fbpx
السفير يستقبل الرئيس هادي :

 

أحمد سعيد كرامة

مشكلة الرئيس الشرعي هادي هو أنه يمتلك فريق إداري وفني هزيل وغير متجانس ولا يمتلكون أي خبرات أو مؤهلات ليكونوا بمعية رئيس دولة ، هيبة الرئيس و مكانته في مهب الريح بسبب أن مجموعة من المقربين الأقرباء و الأبناء و أبناء الأخوة و العمومة شكلوا حلقة ضيقة حول الرئيس هادي و فرضوا عليه حصار مطبق من جميع الاتجاهات ، تلك الحلقة الضيقة المتهورة والتي تفتقر لفكر و إدارة الدولة هي من تتحكم اليوم بمقاليد السلطة بقلعة المعاشيق شاء من شاء و أبى من أبى ، تلك الحلقة الضيقة كان بإمكانها الاستعانة بأهل الخبرة و الكفاءة من خارج الشلة لتغطية عجزها وفشلها ولكن بسبب تلك الأنانية و إعتبار كرسي السلطة مغنم جعلهم يفكرون بتلك الطريقة الكارثية والتي أوصلتنا لهذا الحال البائس .
الحلقة الضيقة الصبيانية الشيطانية للرئيس هادي هي من أوصلت الرئيس اليوم لحافة الهاوية و للعزلة التامة ، حتى رئيس الوزراء بن دغر أمتنع في الفترة الاخيرة عن إصدار كثير من القرارات بسبب مخالفتها لأبسط القوانين و اللوائح المعمول بها ، بن دغر بدأ في الأيام القليلة الماضية غير راضي عن قرارات الرئيس ومورست ضده ضغوط كبيرة و ظهر ذلك للعلن و للإعلام عندما صرح بن دغر أن الرئيس هادي هو من وجه بالتوقيع على ذلك المحضر المشؤوم والذي يجيز لشركتي النفط و مصفاة عدن بالبيع المباشر للمشتقات النفطية ، بن دغر فاض كيله من حلقة الرئيس الضيقة و تصرفاتها الغير منطقية و أللا مسؤولة .
قامت الدنيا في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع الالكترونية بسبب إستقبال رئيس الاستخبارات الإماراتية الشامسي للرئيس هادي وكون ذلك يعتبر إهانة بالغة للرئيس بحسب وصفهم .
ماقامت به السعودية عند إستقبال الرئيس هادي في الرياض من قبل سفير السعودية لدى اليمن آل جابر بعد ساعات من إستقباله بالإمارات كانت رسالة واضحة و شديدة من القيادة السعودية للرئيس هادي ولنا جميعاً بأن التحالف الاستراتيجي بين الامارات و السعودية أكبر بكثير من الشأن اليمني و الرئيس هادي حيث كان المستقبل السعودي للرئيس أقل مستوى من الشامسي الاماراتي ، تطرقت سابقاً في إحدى مقالاتي التحليلية بأن الحرب في اليمن هي حرب سعودية بدعم إماراتي كبير وليست حرب إماراتية بدعم سعودي وبهذا تكون صاحبة الفضل الأكبر هي الامارات على السعودية وليس العكس ، الإمارات أخدت على عاتقها تحرير جنوب اليمن إبتدأً من عدن ووصولا لتأمين الممر الملاحي العالمي مضيق باب المندب ، دعمت الامارات السعودية في حرب اليمن و كذلك دعمت الامارات العالم في تأمين مضيق باب المندب الحيوي ولهذا كانت أول زيارة لوزير الدفاع الامريكي الجديد كانت إلى الامارات ولها مدلولات كبيرة ، وتم التوقيع على الإتفاقية العسكرية بين أمريكا و الامارات لمحاربة الإرهاب في الشرق الأوسط .

لو إفترضنا جزافاً بأن الامارات إنسحبت من اليمن في الظروف الراهنة كيف ستتصرف السعودية وهل تمتلك السعودية العدد و العدة و الطائرات وغيرها لتغطية الانسحاب الاماراتي من اليمن بالطبع لا و ألف لا من المنظور العسكري الاحترافي المنطقي وهل هناك دولة أخرى ستلبي الطلب العاجل السعودي بالطبع لا ، طيلة العامين وقفت الامارات مع السعودية موقف رجولي بطولي مشرف رغم بعض الخسائر البشرية التي منيت بها في اليمن ، الامارات حققت كثيراً من أهدافها العسكرية و أظهرت للإقليم و العالم قدرات عسكرية عالية و متقدمة جداً .
حتى يومنا هذا مع إحترامي الشديد للجيش السعودي ولكن الواقع يؤكد بأنه لا وجه للمقارنة بين الجيشين الاماراتي و السعودية و الدليل عدم المشاركة الميدانية الفعلية للقوات السعودية لا في تحرير عدن و لا الجنوب ولا حضرموت و لا صعدة ولا فرضة نهم بصنعاء ولا المخا ولا أي مكان غير القوات الإماراتية بإستثناء مأرب .
لا أقلل من شأن الجيش السعودي و تفوقه ولكن بسبب طول الشريط الحدودي بين السعودية و اليمن أضطرت السعودية لنشر أعداد هائلة من جنودها و عتادها و طائرات لحماية حدودها من الهجمات المتكررة من قبل المليشيات الانقلابية الحوثي عفاشية .
الزبدة هي أن السعودية لن تفرط بتحالفها الاستراتيجي المهم جداً مع الامارات مهما كانت الظروف و الأسباب وخصوصاً بعد نجاح ذلك التحالف في اليمن لا من أجل علي محسن الاحمر ولا هادي ولا غيره لان معركتهم الاساسية القادمة هي مع الشيطان الأكبر إيران ، إيران هي الخطر الفعلي لجميع دول الخليج و الوطن العربي و الاسلامي أما اليمن فقد كانت ساحة للجولة الاولى من المعركة القادمة الكبرى ضد إيران .