قاصد بن فضل العفيفي
السؤال المحير حقا.. لماذا اختارت الجماعات والحركات الإسلامية بمختلف مسمياتها وانتماءاتها أن يكون العنف والتدمير والقتل والسحل وسيلتها لتحقيق أهدافها؟

ولماذا تصر علي أن يكون الهجوم الضاري بالعبارات البذيئة والكلام الجارح هو أسلوبها في التعامل مع كل من يخالفها في الرأي أو يعترض علي تصرفاتها؟ لماذا لا تجنح إلي السلم وتقنع الآخرين بالمنطق والعقل بصحة أهدافها وسلامة مقاصدها..

وتحاورهم بالحسني معهم فيصدقون ويقتنعون أنها فعلا تريد النهوض بالأمة وقيادتها إلي ما فيه الخير والرفاهية لجميع ابناء الشعب.. ولماذا اختار حسن البنا عند تأسيسه جماعة الإخوان منذ أكثر من ثمانين سنة أن يكون شعارها سيفين متقاطعين رمزا للعنف والقتل ولم يجعل الشعار غصن زيتون يرمز للسلام ونبذ العنف..

ولماذا اختار أن يكتب تحت هذا الشعار واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ولم يكتب وجادلهم بالتي هي أحسن وأيهما أفضل في اقناع الناس بأهدافهم.. العنف والاغتيال والتدمير.. أم الجدال الحسن.. وقديما قال عمر بن عبدالعزيز.. جربت اللين والسيف.. فوجدت اللين أقطع!! فلماذا لا يجربون اللين مع الآخرين.. فمن المؤكد أنه سيكون أكثر تأثيرا وأقوي فعلا لدي من يريدون إقناعهم بأهدافهم..

وماذا تستفيد الجماعات الإسلامية المتطرفة.. أو بماذا أفادت الإسلام وأهله من هذه الهجمات الانتحارية التي ينفذها شباب مغيب عقليا في كل مكان بوحشية غير آدمية, حتي داخل أسواق مكتظة بالنساء والأطفال فيقتلون منمهم المئات بدون ذنب بعد ان اقنعهم شيوخهم من أهل الجزية والتكفير. انهم سيصبحون شهداء يذهبون إلي الجنة ويتزوجون من الحور العين.. مكافأة لهم علي قتل هؤلاء الأبرياء!! انها مأساة أن يتم غسل عقول هؤلاء الشباب بمثل هذه الأقوال المضللة سواء في مصر أو العراق أو أفغانستان, وتحويلهم إلي متطرفين متوحشين يصدقون أن القتل والتفجير هو سبيلهم لدخول الجنة.. حتي مرمغوا سمعة الإسلام في التراب وأصبح الإنسان المسلم معروفا لدي العالم شرقه وغربه بأنه إنسان رجعي ومتخلف وهمجي بينه وبين التحضر فراسخ وأميال.. ويسعي إلي التخلف والتكفير بدلا من التقدم والتنوير!!
يقول الله سبحانه وتعالي: فإذا الذي بينك وبينه عداوة.. كأنه ولي حميم فلماذا لا يفعلون ذلك وهو ما أمر به الله سبحانه وتعالي.. بعد أن أصبح العالم كله اعداء لهم.. وأصبحنا أضعف أمة علميا واجتماعيا واقتصاديا بعد أن كنا خير أمة أخرجت للناس!!