fbpx
( تقرير خاص) ثورة الشمال ” 11 فبراير “.. الثورة التي ضحى فيها الشباب واختطفتها احزاب التسلق السياسية
شارك الخبر

يافع نيوز – تقرير ( خاص):

يوم 11 فبراير، هو يوم اطلاق انتفاضة شبابية شعبية في عاصمة شمال اليمن ” صنعاء “، وذلكعام 2011، بالتزامن مع موجة الربيع العربي التي مرت بعدد من البلدان العربية.

وقدم شباب الشمال، تضحيات جسيمة، من الشهداء والجرحى والمعتقلين، في ظل صمود استمر اكثر من عام، إلا ان تسلق الاحزاب السياسية، انهى الثورة بنتائج سياسية بائسة، بعدما ضمنت تلك الاحزاب التي كانت تسمى ” تكتل احزاب المشترك ” مواقع سياسية لها في حكومة الوفاق التي تم تشكيلها وترأسها ” محمد سالم باسندوه” .

 

11 فبراير.. ثورة لتحقيق طموحات الشباب: 

انطلقت ثورة 11 فبراير في صنعاء، وامتدت الى تعز، ومختلف المحافظات الشمالية، في الوقت الذي كانت لا تزال ثورة الحراك الجنوبي السلمية، متصاعدة في الجنوب منذ اكثر من 4 سنوات والتي انطلقت في 2007م.

وبعدما فشلت الاحزاب اليمنية، في تسلق ثورة الجنوب، سنحت لها الفرصة في اختطاف احلام شباب الشمال وثوار 11 فبراير، لتلقي بها الى اتفاق سياسي بائس، انتهى باعطاء علي عبدالله صالح حصانة وكل من عمل معه، من اي محاكمة قرين جرائمه التي ارتكبها منذ توليه الحكم.

ورغم ان 11 فبراير، كانت تمثل طموحات شباب الشمال، في اسقاط نظام صالح، إلا ان الاحزاب المتسلقة خطفت تلك الطموحات لتلقي بها عند اقدام صالح.

 

الاحزاب وعلي محسن الاحمر.. واختطاف احلام الشباب: 

في اوج ثورة 11 فبراير، التي كانت تمثل أول ثورة شعبية شبابية في تأريخ شمال اليمن، وفقا لأحلام الشباب، في اسقاط نظان الفساد والمشائخ والعائلة، والتطلع لبناء نظام حضاري ودولة مدنية حديثة،  إلا ان تلاعب احزاب الاصلاح والحزب الاشتراكي، كابر حزبين في تكتل احزاب المشترك المعارض، تسبب بالمشاكل الكثيرة، واستطاع حرف مسار الثورة باعتراف شباب الثورة انفسهم في صنعاء.

وما ان كادت تحقق ثورة الشباب هدفها، في اسقاط نظام علي عبدالله، وتخليص كرسي الرئاسة منه، ومناصب الحكومة من اتباعه وعائلته، وعائلة الاحمر، إلا وجاء انظمام ” علي محسن الاحمر ” الى الثورة، محدثاً لغطا كبيراً، حيث اكد كثير من السياسيين حينها، ان هذا الانظمام للأحمر، يأتي في إطار احتواء الثورة، وحرف مسارها، وهو ما حدث بالفعل خاصة مع توجهات الاصلاح واحزاب المعارضة التي توافقت مع انظمام الاحمر.

 

 

انتكاس 11 فبراير.. وتحالف الاصلاح والحوثيين: 

برهة من الزمن منذ انظمام علي محسن الاحمر، وسعي احزاب المشترك الحثيث لاختطاف  الثورة، إلا وجاء تدخل مجلس التعاون الخليجي، على اساس انهاء الاحتقان، واعادة الامور الى طبيعتها، والتي جاءت بمبادرة اسميت ” المبادرة الخليجة” والتي قضت بأن يسلم ” علي عبدالله صالح ” كرسي الرئاسة، لنائبه ” عبدربه منصور هادي “، واجراء حوار وطني شامل.

