fbpx
صراع المشاريع وأصناف الناس في الولاء

بقلم: عبدالرب السلامي

الناس في الولاء للمشاريع وفي الانتماء للكيانات الحاملة لها ثلاثة أصناف:
صنف تحكمه المبادئ والثوابت، فهي التي تقرر انتماءه وتحدد مواقفه، فتراه دوما صاحب مشروع واضح يدعو إليه ويخاصم من أجله وينتمي ويناصر دعاته وحملته.
وصنف آخر تحكمه المصالح المادية، فتراه يتقلب في المواقف والانتماءات بحسابات مادية نفعية صرفة، فإن أعطي رضي وإن لم يعط سخط.
وصنف ثالث يحكمه ضغط الشارع، فلا يكلف نفسه مسؤلية تغيير الرأي العام، فهو مع جماهير الناس إن أحسنوا أحسن معهم وإن أساءوا أساء معهم، فيظهر ولاؤه للمشاريع في أوقات النصر والتمكين ويتبرأ منها في ساعات الضعف والهزيمة.

أما الصنف الأول، فمثلهم في الإسلام (السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) الذين تجلت مواقفهم حين انقسم الصف يوم أُحد ويوم توزيع الغنائم في حنين ويوم ارتدت العرب بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
وأما الصنف الثاني، فمثلهم في الإسلام (المؤلفة قلوبهم) والمنافقون الذين قال الله فيهم: (ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون)
وأما الصنف الثالث، فمثلهم في الإسلام (الأعراب) الذين دخلوا في دين الله أفواجا بعد فتح مكة، ولكنهم خرجوا منه أفواجا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عادوا إليه أفواجا مرة أخرى بعد حروب الردة.

ختاما.. اذا نظرنا الى منطقتنا العربية لوجدنا أنها تعيش منذ سنوات صراعا بين مشاريع كبرى واضحة المعالم بينة الأهداف، وقد تؤدي نتائج هذا الصراع إلى تقرير مصير المنطقة لعقود طويلة.. لكن مع ذلك الوضوح يظل أصحاب المشروع الواحد ثلاثة أصناف!!