fbpx
أقطاب النفوذ الزيدية : عداء أم تقاسم أدوار؟

تحليلي لتصريح صالح الأخير …!

تصريح صالح اليوم جاء في هذا الوقت بالتحديد لإيصال رسالة تهدف لتوليد قناعة تامة على وجود عداء له مع علي محسن والإصلاح . حيث جاء ذلك التصريح في ظل تزايد شكوك التحالف بشأن توافقهم من خلف الطاولة على تقاسم الأدوار فيما بينهم خصوصاً مع ما أفرزته مستجدات الحرب في الجبهات واكتشاف تواطؤ وعدم اكتراث الإصلاح بتحقيق أي تقدم للشرعية في الجبهات التي يقودها قيادات عسكرية موالية للحزب أو للأحمر.

هذا بالإضافة إلى أن صالح أصبح اليوم مطمئناً بأن الأحمر يمتلك قوة تضمن له الوقوف سداً منيعاً في وجه أي مساعي لتحقيق الانفصال .

ولهذا كان لزاماً على عفاش أن يصدر هذا البيان العدائي ضد الأحمر والإصلاح كي يرفع رصيد ثقة التحالف العربي بهم أو يقلل من تأثير الإتهامات القائلة بتواطؤهم مع الإنقلاب أو على الأقل يضع التحالف في موقف المتشكك غير الواثق من تلك الإتهامات .

وبهذا يضمن استمرار اعتماد التحالف على الأحمر والإصلاح في الشمال وعدم الاستغناء عنهم والبحث عن قوى أخرى بإعتبارهم العدو الأكبر للإنقلابيين في الشمال وفقاً لتصريحات صالح واظهار معاداته لهم في كل ظهور إعلامي له.

ومن جهة أخرى يهدف صالح لطمأنة الجنوبيين بأن الأحمر أصبح مؤيد وداعم للانفصال فتوقيت التصريح جاء بعد أن شددت معظم القوى الجنوبية على ضرورة مراقبة ومعاقبة اتباع علي محسن في الجنوب وكان آخرها ماقاله محافظ عدن في مقابلته يوم أمس حول جرجرة حزب الإصلاح إلى المحاكمة، وبدء تولد خيبة أمل لدى السعودية من أن الإصلاح يماطل ويبتز فقط لجني المال خصوصاً بعدما تحقق من إنتصارات في المخا حينما تم استبعادهم ورفض التحاق أنصارهم بالجبهة.

من هنا يجب أن يعرف الجنوبيون كيف يأتي دور السياسة الخبيثة والحنكة الزيدية في تقاسم الأدوار بحنكة من خلال ظهور كل طرف في الوقت المناسب لإسناد صاحبه من الخلف عند الضرورة مهما كان الخلاف ، فكلما بدأ التحالف يشدد الخناق حول الأحمر وفريقه ظهر صالح ليعيد لهم الثقة ويخفف الضغط عليهم.

 
كتب #أنيس_الشرفي
السبت 18 فبراير 2017 م