وفي هذه الاثناء، كان مليشيات الحوثيين، متحالفة مع حزب الاصلاح، لمواجهة علي عبدالله صالح،  قد بدأت باعادة ترتيب صفوفها، والتغلغل داخل صنعاء، بدعم ايراني، في ظل صمت كل القوى السياسية اليمنية والخارجية، وقبول حزب الاصلاح اليمني.

وما ان تولى الرئيس هادي سدة الحكم، إلا وبدأ حزب الاصلاح، وخاصة قياداته المنتمين لــ” آل الاحمر ” بالعمل على اختطاف منه قرار الحكم، وبدأ حزب الاصلاح بانتزاع قرارات التغلغل داخل مفاصل الحكومة، خاصة بعد سيطرتهم على قرار رئيس حكومة الوفاق ” باسندوه ” .

وهو ما شكل انتكاسة لثورة واحلام شباب 11 فبراير، بعد ان قدموا مئات الشهداء والاف الجرحى، جراء جرائم ارتكبتها قوات علي عبدالله صالح.

 

حوار وطني.. وتحالفات علنية وسرية: 

تولى الرئيس هادي الحكم، وبدأ بترتيب الفترة الانتقالية، المتفق عليها، واطلق حوار وطني شامل، رغم ان هذا الحوار اقصى القوى الجنوبية الفاعلة، وسار الحوار بممثلين مزيفين عن الجنوب، وافضى الى اتفاق بين قوى الشمال، على انهاء الوحدة اليمنية، وتحويل البلد الى ” دولة اتحادية “، غير ان تدخلات سياسية حددت شكل الدولة بــ” ستة اقاليم ” .

وما ان بدأت اجراءات تطبيق مخرجات الحوار اليمني، بانصاف الجنوبيين، واعادة المسرحين العسكريين والجنوبيين، إلا وبدأ الرفض من قبل قوى الشمال جميعها ” علي عبدالله صالح – الحوثيين  – وحزب الاصلاح “.

وفي الوقت الذي كان يعد فيه دستور الدولة الاتحادية من ستة اقاليم، تم اعلان تقسيمها من قبل الرئيس هادي، بدأت ارهاصات خلافات ثوية تظهر في الساحة السياسية بصنعاء، انتهت باعلان  الحوثيين المتواجدين داخل صنعاء منذ 11 فبراير، عن ما اسموها ” ثورة ” حملت اهداف ” تخفيض اسعار المشتقات النفطية ” التي كانت اعلنتها حكومة باسندوه.

شيئا فشيئاً، حتى تغلغل الحوثيين في صنعاء، معلنين عن اهداف سياسية، تطالب بتسليم الرئيس هادي للرئاسة،  وهي الفترة التي بدأت معها جماعة الحوثيين، بحشد مسلحيها الى صنعاء وعمران.

وقبل ان يتم اعادة مسار الامور الى مسارها الصحيح، كان الحوثيين قد اطلقوا عمليات مسلحة، ضد المعسكرات وقوات الجيش بدأت من عمران، وواصلت مسيرها صوب صنعاء، بتحالفهم مع المخلوع علي عبدالله صالح.

وعندها سابق حزب الاصلاح البرق، ليعقد قياداته في صعدة، ومع قيادات الحوثيين، اتفاقات غير معلنة، تم الكشف عنها حينها، وفي صحيفة ” يافع نيوز ” ان الاتفاق قضى على ان يقاتل الحوثيين في الجنوب، مقابل الحفاظ على ما تسمى ” الوحدة اليمنية” التي انهاها الحوار الوطني الشامل .

