fbpx
“الجنوب المحرر” بين نارين.. نار المتنفذين العابثين في الحكومة الفاشلة ونار هجمات عدوان الحوثيين والمخلوع صالح
شارك الخبر

يافع نيوز – تقرير  (خاص):

كثيرون من ابناء شعب الجنوب، كانوا يأملون أن تفضي فترة ما بعد الحرب التي شنتها مليشيات العداون الحوثية وحليفهم المخلوع صالح على الجنوب، الى معالجة عاجلة لملفات الحرب، وما خلفته السنوات الطويلة من العبث في عدن ومحافظات الجنوب، خاصة بعد ان بات الجنوب اليوم محرراً، وقراره بيد ابناءه.

وكثيراً، ناضل الجنوبيون، بكل فئاتهم، في مقاومة ظلم وتهميش وعبث نظام الشمال، متمثلا بالمخلوع علي عبدالله صالح وحلفاءه السابقين والحاليين، إلا أن تلك الآمال، والنضال الدؤوب الذي دفع الجنوبيون فيه تضحيات جسيمة، لم يدفعها اي شعب في التأريخ، وما تحقق من مكتسبات وطنية وعربية في ارض الجنوب، باتت مهددة للعبث مجدداً، من قبل عابثين جدد وبإسم ” الجنوب “، ممن يفضلون مصالحهم على مصالح الشعب الجنوب والوطن.

 

واصبح الجنوب اليوم، والنصر الذي حققه، بين نار وعبث المتنفذين داخل الحكومة والشرعية، التي تبدوا مخترقة من جهات تعمل على افشال النصر، وبين نار العدوان المستمر من قبل مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، التي تحاول اعادة غزوها للجنوب، ويتصدى لها ابطال المقاومة الجنوبية والجيش الجنوبي في حدود الجنوب وجبهاته.

 

هل هو نصر غير كامل..؟

يعد النصر الذي تحقق في الجنوب، بفضل تضحيات المقاومة الجنوبية وكل شعب الجنوب، واسناد ودعم التحالف العربي، هو النصر الوحيد الذي تحقق  لــ” التحالف العربي ” في عمليتي ” الحزم والامل”.

ومع هذا يتعرض هذا النصر، للكثير من المنغصات، التي تجعل من نظرة الشعب الجنوبي للنصر، بانه نصر غير كامل، او بالاحرى نصر يتعرض للطعن، جراء وجود جهات داخل ” الشرعية ” غامضة المواقف والتوجهات، وربما تتصل بطريقة او بأخرى، بمحاولات إفشال النصر الجنوبي، والانتكاس به. حد وصف كثير من المتابعين.

ولن يكون عادة النصر كاملاً، ان لم تنتصر الارادة الشعبية، وارادة المنتصرين، على تغيير الواقع، وتسخير كل المصالح الاقتصادية والسياسية لصالح الشعب اولاً واخيراً، بعيدا عن ايدي النافذين ومافيات الفساد والعبث.

نتيجة الحرب ومتغيراتها.. بين خيارين:

شهد الجنوب ثورة شعبية سلمية، اشعلها الحراك الجنوب في العام 2007م، وواجه بها نظام المخلوع صالح، كاشفا للعالم كله الوجه الحقيقي لصالح، وكل قوى الشمال التي عاثت فسادا في الارض الجنوبية، وحولت الشعب الجنوبي، وكذا الشمالي أمة فقيرة معرضة للموت التدريجي بفعل الجوع والمرض .

وعقب سنوات طويلة، انتفضت شباب من قوى حية، لمواجهة نظام المخلوع عام 2011م، لكنهم وعقب ان كادوا يصلوا الى نجاح كبير،  بعد ان قدموا مقدمين التضحيات الكبيرة، تعرضوا للاسقاط والانتكاس بفعل احزاب المعارضة التي تسلقت على ظهور الشباب في الشمال، واستثمرت تضحياتهم لتنال مراكز قيادية مؤقتة، بعد ان باعت كل التضحيات الكبيرة.

