fbpx
ترامبات العرب

محمد بالفخر

mbalfakher@gmail.com

في كل قوائم التطور والرقي وبحسب كل الدراسات ومؤشرات بناء الدول ورفاهية الفرد تأتي الدول العربية والإسلامية دائما في ذيل القائمة بل قد تشطب كثير من الدول في الدخول ضمن الدراسة كونها خرجت حتى عن أدنى المستويات.

الشيء الوحيد الذي تتقنه الأنظمة العربية وحازت السبق والتفوق فيه هو الفساد وما يلحقه من إرهاب للمواطن وتدني الخدمات وتفشي الأمراض وانهيار الاقتصاد وانعدام لأساسيات الحياة.

الأنظمة العربية لم تتقن إلا كل ما هو قبيح وعار

اليوم وبعد صعود ترامب لرئاسة أمريكا وبدايته الغير سارة بخطابات العنصرية وأول قراراته المجحفة بحق المسلمين بمنعهم من دخول الولايات المتحدة وإثباتا لتصدر الحاكم العربي لمقياس الطاعة للغرب كان سيسي مصر أول المطيعين والمنفذين بعد النطق بالقرار على الفور منع السفر عبر مطار القاهرة ومنع إعطاء تأشيرات للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

اعترضت الدول الأوربية والغربية على القرار ووصفته بالجائر والمخجل حتى أن دولة مثل كندا تقول إن منعت الولايات المتحدة المسلمين من دخولها فبلادنا مفتوحة لهم، وفي بريطانيا يقوم ناشطون بجمع آلاف التوقيعات للضغط على حكومتهم بعدم استقبال المعتوه في زيارته إلى المملكة المتحدة.

في أمريكا يرفع الأذان من على الكنائس وتقام الصلوات في المطارات وقضاه يعتبرون قرار رئيسهم غير قانوني ويصدرون بذلك أحكاما قضائية وعمد بعض الولايات يضربون بالقرار عرض الحائط معلنين أنهم سيستقبلون المسلمين ويعترضون على روح العنصرية المنبعثة من حاكمهم.

العالم الحر يرى في لهجة الرئيس الأمريكي الجديد جنون قد يوصل العالم لأسوأ مما هو عليه ويشيع العنف ويبث العداء بشكل قد يلحق الأذى بمستقبل الولايات المتحدة.

 ثم يأتي ترامبات العرب من الليبراليين والعلمانيين ليعلنوا فرحهم الشديد ويستبشرون بصعود ترامب ويتغنون بتهديداته يظن هؤلاء أن ترامب أو غيره ممن يحملون حقدا وكرها للعرب والمسلمين بشكل عام سيستثنون من كراهيتهم تلك اليساريين المسلمين.

يعتقد العربي المسلم الليبرالي أو الملحد أن العداء والعنف سيشمل فقط المتدينين أو المطاوعة كما يحلو للبعض تسميتهم ويبدو أن هؤلاء لم يقرأوا ولم يطلعوا على حال من سبق من الأمم وما حل بشعوب عربية في زمن قريب غير بعيد أنت عربي أنت محسوب على المسلمين ولو كانت قبلتك باتجاه البيت الأبيض إذن أنت مدان ومستهدف

حقا أنه شيء مقزز ويدعو للسخرية متى يستفيق العقل العربي ومتى يصحو المسلمين؟؟

متى نتعلم أن اختلافي معك في الرأي أو التوجه أمر طبيعي طالما نستند على أرضية واحدة وننطلق من هدف واحد وأن العالم حين يتعامل معنا لا ينظر إلينا كتوجهات بل كأمة يجب القضاء عليها وتحجيمها؟

متى نحترم الحرف الذي نكتبه ونرتقي بأساليبنا في التعاطي مع الأحداث؟

أشفق على المثقف العربي ذو التوجه العدائي لكل ما هو إسلامي في غيه المشارك في تشويه صورة المسلمين حتى يأتي اليوم الذي يبدأ به العدو وينزل بطشه به أولا واسألوا من خرجوا مبتهجين بدخول قوات بوش المحررة للعراق فاستقبلتهم الدبابات المخلصة بالدهس وبدأت قصة العذاب الذي لم ينته إلى اليوم..

 يا إخواننا البعداء قليل من العقل وبعضا من الإنصاف وشيء من أخلاق الاختلاف كل ما نحتاجه ليحترمنا العالم لعله يضع لنا حسابا يوما ما،