fbpx
( تقرير خاص).. كيف أثر فشل حكومة بن دغر بالمحافظات المحررة على مكانة الشرعية دولياً..؟
شارك الخبر
( تقرير خاص).. كيف أثر فشل حكومة بن دغر بالمحافظات المحررة على مكانة الشرعية دولياً..؟

يافع نيوز – تقرير ( خاص):

بكل استهتار وانتقاص من الشرعية، حملت إحاطة المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ، لمجلس الامن في جلسته المنعقدة مساء امس الخميس، استياءً واسعاً، وانتقادات حادة، وردت ضمنياً في تلك الاحاطة.

إحاطة ولد الشيخ، ساوت بين الانقلابيين الحوثيين وحليفهم صالح، وبين الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة بن دغر، جراء الفشل الكبير الذي رافق عمل حكومة الدكتور ” احمد عبيد بن دغر” منذ توليها زمام عملها.

وبالرغم من ان الانتقادات الحادة التي وجهها، ولد الشيخ، للشرعية، وبالاخص للرئيس هادي، كانت في سياق ما اسماها ولد الشيخ ” تقويض عملية السلام” اي انها في “المسار السياسي” المتعلق بالحلول السلمية وانهاء الحرب، وما تعلق منها بمبادرة وزير الخارجية الامريكي ” جون كيري” والتي اعتمدها المبعوث الاممي ” ولد الشيخ”، إلا ان تلك الانتقادات ما كان لها لتحدث، لو تم ازالة القلق لدى المجتمع الدولي، وتطمينه، بقدرة حكومة الشرعية، على انجاز المتطلبات الدولية المتعلقة بالأمن، والقدرة على ادارة وتسيير شؤون المحافظات المحررة.

ومع  ان مواقف ” ولد الشيخ” يكتنفها الغموض، منذ الوهلة الاولى منذ اندلاع الحرب، وانحيازه الحذر الى جانب الانقلابيين، إلا ان سياسيين ومراقبين، ان ولد الشيخ يحاول مهاجمة الشرعية ضمن إطار مهامه السياسية، ولكن عبر نافذة وثغرة فشل حكومة ” بن دغر” وان كان لم يقصح عنها بشكل اكثر وضوحاً، غير ان عجز حكومة بن دغر  حتى اللحظة، عن حلحلة العديد من الملفات المتعلقة بالحرب واثارها، خاصة في المحافظات المحررة، لا سيما الخدمات الرئيسية التي تهم المواطنين، وهي اساسيات في الاعلان العالمي لحقوق الانسان،  واولوية في سلم الحقوق الواجب على الدولة توفيرها وحمايتها للمواطن. اعطت ولد الشيخ فرصة للتجرؤ على الشرعية وتوجيه انتقاداته الحادة لها، وللرئيس هادي مباشرة.

 

فشل ملحق بالشرعية: 

لا شك، ان فشل حكومة بن دغر، والغالبية من وزراءها، يؤثر سلبياً، على على المسار السياسي العام، وكذلك المسار العسكري والامني في البلد، خاصة وان التركيز الدولي، متعلق بأداء الحكومة، ومدى قدرتها على العمل من إجل ترسيخ اساسيات ” السلام والامن” وهما العاملين اللذين لا يمكن تحقيقهما، إلا من خلال استقرار اجهزة الدولة، وعودتها للعمل، وتوفير اساسيات الحياة والخدمات للشعب.

ويؤكد مراقبين، ان الرئيس هادي، يبذل جهودا كبيرة، للتغلب على القصور داخل الشرعية، من خلال تعيين قيادات جديدة، في المحافظات المحررة، لتتولى زمام الامور، غير ان هناك وزراء وحكومة غالبية اعضاءها، وزراء معروفون بالفشل المتكرر، والارتباطات بمراكز قوى ونفوذ، لا يمكن لها إلا ان تعمل في إطار تلك المراكز التي لا تعي مصلحة الشعب ولا تبالي بالوطن، غير ما تظهره من  ديباجة اعلامية عن ” الوطنية ” .

إصلاح الخلل: 

مع تواصل عملية البحث الأممي عن منافذ سياسية، لايقاف الحرب، واحلال السلام، إلا ان الرئيس هادي، مطالب بالاستجابة للرسائل الصريحة التي حملتها احاطة ولد الشيخ مساء أمس الخميس، والتعجيل في اصلاح الخلل الجاري والمستمر داخل اروقة الشرعية وقياداتها، لا سيما الحكومة التي لم تسجل اي خطوات ناجحة تذكر .

