي، الحدث الذي غير معادلة الميدان والسياسة في اليمن، شمالها وجنوبها، وأعادت رسم خارطة التحالفات في المنطقة العربية.

 

وقضت عاصفة الحزم، على أحلام إيران التوسعية، بمساندة ميدانية وتضحيات جسيمة قدمها الشعب الجنوبي، الذي انتفض للوقوف مع اشقاءه دول الخليج، والدول العربية، فجسد اللحمة العربية، ورسخها بدماء شعبه الزكية التي اختلطت مع دماء اشقاءه من دول الخليج، لاسيما السعودية والامارات.

 

وها هي اليوم، تهل الذكرى الثانية لإنطلاق عاصفة الحزم، بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، كأول تحالف عربي في التأريخ.

وبالطبع تحقق الكثير، وبقي الكثير، في ظل احداث وتطورات مستمرة، القت بظلالها على الداخل والخارج، وغيرت خارطة التحالفات العربية، وصنعت واقعاً ونتائج لم يتوقعها أحد، ضمن حلقة طويلة  ومتتالية من الصراع ين الحق والباطل.

“يافع نيوز ” استطلعت أراء عدد من السياسيين والناشطين الجنوبيين، حول نظرتهم لعاصفة الحزم، في ذكراها الثانية، فخرجنا بالاتي:

 

وبداية مع  الاستاذ “قاسم داوود” رئيس مركز عدن للدراسات والرصد والتدريب، فقد قال : “شكلت عاصفة الحزم عنصرا واحدا من  منظومة استراتيجية شاملة  للتعاطي مع المخاطر والتحديات التي واجهت  ولا زالت  البلدان العربية ، وأمنها الجماعي  وامن كل من دولها ، وايضا العالم الاسلامي ، وهي رؤية  نضجت  وانتقلت إلى حيّز التطبيق بتولي الملك سلمان  مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية . ولهذا فمن الصعوبة بمكان عمل تقييم  لدور غير مكتمل لأحد ال عناصر المكونة لمشروع استراتيجي” .

 

يضيف داؤود، بالقول: الحال لا يختلف كثيرا لو حاولنا انتزاع عاصفة الحزم من وضعها العام، وحصرنا الموضوع في الحالة التي نشأت في اليمن  بعد الانقلاب علي الشرعية ، والاستجابة لدعوتها لاشقائها بالتدخل  من خلال عاصفة الحزم ، والامل تاليا ، فتقييم  عاصفة الحرم  يكون ايضا غير ممكن، حيث لم تكن وحدها اداة الصراع  مع القوى الانقلابية ، وانما كان هناك  الميدان السياسي والاعلامي ، والمجتمعي ، والحقوقي ، والتعبوي ، وفِي مقدمة الكل  ادارة عملية الصراع ، التي تعد النقطة المركزية في العملية كلها.

 

واستطرد، كلنا نعي  انه ما كان للعاصفة ان تحقق أهدافها  ولن يكون بقدرتها إنجاز ذلك، بمعزل عن اداء سياسي  يستلهم روح عاصفة الحزم ، ويرتقي الي مصافها، ويستطيع ان يؤطر نجاحاتها وانتصاراتها، وبدون ادارة للصراع تتسم بذات القدر من العزم والحسم، والانتظام ،والسيطرة واعلام يواكبها، ويحشد الشعب حولها، ويقنع الشعب ان المعركة تعنيه اولا واخيرا ، ووجود قوي للمؤسسات وقيادات  تسلك بما يعكس قناعتها بان مواجهة الانقلاب اولوية تعنيها قبل غيرها، وأنها تشكل معركة وجود وليس تكسب وترتيب حال، واستحواذ  على السلاح والمال لمعارك اخرى.

 

واشار الى ان عاصفة الحزم وبعد ايام على انطلاقتها  هيئت الظروف  لقرار دولي  كان كافيا بإنهاء الانقلاب، والحروب ، والعودة الي المسار السلمي، وهو القرار 2216  الذي صدر عن مجلس المجلس الامن الدولي تحت الفصل السابع في الاسبوع الثاني من ابريل 2015، هذه كانت أولى نتائج ونجاحات عاصفة الحزم .

