fbpx
رحلت أيها القائد الشاب علي الصمدي من واقعنا المر … ولكن لم ترحل من قلوبنا! كتب/سالم عباد
شارك الخبر

هاهو العام الثاني ياتي على رحيل احد اكبر الرموز الشابه التي اسهمت بكل ما تعني الكلمة من معنى لحرف مسار تاريخنا الحديث في الثورة الجنوبية، التي لا تزال تسير في طريقها الطويل نحو هدفها الاسمى “اعادة الوطن”، والتي للاسف الشديد خذلها الجميع من الاشقاء والاصدقاء، لكن الحرب الاخيرة، التي شنت على أبناء الجنوب، كانت بمثابة فتح جراحات هذا الشعب العظيم، الذي قدم كل ما يملك من اجل تحقيق واقع حقيقي للوحدة العربية القومية والإسلاميةأنذاك، ولكن تم الغدر به، وسلبه كل حقوقة المادية والمعنوية.

 

من ابرز الرموز التي اظهرتها الحرب الاخيرة على الجنوب وشعبه المسالم، هو القائد الشاب و الرفيق في الدرب الثوري الشهيد علي الصمدي، هذا الشاب النحيل الأسمر، والذي تستطيع ان تقرأ كل علامات التعب والارهاق والمعاناة من صعوبات الحياة في عينيه وملامح وجهه التي كانت تزينها ابتسامته التي لم افهم تفسيرها حتى اللحظة!!!، ولكن كان الصمدي يتبسم هو يسلم على رفاق دربه من حملة البندقية في مختلف الجبهات خلال الحرب الاخيرة، يتبسم في اخر لحظات من اي حوار او مؤتمر صحفي كان يغطية بالعاصمة عدن، يتبسم وهو يلتقط بعض الصور التذكارية مع زملائه او اطفال العاصمة عدن الذي جعلت منهم الحرب الاخيرة، ان ينظموا انفسهم ويكونوا اقسام للدعم اللوجستي لمختلف الجبهات في العاصمة عدن، فهناك اطفال يسهموا على ايصال الذخيرة والزاد والماء للرجال في الجبهات المختلفة التي كانت تشهدها عدن.

ظهر القائد الشاب على الصمدي، بلا مقدمات و تحدث بصوتالشعب، وعبر عن همومة واشكانه و تطلعاته ولخص كل ما جرى ويجري وسوف يجري في خطابة التاريخي الوحيد! الذي القاه في العاصمة عدن أنذآك، قبل بدأ اندلاع الحرب الاخيرة على الجنوب وشعبه، من قبل من وثقنا بهم وقاسمناهم وطننا الممتد من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً، تحدث الصمدي عن الواقع بكل شفافية، وهو يرتدي لباسه الشعبي البسيط، والذي يعبر عن ارادة القائد ورفاقه، الذين جائوا من عامة الجماهير ونظموا انفسهم وحملوا البندقية على الاكتاف للدفاع عن العقيدة والمال والعرض والارض والشرف في كل ارض الجنوب عامة وفي العاصمة عدن على وجهه التحديد.

 

كان القائد شاب نشطاً ومثقفاً ومتعلماً و كذا يتحلى بدماثة الاخلاق التي تمثل سجية الإنسان الجنوبي، قدم من ابين ليدافع عن العاصمة عدن، وترك معقده الدراسي في جامعة عدن كلية التربية في زنجبار أبين، ثم التحق في صفوف ما يعرف أنذآك باللجان الشعبية، وتحمل مع باقي ابناء الوطن المخلصين مسؤولية الدفاع والمقاومة عن العاصمة عدن، لا اعرف كثيراً عن تفاصيل وحياة هذا القائد الشاب الذي تركنا نسأل انفسنا مرات عدة لماذا يرحل الاشخاص الطيبون والمخلصين والعاملين في بدايات حياتهم الإنتاجية.

 

نتقل الصمدي في مختلف الجبهات التي كانت تخوضها رجال المقاومة الجنوبية واللجان الشعبية في مختلف جبهات العاصمة عدن وما حولها، وكان دائماً يظهر في مختلف الجبهات في نفس حلته وبدلته التي تدل على اننا امام رجل نظيف وعفيف وشريف قل ان نجد بالجنوب مثله، الذي تركوا لنا ارث كبير علينا دراسة تاريخ حياتهم واعطاء فرصة للاجيال الجنوبية القادمة معرفة خيرة الرجال الذي خسرهم الجنوب من اجل طريق حريته وإستقلاله.

ترجل الصمدي خلال المعارك الدائرة في العاصمة عدن ، ورحل عنا شامخاً مدافعاً عن وطنه ارضه وعقيدته و أهله وماله وعرضه، امام مليشيات الكفر والفجور التي اتتنا من أعالى الجبال، تركنا الصمدي ورحل وقد أدى واجبه الوطني المقدس، لا يعلم الصمدي الان كيف اوضاع رفاقه، وحال الثورة الذي انخرط بها وقدم أغلى ما يملك من اجلها وهي حياته، وكيف اصبحت العاصمة عدن تكتض بالكثير من الاشخاص الذين تركوها وعدن في امس الحاجة لهم للدفاع عنها.

 

رحل الصمدي والكثير من ابناء الجنوب، خلال هذه الحروب العبثية التي تشنها على جماهير شعبنا قوى الظلام والتخلف والرجعية والمناطقية ضد جماهير شعبنا في الجنوب العربي المسالم، ترك الصمدي الكثير لنا لنتعلم منه ونتذكرة ونخلد ذكراه بين رفاقه واحبابه واصدقائه و اهله وذويه، والأهم من ذلك هو بين ابناء الوطن الغالي واجيالة الصاعدة، ليعلموا كم عدد التضحيات التي قدمت في سبيل الحرية التي يعيشونها الان في ربوع ارض الوطن الحبيب.

أخبار ذات صله