ولم يكن اختيار الوزير لهذا المكان عشوائيا، فقد تعرض به كيري لكمين عام 1969، عندما كان ملازما في قوات البحرية بصفوف الجيش الأميركي في فيتنام، وهناك قتل جنديا من أبناء البلد.

وكيري الذي وصل إلى دلتا النهر بمساعدة خرائط “غوغل”، التقى فو بان تام مقاتل القوات الفيتنامية السابق وأحد أعضاء الكمين الذي هاجم كيري، حيث تصافح “العدوان السابقان”.

وقال كيري إنه “انتابه شعور غريب بزيارة مكان حيث أطلق النار على رجل وقتله”.

لكنه غرد على “تويتر” مبديا إعجابه بكون طرفي الحرب “أصبحا الآن أصدقاء ويعملان معا تجاه نفس الهدف وهو تقوية العلاقات الأميركية الفيتنامية”.

وشاركت الولايات المتحدة إلى جانب قوات جنوب فيتنام في مواجهة قوات الشمال، خلال الحرب التي اندلعت بين عامي 1955 و1975 وقتل خلالها أكثر من مليون شخص، بينهم 58 ألف أميركي.

وخلال لقاء الرجلين، الذي جرى الجمعة، أخبر تام (70 عاما) كيري (74 عاما) بهوية الجندي الذي قتله، واسمه با تهانه، وكان عمره وقتها 24 عاما، ووصفه تام بأنه كان “جنديا جيدا”.

وأثناء محاولة إطلاق تهانه لصاروخ باتجاه العسكريين الأميركيين، بادره كيري برصاص سلاحه فأرداه قتيلا.

وفي وقت لاحق، منح كيري وسام “النجمة الفضية” من الجيش الأميركي مكافأة على “شجاعته”، لكنه أصبح فيما بعد أحد النشطاء المعارضين لها بعد عودته إلى الولايات المتحدة.

يشار إلى أن زيارة كيري إلى فيتنام، تعد الأخيرة الرسمية له أثناء توليه وزارة الخارجية، وتأتي قبل أيام من تركه المنصب مع تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب مهامه رسميا، الجمعة.