ومع ان النائب القومي المتطرف كان الغائب الأكبر عن هذا النقاش الذي شارك فيه ممثلون عن أحزاب هولندية صغيرة ومتوسطة، إلا أنه كان حاضرا في أذهان الجميع، مع أن اسمه لم يُذكر إلا نادرا، والسبب في ذلك أنه وعد إذا ما أصبح رئيسا للوزراء بإغلاق المساجد وحظر بيع القرآن وإغلاق الحدود أمام المهاجرين المسلمين.

وخلال النهار الحواري الطويل الذي احتضنه مسجد السلام في روتردام، شارك حوالى 400 شخص في طرح الأسئلة والتصفيق والهتاف والضحك والصراخ في نقاش اتسم بحيوية بالغة حول ديانة أصبحت أحد المحاور الأساسية للحملة الانتخابية.

وتنوعت المواضيع التي أثيرت خلال النقاش من الهوية الهولندية إلى التمييز العنصري ومن الفكر الإرهابي إلى الفصل بين الكنيسة والدولة، وقد عكس هذا التنوع المخاوف التي تساور المواطنين والهواجس التي تنتابهم.

ويقدر عدد المسلمين في هولندا بما بين 840 ألفا و960 ألف شخص، أي نحو 5% من السكان البالغ عددهم نحو 17 مليون نسمة. ومعظم هؤلاء من أصول تركية أو مغربية، بحسب مكتب الإحصاءات الهولندية.

ومنذ 2015 تضاعفت تقريبا حوادث التمييز، وتعرضت المساجد لنحو 54 حادثا تجلت في تلقي رسائل تهديد عليها رموز نازية، بحسب إنك فان دير فالك الباحثة في جامعة أمستردام.

وأظهرت أحدث استطلاعات نشرت الجمعة أن الحزب الليبرالي بزعامة رئيس الوزراء مارك روته سيحصل على 24 من مقاعد مجلس النواب البالغة 150 مقابل 22 مقعدا لحزب الحرية بزعامة فيلدرز و22 أيضا لحزب النداء المسيحي الديموقراطي، بينما سيحل رابعا حزب الخضر ب20 مقعدا.