 

11 فبراير.. اساس الانقلاب: 

وبناء على ما نتهت اليه ثورة 11 فبراير، وتقلص تطلعات شباب الشمال، اعلن الحوثيين وحليفهم صالح، عن انقلابهم على الرئيس هادي، كرئيس شرعي ومنتخب، بالتزامن مع انكفاء حزب الاصلاح على ذاته، وعدم مقاومته للحوثيين والمخلوع، تاركين الرئيس هادي يواجه الانقلاب لوحده، حيث تعرض للاعتقال والاهانة، فيما لم يتحرك ساكناً من  قبل حزب الاصلاح وقواته ومليشياته التي تفوق 70 الف عنصر، اضافة الى قوات علي محسن الاحمر بما كانت تسمى ” الفرقة الاولى مدرع “، وسيطر الحوثيين على صنعاء، وبدأوا بالتوسع الى المحافظات.

حتى تمكنوا من اسقاط تعز، وبداية الاحتشاد المسلح، لغزو الجنوب، في ظل مباركة حزب الاصلاح، الذي اختار ان يحافظ على ما تسمى ” وحدة يمنية ” وتخلى عن الرئيس هادي، في احلك الظروف، وعقدت فروعه اتفاقات تعايش مع مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، على شكل مباركة واضحة بغزو تلك المليشيات للجنوب، الذي كان يغلي منذ عام 2007م، رفضا لتواجد جيش المخلوع صالح وحزب الاصلاح في الجنوب، ويطالبوا باستقلال الجنوب عن الشمال.

وانتهى الامر بذلك، الى شن الحوثيين والمخلوع صالح ” الموالين لإيران ” اصلاً، حربا شعواء ودخلوا الجنوب، غير ابهين، بتحذيرات دول الجوار، التي تدرك ان هناك مخططاً، ايرانيا للسيطرة على الجنوب، والاستئثار بباب المندب، كمخطط خطير وعدواني يستهدف اسقاط دول الخليج والتحكم بمنفذ باب المندب الممر الاهم في العالم، والذي يربط بين الشرق والغرب.

وحيث ومنذ اول وهلة، كان الجنوبيين في مواجهة همج الشمال ” الحوثيين والمخلوع صالح “، واعلنوا عن مقاومتهم للغزو الجديد، وعندها اعلن الرئيس هادي، عن طلبه لدول الخليج بالتدخل العسكري، لمنع امتداد وتوسع مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، وهو ما افضى الى اعلان دول الخليج لــ” التحالف العربي ” بقيادة السعودية والامارات وتم اعلان عن عملية ” عاصفة الحزم ” بطلب من الرئيس هادي، لصد الحوثيين والمخلوع صالح.

وسارت الامور، مع اشتداد المعارك، الى انتصار المقاومة الجنوبية، المسنودة بشرعية الرئيس هادي، ودعم التحالف العربي، الى تحرير كامل اراضي الجنوب، في حين لم تتمكن قوات الاصلاح وعلي محسن الاحمر، منذ عام ونصف من تحقيق اي نصر يذكر، غير ما حققتع قبائل في مأرب، وشباب المقاومة الشمالية في تعز.

ولا تزال المعارك مستمرة، وسط اوضاع صعبة للغاية، تدمر فيها كل شيء شمالا وجنوباً، واصبح الجميع يعانون ويلات الحرب، غير ان صمود المقاومة الجنوبية، جعل التحالف العربي، يعتمد عليها، في تحرير وتامين الشريط الساحلي الغربي الممتد من عدن وباب المندب، وحتى ميدي، حيث وصلت المعارك حاليا الى تحرير المخا والسيطرة على ميناءه، فيما تعتزم المقاومة الجنوبية السيطرة على الحديدة وسواحلها، وميدي وميناءها، في الوقت الذي لا تزال فيه قوات  الاصلاح وعلي محسن الاحمر مرابطة في ” مأرب ” ولم تقدم شيء، مما اظهر خذلانها لقوات التحالف العربي.

 

أخبار ذات صله