fbpx
بيحان بين أكذوبة التحرير ومأساة التضحية!.. د. صالح عامر العولقي
شارك الخبر

تمشي الأيام سراعا سنة بعد سنة والأبطال في جبهات القتال يقدمون أرواحهم فداء للوطن وكل يوم يزفون الشهيد تلو الشهيد ، والجرحى يملأون البيوت والمستشفيات وعلى نفقات أهاليهم .. يرابطون في الجبهات على أمل حلم التحرير والذي أصبح بالنسبة لهم أكذوبة تتبناها المنطقة الثالثة وتتحمل كامل المسؤولية عن هذا الحلم المسروق وعن هذه التضحية التي تذهب أدراج الرياح .
نادينا وشجبنا واستغثنا بكل الأطراف الشركاء في حربنا ضد الانقلابيين كما تسمونهم والاحتلال الذي رضخنا تحت وطأته عقودا من الزمن .. خاطبنا التحالف والشرعية وكل الأطراف .. بيحان تضحي لأجل التحرير لكن الواقع المرير يؤكد خذلان المنطقة الثالثة لهذه الجبهة بكل المقاييس سواء خذلنها للألوية أو للمقاومة أو تبنيها لمقاومات وتمييزها عن البقية وهذا التمييز يؤكد التلاعب الكبير لأصحاب النفوذ لتغيير مجرى الأحداث واللاعبين حسب أهواءهم واستثمار الجبهة ونتائج المعركة لحساب فئة أو حزب .. متناسين أن أضعاف الجزء الكبير من الجبهة لصالح جزء بسيط سيؤدي إلى كارثة تحل بالجميع .

 
لقد بدأت الألوية تفقد منتسبيها فهم منذ ٦٦ أشهر لم يستلموا أي مرتبات ممادفع بهم إلى الالتحاق بالمقاومة المحظية برعاية المقدشي الخاصة .. وهذا يدل على وجود خطة لانهاك الألوية وتدميرها من الداخل واستحداث كتائب تابعة لتيارات تخدم مصالحهم وأحزابهم .. مستغلين بذلك رغبه الشباب في التحرير وتسابقهم لتقديم التضحية بغض النظر عن الصف الذي يقفون فيه .. فهمهم الوحيد هو التحرير ، ولكن مع الأيام سينقلب السحر على الساحر.
المشهد الذي نراه ونعيشه في جبهة بيحان يؤكد وجود مؤامرة من قيادات في هرم السلطة في الشرعية تسعى لصناعة مليشيات تخدم مصالحها ، وتفكيك الألوية لتوفير المقاتلين .. فبعد أن فشلوا في ضمهم إلى مليشياتهم التي يطلق عليها اسم مقاومة في بداية الحرب لجأوا إلى أسلوب التجويع والحاجة ، فقطعوا إمداد الألوية وتلاعبوا بالرواتب وأعطوا الصلاحيات لقيادة هذه المليشيا بضم أي فرد حتى وإن كان في اللواء جندي أو ضابط ، واحالة راتبه كاملا مع مميزات أخرى لم يكن يحلم بها في اللواء النظامي الذي يمثل الشرعية .. هذه الأساليب جعلت الكثير ينضمون إلى هذه المقاومة بسبب الحاجة وتوفر الدعم اللامحدود .. فيما أفراد الألوية يعانون انقطاع الرواتب وشح الامداد والذخيرة .
هل بدأت مرحلة إعادة المليشيا الأسرية ؟!! وأين التحالف والشرعية من هذا وهم يعلمون عواقب هذه الامور ؟!!.
كل ماذكرته ليس إلا جزء بسيطا من المأساة التي يعيشها الأبطال في جبهة بيحان مع غياب للإعلام المحايد .
ومع الأيام تحولت الجبهة من جبهة هجوم وتحرير إلى جبهة دفاع وحفاظ على مابقي من المواقع تحت يد الألوية والمقاومة مع ضعف شديد وغياب للإمداد والتموين العسكري لجبهة ملتهبة تدور فيها الاشتباكات على مدار الساعة .
إننا نطالب التحالف العربي والرئيس هادي بسرعة التدخل وتقصي الحقيقة عن أسباب خذلان جبهة بيحان إن كانوا يريدون حسم عسكري حقيقي في هذه الجبهة .. وإننا نحمل المنطقة الثالثة كل الاخفاقات التي أصابت الجبهة .. وكل دماء الشهداء التي تراق هدرا بدون أي تقدم أو تحقيق انتصار يذكر .. والكل يعلم أنه لو وجد الدعم الحقيقي المستمر لن يستغرق الأمر أكثر من أسبوعين لتحرير كامل بيحان .. والأحداث السابقة تدل على قدرة المقاتلين على الحسم .. وأن هناك أسباب أخرى حالت دون النصر وتشتت الجبهة وضياع جهود المقاتلين وشعور بالخذلان من الشرعية والمنطقة الثالثة.

 

أخبار ذات صله