fbpx
الجنوب .. بين مصارعة “الحوث عفاشية” “وتمدد الأخوانجية”
شارك الخبر


بقلم/ خالد الحنشي

 

مع بزوغ كل يوم جديد يفيق الجنوبيون على حقائق صادمة ومخططات تحاك ضدهم بدهاء سياسي فائق يتكشف لنا من خلالها أن العقل الجنوبي لم يصل بعد إلى المستوى الذي يؤهله لفهمها وإدراك الفخاخ التي تنصب له من وراء الكواليس.

ورغم مهارة العنصر الجنوبي في حمل البندقية وركوب الدبابة إلا إنه لا يجيد فن السياسة كما يؤكده الواقع اليوم في الجنوب الذي وصل إلى مستوى اللادولة بكل المقاييس وكان بإمكان حكومة ما تسمى بالشرعية فعل الكثير في المحافظات الجنوبية المحررة لكنها لم ولن تعمل لبناء مؤسسات الدولة لأن لديها أهداف و حسابات معينة من بقاء الجنوب بهذا الوضع المزري ولم تجد صوتًا وتحركًا ضاغطًا سياسياً ومجتمعياً من داخل الجنوب لبناء المؤوسسات وتوفير الخدمات لكن الذي طمأن ما تسمى بالشرعية وخلفها التحالفا أنها وجدت الجنوب بكل أطيافة مجرد مطايا سهلة الركوب وأدوات للتنفيذ ممكن استخدامها في أي مهمة عندما يلوح لها علم دولة الجنوب كما يحدث في المخا وغدا الحديدة ووو…الخ في حين تتكدس قوات ضخمة في مأرب للاحتفاظ بها لمهام أخرى ليس الهدف منها الحوثي وعفاش ونفس المخطط يجري في عدن والمحافظات الجنوبية حيث عمل حزب الإصلاح على تشكيل بعض الألوية الموالية له كما في عدن ويحاول تعزيزها من البيضاء ومأرب عبر أبين المفتوحة في محاولة منه لتثبيت أقدامه في الجنوب لفرض توازنات لصالحه في مقابل الحراك الجنوبي .

ومما يدعو للخوف من هذا المخطط الأخوانجي أن هذه الوحدات التابعة له في الجنوب تتغطى بلباس الشرعية و تأخذ صفة نظامية في الترقيم والتسليح والرواتب بعكس معظم التشكيلات ذات الولاء الجنوبي التي بنيت بطريقة عشوائية مليشاوية يمكن الاستغناء عنها في أي لحظة بعد انتها مهمتها .

وهنا نتساءل ما الذي يجعل المقاومة الجنوبية تقاتل في تعز وغدا في الحديدة في حين يتمدد حزب الإصلاح في الجنوب ويصطنع الانتصارات الإعلامية في نهم وتبة المصاري طيلة عامين ؟

لا يجد العاقل إجابة مقنعة لهذا السؤال إلا إجابة واحدة لاغير وهي : إن العقل الأخواني لدية خطط واضحة ومزمنة يسير عليها ويتماشى مع التحالف لتحقيق أهداف خاصة به كمنظومة حزبية ذات إيدولوجية معينة وهو يدرك أنه سيعود إلى صنعاء يوما ما سواء حُسِمت الأمور عسكرياً وهذا بعيد جدا ً أو سياسياً وهو المرجح و يعلم حزب الإصلاح أنه سيكون فقط شريكاً في الحكم كحزب المؤتمر وجماعة الحوثيين ولا يطمح أنه سيكون الحاكم الأوحد على المدى القريب لعلمه أن للمؤتمر والحوثيين حضور كبير في الشمال إن لم يكن أكبر منه ولا يستطيع أي طرف إقصاء الآخر ومن يفكر بعكس ذلك فهو غبي.

وإذا كان الإصلاح -كما بينا- ضامن لنفسه مكاناً في مستقبل الشمال فلن يفكر أبدا ً باقتحام صنعاء حتى لو افترضنا قدرته على ذلك فلن يفعل لكونها ستكون معركة مكلفة له جداً وهو أذكى من أن يوقعه التحالف في فخ صنعاء و عودته إليها غداً من تحصيل حاصل من خلال حل سياسي نهاية المطاف سيحصل كل طرف قوي على نصيبة من الكعكة . وكل ما نراه من حشود عسكرية للإصلاح ومناوشات في محيط صنعاء فهي فقط للضغط على الحوثيين وصالح كي يرضخوا لمفاوضات سياسية تجعلهم يقبلوا به شريكاً فاعلاً في حكم اليمن .

ولذا نشاهد الإصلاح يسعى لفرض وجود أجنحة عسكرية له في الجنوب باسم الشرعية خوفاً من سيطرة المقاومة الجنوبية على الأرض وذهاب الجنوب نحو الإنفصال مستقبلا.

ولا تتفاجأ إن قيل لك إن عيون هذا الحزب محدقة نحو عدن وليس صنعاء.

لكن في المقابل لم نجد للجنوبيين برنامج عمل واستراتيجية واضحة من خلال تعاملهم مع الشرعية والتحالف إنما هم صم بكم عمي يساقون كالقطيع لا رأي لهم ولا بصيرة ما جعل التحالف وشرعيته يستغفلونهم و يمتطونهم لتحقيق أهدافهم الخاصة من خلال التلويح لهم بالعلم الجنوبي خداعاً وما يدور في الغرف المغلقة عكس ذلك تماماً وسيتفاجأ الجنوبيون غداً أن السياسة لعبة معقدة ليست كركوب المدرعات.

فهل نعي أن التحالف لم يأتنا عشقاً لسواد عيوننا ؟

 

ولمصلحة من الذهاب إلى المخا والحديدة وغيرها وإنهاكنا في معارك استنزافية لا ناقة لنا فيها ولا جمل؟ !

سنفيق غداً على صفقات مدوية في سوق السياسة نجد أنفسنا بين أيدي المتبايعين كقطعة قماش كاسدة لضعف نسيجها وعدم تماسك خيوطها المهترئة.

ً

 

أخبار ذات صله