وعقب ذلك، دخل اليمن في موجه جديدة من الخلاف، بعد ان امسك الرئيس هادي، جنوبي الانتماء سدة الحكم، لتدخل اليمن في حرب اشعلها الحوثيين والمخلوع صالح ” تحالف الشمال” وينقلبوا على الحكم، ويتوجهوا الى الجنوب لغزوه من جديد.

ومع تغير ظروف الواضع والمصالح، وجد الحوثيين والمخلوع، انفسهم في مواجهة ” التحالف العربي” الذي تدخل لحماية مصالح دوله في عدن والجنوب، من السقوط بيد ايران ذات المشروع العدواني الفارسي.

وافضت الحرب العنيفة التي لم تشهدها اليمن من قبل، الى نتيجة طبيعية، تمثلت بصمود الشعب الجنوبي، وتحقيقه النصر، وطرد مليشيات الحوثيين والمخلوع، باسناد مباشر ودعم كبير من قوات التحالف العريي.

وبهذه النتيجة، وجد العالم، الجنوبيين مسيطرين على ارضهم، فيما انتقلت المواجهات الى حدود الجنوب، لمنع اي عودة او تسلل لمليشيات العداون الى مناطق الجنوب، وهي النتيجة التي وجدتها الشرعية ذاتها، وكان يعرف التحالف العربي، انه سيصل اليها ولا مناص من ذلك.

ومع هذا قدم شعب الجنوب ومقاومته، وابطاله، ملاحم بطولية، ضد الجماعات الارهابية، التي حاولت استغلال الوضع والفراغ الامني، لبسط لنفوذها، لكنها منيت بهزائم قاسية، رغم ان اطراف في الشرعية سخرت كل الامكانيات لدعم الجماعات الارهابية، وفقا لحسابات سياسية ضيقة.

ورغم ان الجنوب وجد نفسه محرراً، وبدأت كثير من الامور العادية تسير بارادة وقرار قيادات جنوبية تبوأوا مناصب قيادية تحت اطار الشرعية، ابداء لحسن النية، إلا ان الشرعية ذاتها، ممثلة بالحكومة، واطراف حزبية متحالفة معها، واصلت العبث الذي دأبت على ممارسته ابان عمل كل  طاقمها مع نظام المخلوع صالح او في اطار احزاب كانت تشرعن للمخلوع البقاء في سدة الحكم والعبث والفساد والدمار.

 

وظهر جلياً، ان نتيجة الحرب ومتغيراتها، واقعة بين خيارين، لا ثالث لهما، إما ان تقود دفة الجنوب قيادات جديدة ونظيفة، تحت اطار الشرعية، وداخل الحكومة التابعة لها، وذلك لانهاء مظاهر التهديد للنصر الجنوبي العربي الوحيد، أو ان يتم مواصلة العابثين في سلطات الشرعية ” مخلفات المخلوع واحزاب الشمال ” حتى يصلوا الى الانتكاس بهذا النصر.

واذا ما تم الاستمرار بالعبث والعشوائية والفشل التي تظهر بها حكومة الشرعية، وانتكس النصر الجنوبي، ليس بالضرورة عودة المخلوع والحوثيين للسيطرة على الجنوب، بل ببقاء ادواتهم داخل الشرعية تعمل على الانتكاس للنصر الوحيد الذي حققه التحالف والشعب الجنوبي، والشرعية كذلك، فسيكون الجميع أمام فشل تأريخي، تتضرر معه كل مصالحهم، وخاصة ” دول التحالف العربي ” التي ربما اشغلتها المعارك في الشمال، عن واقع ما بعد الحرب في الجنوب، خاصة ما يتعلق بالاداء الرسمي للحكومة والوضع الاقتصادي والمالي، ومصالح الشعب الخدمية والضرورية.

 

 

أخبار ذات صله