وقال داؤود، السؤال الذي ينبغي ان يطرح بقوة يتعلق بالارادة والقوى والاطراف التي التفت حول القرار، واسقطته بالضربة القاضية، وبعد ساعات من صدوره، وهو ما ادى الى فتح طريق الحرب على مصراعيها، والمسؤول عن الذي حدث،  هذا نموذج يُبين صعوبة التقييم لعنصر واحد من عناصر الصراع ، الذي قد يكون ضحية  لاختلالات واخطاء في المجلات الاخرى .

 

وتابع بقوله، لم تكن عاصفة الحزم بوصفها فعل عسكري جماعي عربي  بمعزل عن تأثير صراعات وحروب اخرى، وحسابات لقوي إقليمية ودولية لا تتصل باليمن، انما تنطلق مما سترتب على انتصار عاصفة الحزم علي صراعات اخري، ومن خوف ان تتكرر تجربة عاصفة الحزم في مناطق وحروب اخرى، وخوف من الارادة السياسية التي أطلقت عاصفة الحزم .

مضيفاً، وهي حسابات تتعلق بالحدود المسموح بها للقدرة العسكرية العربية، ونطاقها تحركها، وايضا بدور المملكة  وقدراتها وتأثيرها، وهي حسابات تدفع قوى عديدة إقليمية ودولية، ومن كل الكتل والأقطاب الى التدخل والتأثير بما يحول دون ان تحقق العاصفة انتصارا حاسما، أكان عسكريا او سياسيا.

 

واشار، اما من الناحية العسكرية الصرفة، فالحقيقة ان مؤسسات متخصصة دولية وخبراء قد انصفوا عاصفة الحزم، التي كانت مفاجئة للشعوب ولأكثر من طرف، من حيث ليس فقط حداثة التقنيات العسكرية، وانما بدور العنصر البشري فيها، والذي ظهر بمستوى لا يقل عن  حال جيوش دول عظمى .

وقال، لا ننكر من وقوع اخطاء، ويمكن اعتبارها طبيعية بمعايير متفقا عليها، واذا ما اخذ بعين الاعتبار اتساع مسرح العمليات، وتعقد المهمات ، وتكتيكات الطرف الأخر، وهناك دعوات  لا تقيد بما تنص عليه مواثيق دولية ، والتزامات على كل الاطراف ..

واختتم بقوله،  مع رفضنا لأي انتهاكات واستهداف للمدنيين ، التنبيه بان عاصفة الحزم تعرضت ولا زالت لحملة عالمية من التشوية والتشهير، وترويج اكاذيب وادعاءات  ثبت زيفها، وللأسف فقد كان أداء  الشرعية  والتحالف علي صعيد الاعلام  الدولي والمنظمات الحقوقية وغيرها  سطحيا وبائساً، وشكليا، ان لم يخدم الطرف الاخر .

 

اما الباحث والاكاديمي” د. حسين العاقل”، فقد عبر نظرته لعاصفة الحزم في ذكراها الثانية بالقول: ” بكل صراحة لا يستطيع أمثالنا ممن وجدوا أنفسهم في خضم هذا الصراع العبثي أن يقرأ واقع المشهد الجنوبي ومحيطه اليمني والعربي، بصورة واضحة من الناحيتين السياسية والعسكرية، فمجريات الأحداث مند انطلاقة عاصفة الحزم ثم الأمل وما تلتهما من ملاحم شاء الله سبحانه وتعالى أن يبعث لشعبنا الجنوبي رسل الحق والعدل بتحالف أشقائنا الكرام من الدول العربية وعلى وجهة الخصوص رسل الأيمان في المملكة العربية السعودية ودولة الأمارات العربية المتحدة الشقيقتين ” .

واضاف العاقل، “وحينما علمنا بغارات طائرات التحالف العربي وهي تدك معاقل الأطماع الانقلابيين ومخازن ترساناتهم العدوانية، ايقنا بأن عدالة السماء قد شاءت أن تضع حدا لصلف الغزاة والمحتلين.. فاشتدت عزيمة مناضلي شعبنا وأيدت قيادتنا بمختلف هيئاتها وتكويناتها ” أهداف عاصفة الحزم” وخرج أبناء شعبنا بامكانياتهم المحدودة لخوض غمار مواجهة الغزاة وسجلوا أروع الملاحم البطولية في مدينة عدن والحوطة والضالع، ومختلف ارجاء الجنوب”.

وقال العاقل” كان لطيران التحالف العربي الدور الكبير بقدراته الفائقة في السيطرة على الجو والأرض.. كما كان لأبطال مقاومتنا الجنوبية أدوار قتالية لم تكن متوقعة في ظل اختلال موازين القوة بين فيالق جيوش التحالف الحوثي العفاشي المدعومة من ايران وبين شباب متطوع وغير مدرب عسكريا على استخدام ما أتيح لهم من أسلحة تقليدية تمكنوا بعزيمتهم وحماس تضحياتهم أن يلقنوا جحافل الغزو الحوثي دروس في معاني الكرامة والاستبسال في الدفاع عن سيادتهم على أرضهم فكان لهم ما أرادوا رغم ما قدموه من قوافل الشهداء والجرحى”.

واضاف، بهذه المناسبة للذكرى الثانية لعاصفة الحزم فأنني شخصيا أعبر عن عظيم التقدير والشكر والثناء لأشقائنا في دول التحالف العربي على ما قدموه وما زالوا يقدموه من دعم لوجستي لقيادة المقاومة الجنوبية، و ما حققوه من انتصارات في تدمير الترسانة العسكرية لقوى الإرهاب اليمني بزعامة المخلوع علي عبد الله صالح ” عفاش”.

 

واضاف، أما حول أمن عدن وباب المندب، فمما لا شك فيه أن توغل الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية بدعم واسناد بري وبحري وجوي من قبل دول التحالف العربي قد استطاعوا تأمين باب المندب والمياه الإقليمية الجنوبية في البحر الأحمر وخليج عدن؛ خصوصا بعد تحرير مدينتي ذوباب والمخاء، ويعد هذا الانتصار الضمان الحقيق لتأمين عدن من صواريخ العدوان الحوثي بعيدة المدى.. ولكن برغم ما تحقق إلا أن الخطر من قوى الإرهاب وخلايا نظام الاحتلال النائمة وتحريك نشاط عناصر القاعدة لتهديد الأمن والاستقرار واقلاق السكان الأبرياء والمسالمين في العاصمة الجنوبية عدن وفي محافظات لحج وأبين والضالع وشبوة المحررة، تستدعي بالضرورة من أبناء شعبنا الجنوبية ومناضليه ومقاومته الباسلة التوقف لمراجعة المهام المترتبة على مخاطر الأعمال الإرهابية التي تفرضها وقائع الاحداث والجرائم الانتحارية الموجهة والمدعومة من قيادة حزب الإصلاح اليمني وبالذات الإرهابي الجنرال علي محسن الأحمر وزعيمهم المخلوع علي عفاش

 

واختتم بالقول: ” لذلك ندعو أشقائنا الكرام في دول التحالف العربي من تمكين قيادتنا الجنوبية من بنا قدراتها العسكرية والقتالية بدعمها ورعايتها وتأهيلها سياسيا لاستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.. وبموجب ذلك فان علاقات الأخاء والوفاء وتبادل المصالح والمنافع واحترام السيادة الوطنية بين شعبنا الجنوبي وأشقائنا في دول التحالف العربي عموما ودول مجلس التعاون الخليجي خصوصا، ستدوف تظل وتبقى راسخة الجذور في أعماق التاريخ العربي المعاصر”..

 

 

أما “د. نبيل عبدالسلام” فقال: “لقد مثلت عاصفة الحزم محورا استراتيجيا ذات ابعاد ودلالات محورية تهدف الى تعزيز وترسيخ مبدأ الشراكة ذات الابعاد الامنية المختلفة، حيث اظهرت عاصفة الحزم مقدرة التحالف العربي على حماية مقدرات ومقدسات الامة الاسلامية ومواجهة التحديات التي تعصف بأمتنا العربية بحزم وعزم منقطع النظير وكانت بادرة التدخل الاولى لها هي قطع دابر التقدم الفارسي الزاحف ناحية الجزيرة العربية بأبعاده الطائفية والحربية وهو مازال يعمل جاهدا الى خلخلة النسيج العربي متدخلا في شؤون امتنا العربية بطرق ومناهج مختلفة”.

