fbpx
حرب جديدة ممنهجة في الرواتب والخدمات جنوبا.. بقلم: جمال مسعود
شارك الخبر
حرب جديدة ممنهجة في الرواتب والخدمات جنوبا.. بقلم: جمال مسعود

 

  • لم يشهد العالم قط حالا كالذي وصلت اليه ادارة هذا البلد المسكين المسالم المغلوب على امره بقسميه المحرر من قبل الشرعية والمسيطر عليه من قبل الانقلابيين بحسب التوصيف السائد ، وشعب يتعامل مع ادارة الحكم والسلطة ببراءة وبمنطق حسن الظن. والتماس العذر حيث اخذ من الحديث الشريف التمس لأخيك سبعون عذرا وعذرا. ولم يسبب اطلاقا اي ازعاج ولم يكن عامل قلق تجاه الادارة الحاكمة والسلطة ، وباسلوب مرن ومطاط يتناسب تناسبا طرديا مع الضغط الحكومي والاداري عليه فكلما زاد الضغط على الشعب زاد تحمله للعناء والتماس العذر للسطة الحاكمة مهما بلغت شدة الضغط على معيشته ، فلم يغتاظ ولم يتشنج ولم تصدر منه ردات فعل سلبية ابدا فرغم انعدام وسائل المعيشة جميعها دون استثناء بدءا بالخدمات الضرورية وانتهاءا بالامن والاستقرار.

 

  • ترى هذا الشعب البريء متفائل مبتسم متعايش مع المرارة والالام والمعاناة وضنك العيش وهو يعلم ان الوسائل المنغصة للمعيشة هي بالحقيقة من قبل موظفين في الدولة كلفهم النظام والقانون والدستور والعرف والدين والاخلاق الانسانية  وانهم معرضون للخطأ والصواب وبالتالي للثواب والعقاب جراء الاخفاق و الفشل. ناهيك عن الفساد اوالتخريب ،  فليس لصاحب منصب فضل على الشعب فصاحب المنصب يتم تعيينه لمهمة معينة ان احسن في تأديتها والا يتم ابعاده واستبداله فلم يبقى فاشل او فاسد في منصبه ابدا الا في هذا البلد المسكين فساد  يهدد مصالح الشعب فيمارس سياسة الضغط والابتزاز ، بادارت فاشلة وقيادات فاسدة انهكت القوئ الخيرة والوطنية وعرقلت تقدمها. بممارسات كارثية وانتهاكات بشكل طبيعي وواضح ومبسط لايحتاج لجهاز رقابي متخصص ولا خبراء قانونيين لفك شفرات الفساد  ،  الشعب يحتملها برباطة جأش تحت مبدأ ان بعض الظن اثم والتمس لاخيك سبعين عذرا وعذرا…  حتى وصلت سياسة اللامبالاة بمعنويات الشعب وروحه الانسانية من قبلهم  ان يتم توقيف رواتب موظفين في الدولة في السلكين العسكري والمدني. ونقول توقيف وليس تأخير يصل عند بعض الدوائر الى اربعة اوخمسة اشهر ولاسباب قد تكون ادارية منطقية نوعا ما…  لكن عدم المسارعة في ايجاد الحلول والمعالجات والاستنفار العام وحالة الطوارئ العليا لاجهزة الدولة. لم تظهر لتعبرعن مدى احترام الادارة الحاكمة والسلطة النافذة لحق الشعب بالعيش الكريم. وسيقدر الشعب ذلك الامر بطيب نفس واجلال للادارة. الحاكمة والسلطة…  فانى ذلك؟.

 

  •    فاستمرارحالة التدهور والتأخر في ايجاد الحلول وتركيز الضغط على احتياجات الشعب الضرورية يوحي الى انها ادارة ممنهجة لشغل الناس بمعاناتهم وزيادة الضغط وتركيزه لاجهاد هم وانهاكهم ليقبع الشعب داخل الجدران الاربعة يأن ويشتكي. وتتفرغ الادارة والسلطة لترتيب اوضاعها على مهل سنة من وراءها سنة مالضرر في ذلك.

 

  • لكبح جماح الروح المعنوية المرتفعة الوقادة والتي كان من المتوقع لها ان تباذر بمعالجة الاختلالات الادارية والمالية والامنية والعسكرية .وبسبب التخوف من تنفيذ برامج التغيير الشعبية التي كانت متوقعة بعد الانتصار العسكري ،  تم زحلقة هذه الروح المعنوية المرتفعة في منزلق سياسة تليين المطاط واذابة الشمع. وبالفعل خارت قوى الهزبر المنتصر  وبح صوت زئيره وادخل القفص فصار فيها  الاكارم والعفيفات في حافات الشوارع منتظرين ليفتح لهم باب مكتب البريد للحصول على المرتب ولا من منادي. ، ويعود الرجل متباطئ الاقدام يرتجف خوفا وخجلا  من صاحب الايجار وصاحب البقالة واحلام ابنائه وبناته  بسبب اغلاق مكاتب البريد وعدم صرف الرواتب ، ان  مقاتلين اشاوس لانت لهم الارض ومرغوا انف الغطرسة الطائفية في الوحل.  وذادوا عن حمى العروبة والجوار يرجعون الى بيوتهم بغنائم الحسرة والحرقة التي تمزق الاكباد.  لم تسول لهم انفسهم انتهاج الحلول السريعة في توفير الاحتياجات الضرورية من المأكل والمشرب. ببيع الضمير وبخس الكرامة بل توافدوا الى معسكراتهم يطلبون مستحقاتهم الرسمية والقانونية فقط لايكلفون الخزينة زيادة نفقات لوطنيتهم وعفتهم فيصطدمون بحرب اخرى ولكن بدون سلاح ولا دم.   ،  ذل ومهانة واحتقار .. انها حرب بغير سابقة انذار. في الجنوب الذي يعنينا لان الحرب انتهت فيه والسلطة ليست بيد الانقلابيين بحسب الخطاب المتداول..  انما هي ادارة ركيكة مترددة وتوجهات غامضة تثير التساول والمخاوف وقيادات. ذات بهرجة و ضبابية لايمين ولا يسار.  انتهاكات بحق انسانية الشعب الجنوبي ولارقيب ولا حسيب ، فبعد الانتصار العسكري الاسطوري .. هاهي حرب من المجهول. دون مدافعة جوية وبحرية ولا مواجهة على الحدود ولااتقاء نيرانها. بمنظومة الباتريوت.  و لا حتى وسيط محلي أو دولي. يتدخل بمبادرة او قرار. دولي. ٦٦١٦. لانقاذ الشعب الجنوبي … حرب الرواتب والخدمات المشتعلة في عدن واخواتها المحررات  ليس فيها قوة يتم تدريبها في معسكرات عصب والعبر والعند وليس فيها مقاومة جنوبية وجيش موالي للشرعية وليست حرب غزو الانقلابيين انها حرب ادارة بالفشل والفاشلين لشعب الصم البكم المتخاذلين. ولكن اذا وضعت النعامة راسها في التراب فلن تعلم بعد ماسيحل بها.. . كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله… ( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون ).
أخبار ذات صله