ويرى سياسيون ومراقبون، ان على الرئيس هادي، كممثل للشرعية، ان يقوم بخطوات جريئة، للتخلص من مظاهر فشل حكومة الشرعية، ووضع النقاط على الحروف، بعيدا عن الاستقطاب الفاشل، او المحاباة للاحزاب السياسية، كون المرحلة تتطلب عملا جدياً، في مثل هذه المرحلة الاستثنائية، التي تحتاج الى عمل ميداني لمعالجة ما الحقته الحرب، وليس لتصريحات اعلامية من الحكومة، قد مل الشعب من سماعها ردحا من الزمن.

 

ضرورة تدارك الأمر: 

ما لم يتم تدارك الأمر من قبل الرئيس هادي، سيزداد انسحاب فشل حكومة الشرعية، على المسارات السياسية والعسكرية، في ظروف معقدة، وطرق حل غير موجودة، بالتزامن مع أفق سياسي منسد تماماً، دون ان يكون هناك بديل أمام المجتمع الدولي، إلا التمسك بالانقلابيين، كجهة موازية للشرعية. وهو الأمر الخطير على ستقبل الشرعية والرئيس هادي.

وفي مثل ظروف كالتي تعيشها اليمن، يتوجب على الرئيس هادي، تعزيز الشرعية عملياً، وصنع النجاحات ولو كانت مستحيلة، من اجل قطع اي فرصة امام الانقلابيين، لتسويق انفسهم، للمجتمع الدولي بانهم جزءاً من الحل، وان بقاءهم ضروري، خاصة مع فشل حكومة الشرعية، بتقديم صورة ناجحة في عملها.

ويرى الكثيرون، ان ظهور حكومة الشرعية كحكومة فاشلة، يعزز من تواجد الانقلابيين في مناطق نفوذهم التي يسيطرون عليها، بمقابل تضعضع موقف الشرعية في تلك المناطق.

حيث ان الحكومة العاجزة عن تقديم اي نجاح، في مناطق نفوذها ” المحافظات المحررة ” يجعل فشلها رفيقا لأي تحرك ميداني لتخليص المحافظات المتبقية من سيطرة الانقلابيين، مما يؤثر على سياق المعارك، ويجعل الناس في المحافظات الغير محررة، غير مستعدين للتعاون مع الشرعية في طرد الانقلابيين، خاصة مع فشل القوات المتواجدة بمأرب، في تحقيق اي تقدم منذ ما يقارب عامين، واعتمادها فقط، بل واتخاذ تلك القوات التي يقودها نائب الرئيس اليمني ” علي محسن الاحمر” وهيئة الاركان العامة، وهي اعلى سلطة عسكرية في البلد، اساليب المماطلة، والتراخي في تحقيق اي تقدم.

ويشير الكثير من المتابعين والسياسيين، ان باستطاعة الرئيس هادي، تعويض فشل  او امتناع قوات الاحمر وهيئة الاركان في تحقيق اي تقدم، بتعزيز موقف الحكومة الشرعية ونجاحاتها، في المحافظات المحررة، وهذا ما لن يكون الا بإجراء تغييرات جوهرية من  رأس تلك الحكومة الى اسفلها، واختيار القدرات النظيفة والكوادر  القيادية القادرة على العمل وتحسين صورة الشرعية، والتي لا شك انها ستنعكس على المسار السياسي، ونظرة المجتمع الدولي صوب الشرعية التي تمتلك كل الحق الشرعي والقانوني المحلي والدولي، بل وتمتلك انتصارات تحققت جنوباً، ولا تزال تتحقق، بفضل تضحيات القوات الجنوبية ” الجيش والمقاومة الجنوبية”.

لكنها – اي الشرعية -ضعيفة بموقف حكومتها الحالية، التي حملت الفشل، ولم تحقق اي انجازات او نجاحات، خاصة وان ما تحقق في عدن وعدد من محافظات الجنوب المحررة، كان بفعل تولي قيادات تنفيذية زمام المبادرة في ظل ظروف صعبة، لتحقيق النجاحات، الامنية والعملية، واعادة الحياة الى طبيعتها، دون وجود أي دور للحكومة الحالية ووزاراتها.

ولا يمكن بأي حال من الاحوال، ان ينظر المجتمع الدولي الى ضعف الشرعية، التي يدعمها بقراراته الباتة والنافذة، ما لم يكن هناك ضعف داخل الشرعية ذاتها، وخاصة فيما يتعلق بالاداء الحكومي، والقدرة على التعامل في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلد، وهو ما اخفقت فيه حكومة الشرعية، مما انسحب مباشرة على تذمر المجتمع الدولي، والامم المتحدة، وربما ساهم في تعزيز مواقف الانقلابيين، رغم عدم امتلاكهم اي سند قانوني محلي او دولي.

تقرير خاص لـ ” يافع نيوز ”

 

أخبار ذات صله