 

واضاف، ولكن يقظة وحكمة حراس الامة العربية اوقفوا ذلك التمدد ومازال خطره يحدق بنا جميعا وعلى هذا الاساس لا ننكر ان المخاطر المحيطة بنا والتآمرات التي تتم ونحن على غفلة منها لم نأمن شرها بعد.

وقال الدكتور نبيل، يجب علينا ان نعرف ان عيون العالم ساهرة وحاطة انظارها على ذلك المضيق الاستراتيجي الهام ومازالت المخاطر تحيط بنا من كل الاتجاهات ولم يتأمن ذلك المضيق بعد.

 

واعتبر بقوله: ” لم يكن هناك اي خيار اخر امام عاصفة الحزم سوى استعادة ذلك المضيق تحت ريادة الدولة الجنوبية صاحبة حق الامتياز والتحكم بملاحته الدولية وايجاد الية تطبيع مناسبة لتقوية العلاقة بين دولة الجنوب ودول التحالف على اساس المصالح المشتركة بعيدا عن نفوذ التسلط والهيمنة بأي طريقة كانت”.

وأكد، ان مخرجات عاصفة الحزم جنوبا غير مرضية بالشكل المطلوب وهذا يرجع الى التجربة الوليدة التي قامت بها دول التحالف بخصوص التدخل بمعارك خارجية ومازالت تفتقر الى ابسط وسائل التحكم والتعامل مع الشعوب .

واختتم بقوله: الأمر يتطلب مننا ان نعمل مع التحالف جميعا على تطبيع الاوضاع بما يتناسب بحجم التدخل والمصالح المشتركة بعيدا عن قاعدة الجر والمجرور .

 

من جهته، قال الناشط ” أنيس الشرفي ” ان قرار عاصفة الحزم كان بمثابة قرار تاريخي أعاد للشعوب العربية الآمال بامكانية اجتماع العرب وتأسيس جيش عربي قوي يدافع عن الأوطان العربية في ظل تزايد الأطماع المتزايدة بإدخال العرب في مستنقع الصراعات.

 

وأضاف، أما بالنسبة لتأمين باب المندب وعدن أرى بأنها أصبحت مؤمنة غير أن وحدات الجيش المنتشرة على طول الشريط الحدودي للمناطق المحررة ما زال بحاجة لمزيد من الدعم والتمكين في العتاد والتدريب والتأهيل.

 

وأشار الشرفي  بقوله، فيما أن عدن وبقية المناطق المحررة فبالرغم مما حققته الوحدات الأمنية من  نجاح أمني في كلاً من عدن ولحج وحضرموت فإن أبين ما تزال تعيش حالة من القوضى … ورغم ذلك فإن للمدينة لا زالت تعيش معاناة آثار الحرب رغم مضي أكثر من عام ونصف على تحريرها حيث لم يتم بعد بإعادة اعمار ما دمرته الحرب كما أن الخدمات متردية،الأوضاع الإنسانية هي الأخرى تنذر بكارثة نتيجة انقطاع الرواتب وارتفاع الأسعار وانعدام الأعمال.

 

واختتم بالقول: أمام هذا كله أرى بأن إنتصار عاصفة الحزم لن يتحقق إلا متى ما سخرت المزيد من الاهتمام بتنمية المناطق المحررة وتحقيق الرفاهية لسكانها، لتكون بمثابة نموذج يحفز أبناء المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين ويدفعهم لقتالهم وطردهم عن مناطقهم.

 

اما الناشط، “مطلق عبدالله محمود”، فقد أكد ان عاصفة الحزم، حققت نجاح كبير ، لكنه اضاف، ان ذلك تأثر سلباً فيما بعد بسياسة حفظ التوازنات الذي مارسه التحالف، وكذا المبالغة والافراط في وضع المحاذير، في التعاطي مع القوى الفاعلة والصادقة على الارض.

واضاف، فيما يخص باب المندب وعدن لا اعتقد انهما في مأمن، فجبهة كهبوب لا تزال مستعرة، بما يجعل امن باب المندب تحت التهديد.. .بالمقابل الفشل الذريع والمتعمد في تطبيع الحياة وعودة الخدمات الى العاصمة عدن، يعد سبب رئيسي لزعزعة الامن، وتفشي الفوضى والاضطراب.

 

 

أخبار ذات صله