fbpx
رِفقاً بالعقول

محمد بالفخر

mbalfakher@gmail.com

بعد الضجة التي أثيرت حول (على البخيتي) وامتلاكه لعشرات الحسابات الوهمية والأسماء المزورة وادارته لها في الفيس وتويتر وغيرها بأسماء نسائية وانتحال أسماء شخصيات مشهورة وسواء صدق هذا الخبر أم اعتراه تهويل ومبالغة فهذا لا يعنينا كثيرا.

  كل ما يهمني هنا أنه خطر في بالي كم هم الأشخاص الذين يديرون معرفات بأسماء وهمية من خلالها يثيرون الشبهات الكاذبة وينسجون القصص المزورة ثم يتبعهم من تم التنسيق معهم لتناقل تلك القصص لتصبح حقيقة يتداولها الناس وبها تبنى تصورات وتتغير توجهات.

وهناك من يقوم بنفس العمل وبطريقة أخرى ولكنها تصب في نفس المجرى فهو يجعل شتم الآخرين والانتقاص منهم والقدح فيهم شغله الشاغل فهمُ القبيحُ لفظهم والسوء قولهم يتخفّون خلف أسماء وهمية يمارسون من خلالها هواياتهم السخيفة.

كم علي أصبح لدينا في الجنوب وكم هو عدد أفراد تلك المنظومة التي تتلاعب بالرأي العام عندنا؟ وكم هي عدد مطابخهم؟!

لم يعد هناك شخص مدرك واعي الا وهو   يعرف أن أكثر الأكاذيب التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي لا تخرج الا من مطبخ واحد وأن من يقوم على طهيها مجموعة تمرست على الكذب واستسهلت بث الأراجيف وكيل التهم تعبر عن ذلك بصورة ملفقة أو حادثة مفتراه أو حتى نكتة سخيفة تكرس لمفهوم يريد توجيه العامة إليه. ونسوا قول الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (ان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)

ترى كم نحتاج من الوقت والجهد لأن نبين للناس أن هناك من يتلاعب بالعقول ويعمل على توجيه الناس نحو ما يريد القائمون على تلك الأكاذيب؟

لقد نجح أصحاب تلك الحسابات إلى حد كبير في خداع الناس وتمرير ما يريدون فقد صار الآلاف ينساقون مع ما يشيعه أولئك المتلاعبين بالحقائق ويدعمون ذلك بصور عمل فيها الفوتوشوب ما عمل وقصص يجزمون أنها صادقة وحقيقية وهي في حقيقتها حديث إفك مفترى.

برغم ما في هذا العمل من خساسة خاصة حين يفقد صاحبه المصداقية ويتخلى عن الأدب في اللفظ والإشارة إلا أنه أصبح صورة من صور الإعلام وصار رديفا مهما له.

فليس كل الناس تشاهد التلفاز أو تتابع البرامج

 لكن شريحة كبيرة منهم حتى من غير المتعلمين لا تستغني عن مواقع التواصل خاصة الفيس والواتس سواء كمتلقي أو ناقل وناشر وهنا تكمن الخطورة فمن المؤكد أن من يقوم بهذه الأدوار يعلمها جيدا وهي النقل دون تثبت وسرعة انتشارها بين الناس وما يترتب عليها من توجه مجتمعي قد يحمل العداء المؤدي يوما ما لصراعات الكل في غنى عنها.

فضاء مفتوح ومعلومات بلا حدود ومتلقي بلا وعي ومتلاعب بلا ضمير كل هذا بلا رادع أو رقابة ومحاسبة بل إن بعضها ربما أتى بمباركة وضوء أخضر ممن يفترض أن يعمل على الحفاظ على النسيج الاجتماعي في البلد التي هي في أمس الحاجة للتآلف والخروج من المآزق التي وقعت فيها.
اننا بحاجة ماسة الى ان نتعامل بوعي مع كل ما   ينشر او يبث الينا وان نتحقق من كل ما تقع عليه اعيننا وما يصل الى اسماعنا ونربطه بالتاريخ القريب والبعيد ونتحرى ان لا نكون مجرد أدوات نشارك بدون قصد في اشعال مزيد من الفتن وتوسيع الهوة بين فئات المجتمع واخيرا ينبغي ان نكون بناة وطن يضم بين جنباته كل أبنائه بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم.