fbpx
“تحليل ” هل يستطيع عناصر القاعدة السيطرة مجدداً على محافظة ابين ..؟
شارك الخبر

يافع نيوز –  تقرير (خاص):
تطورات متسارعة شهدتها محافظة ابين خلال الأيام الماضية، كان بدايتها من عودة نشاط مسلحي القاعدة الى بعض مديريات المناطق الوسطى في محافظة ابين، لا سيما مديرية لودر التي شهدت عدد من العمليات التي نفذها تنظيم القاعدة ضد قوات الحزام الأمني، كان ابرزها مهاجمة عدد من النقاط، واغتيال قائد الحزام الأمني في لودر، بالإضافة الى استهداف اطقم الحزام الأمني بالعبوات الناسفة .
هذه التداعيات تأتي في ظل وجود خلاف بين القيادات الأمنية، وعدم انسجام بين قوات الحزام الأمني وقيادة السلطة المحلية في المحافظة، مما أدى الى استياء لدى جنود الحزام الأمني، وإعلان انسحابهم من جبل عكد في لودر .
مصادر مطلعة قالت لـ ” يافع نيوز ” ان أوامر من الرئيس هادي التي قضت بنقل كتيبة الحزام الأمني، المنتمية الى ألوية المقاومة الجنوبية، التي يشرف عليها محافظ عدن اللواء  عيدروس الزبيدي، الى جبهات القتال في جبال كهبوب قرب باب المندب، كانت السبب الحقيقي لانسحاب قوات الحزام من مديرية لودر .
وشجع انسحاب قوات الحزام الأمني من لودر،  مسلحي القاعدة للسيطرة على مركز مديرية لودر بهدف تحقيق نصر معنوي لأنصارهم بعد سلسلة من الهزائم بدأت بتحرير مديرية المنصورة ومحافظة لحج وحضرموت.

واحتشدت عناصر  تنظيم القاعدة في المناطق الوسطى بأبين،بهدف اعلان لودر تحت سيطرتهم، وارسلوا مندوبهم الى قوات الامن لاقناعهم بالاستسلام، الا ان قوات الامن رفضت ذلك، واستنجدت برجال القبائل، وحدثت مواجهات فجر السبت خلفت قتلى وجرحى في صفوف تنظيم القاعدة، والتي انسحبت من لودر الى جبال المراقشة، وبالتالي فشلوا في اعلان نصر لهم في بلدة لودر التي خاض فيها التنظيم معارك عديدة مع رجال القبائل كان ابرزها في العام 2012 عندما منع رجال القبائل واللجان الشعبية تنظيم القاعدة من السيطرة على لودر، ولكن لجأ التنظيم الى العمليات الانفرادية ليقتل عدد من قيادات اللجان الشعبية في لودر خلال الفترة الماضية .
تداخلات سياسية :
يرى ناشطون جنوبيون ان عودة نشاط تنظيم القاعدة، بالتزامن مع اندلاع معارك الساحل الغربي، يهدف الى احداث حالة من الارباك للقوات الجنوبية التي تشارك في تلك المعارك، لذلك لجأت قوى سياسية الى تحريك مسلحي تنظيم القاعدة في هذه المناطق، في محاولة الى ارباك القوات الجنوبية، وسحبها من الساحل الغربي لتأمين محافظة ابين .

ويقول الناشطون، ان اصابع الاتهام، تتوجه الى جهات تحاول اعادة العبث الى محافظة أبين، وإرباك معركة الساحل الغربي، التي باتت قريبة من اطلاق عملية تحرير سواحل محافظة الحديدة، وذلك ضمن التداخلات السياسية، التي باتت مربكة للشرعية ذاتها، بعد ان اصبحت جهات من الشرعية تعمل على ارباك المشهد في المحافظات المحررة.
اختبار قدرات :
من جهة أخرى، يرى ناشطون اخرون، ان تحريك عناصر القاعدة وتفعيل نشاطهم منذُ تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد يأتي ضمن خطة، لمعرفة إمكانية التنظيم في المحافظة وقدرته على الحركة وعدد مسلحيه، وذلك بهدف الاستعداد لمواجهته ضمن خطط ترامب للحرب في اليمن، وفق ما ذكرت مجلة “فورين بوليسي” ان اليمن احد مناطق التدخل الأمريكي خلال العام القادم وفق مسؤولين أمريكيين .
هل ستتمكن القاعدة من السيطرة على محافظة ابين..؟
وفق مراقبون ومحللون للوضع في اليمن، تعرض تنظيم القاعدة لضربات قوية وقاسية خلال العام المنصرم، تمثل ذلك بخسارة مدينة المكلا التي كانت احد اهم المدن التي يسيطر عليها التنظيم وتدر عليها دخلاً كبيراً، كما خسر التنظيم محافظة لحج، ومديرية المنصورة التي كان يسيطر عليها، بالإضافة الى قيام قوات الحزام الأمني ولامن في عدن بتفكيك اخطر خلايا التنظيم من خلال حملات الدهم، والاعتقالات الواسعة، وتدمير مخزونات التنظيم من العبوات الناسفة والالغام .
إضافة الى قيام طائرات بدون طيار الامريكية بتكثيف عمليات القصف، واستهداف عدد كبير من قيادات القاعدة في محافظة البيضاء ومأرب خلال العام الماضي.
ويضيف المراقبون، ان هذه الانتكاسات التي تعرض لها التنظيم، ساهمت بحسب المراقبين الى اضعاف تنظيم القاعدة، ولم يعد لديه القدرة على السيطرة على مدن كبيرة بحجم محافظة ابين او غيرها، حيث ادرك تنظيم القاعدة ان اسقاط المدن وحكمها وتوفير خدمات للناس ليست مهمة سهلة، وفشل فيها ثلاث مرات، منها مرتين في ابين ذاتها والأخرى في مدينة المكلا.

لذلك ووفق المراقبين فان التنظيم ليس لديه القدرة على إعادة السيطرة على محافظات والانتشار فيها، ولكن ما يجري، هو ان التنظيم يحاول ارسال رسائل مختلفة بأنه مازال متواجد ولم تؤثر عليه ضربات أمريكا والتحالف العربي وقوات الامن والحزم الأمني .

أخبار ذات صله