fbpx
المليشيات قبل إخراج المعسكرات

إن الدعوات الاخيرة لرئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر و نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية حسين عرب لإخراج المعسكرات و قوات الحزام الأمني من مدينة عدن كانت دعوات مشبوهة و غير مسؤولة و أرادوا منها العودة بنا مجدداً إلى مربع الصفر و دعوة صريحة للانفلات الأمني و تسليم عدن لأمراء الحروب و زعماء البلاطجة المأجورين ، عن أي داخلية و قواتها يتحدثون بن دغر وبن عرب و أين هي قوات وزارة الداخلية على أرض الواقع فلم نشاهد أو نسمع عن قوات الامن الخاصة و شرطة النجدة و الامن العام و غيرها من التشكيلات العسكرية لوزارة الداخلية إلا في الاحتفالات و الاستعراضات وأثناء صرف الرواتب و التصوير الفوتوغرافي أو التلفزيوني .

أحداث 2017/1/13م رغم أنها أليمة من حيث توقيتها و حدوثها وقد أسقطت جميع تلك الشعارات التي أرادو من خلالها الضحك على الشعب بوحدة الصف الذي لم ولن يتوحد أبداً بتلك الطريقة ، وكانت تلك المواجهات بسبب مشكلة صغيرة بغض النظر عن نوعيتها و تدحرجت تلك المشكلة سريعاً لتصبح أزمة و تطورت فأصبحت مواجهات مسلحة عنيفة بسبب الاصطفاف و الشحن المناطقي تجاه الطرف الاخر و نسوا تلك المشكلة الصغيرة لانها لم تكن سوى فتيل لإشعال مواجهات كانوا مستعدين لها في أي لحظة ، مما إدى إلى تفجير الوضع بسرعة قياسية و بطريقة هيستيرية عنيفة غير مبالين بمصالح وسلامة الوطن و المواطن .

و أتوقع تفجير الوضع مرةً أخرى وقد يكون في موقع أخر بسبب وجود أسباب و مسببات تفجيره وعدم تشخيص المشكلة بطريقة عقلانية صحيحة و معاقبة و محاسبة من تسبب بها ، كان الأحرى برئيس الوزراء ووزير الداخلية المطالبة بحل تلك المليشيات و إنضمامها للقوات الشرعية و من يرفض ذلك سيعتبر جماعة إرهابية ، كان الأحرى برئيس الوزراء ووزير داخليته المطالبة بتسليم سلاح المليشيات للدولة أو إخراجهم من عدن إلى جبهات القتال في العند و باب المندب و غيرها من ساحات الشرف و العزة و الدفاع عن الوطن .

أحسنت صُنعً الامارات عندما جعلت نوعية التسليح لدى جميع الأطراف الجنوبية شرعية و مقاومة تسليح خفيف و متوسط فقط ، لإدراكها أن الأطراف الجنوبية غير ناضجة بعد ، وغير مؤتمنة على إستلام و إستخدام السلاح الثقيل من دبابات و طائرات و مدفعية و كاتيوشا وغيرها ، أجزم أنه لو كانت تلك الأسلحة الثقيلة بأيدينا لما تأخر طرف من الأطراف المتصارعة المتنازعة على السلطة في إستخدامها على نطاق واسع و إدخال البلاد و العباد في نفق مظلم يعلم الله وحده كيفية الخروج منه و نتائجه .

لا أرى خيراً في هذه الحكومة وفي كثير من وزرائها الذين لم يقدموا أي رؤية لعملهم أو خدمات أو مشاريع أو حتى المباشرة و مزاولة أعمالهم في مكاتبهم لتطبيع الحياة ، غير مكوثهم بجانب الرئيس في قلعة المعاشيق للأكل و النوم و إصدار مزيداً من القرارات لترتيب أوضاع الحبايب قبل الرحيل عن كرسي الرئاسة و الحكومة .

المعذرة لستم قادة ولا مسؤولين تصلحون لقيادة الوطن في هذه المرحلة ، المرحلة الاستثنائية تحتاج لقادة و لمسؤولين إستثنائيين على قدر كبير من تحمل المسؤولية و قلب كبير يسع أبناء الوطن جميعاً ولا ينحاز لفئة أو منطقة معينة دون سواها ، السيد الرئيس السادة الحكومة إنكم لا تمتلكون مهارات و قدرات إستثنائية لتواكبوا الأحداث و الأزمات ولا تمتلكون حلول سريعة و جريئة صحيحة إنما العكس فقد زدتم الوضع تعقيداً ، المعذرة السيد الرئيس أنتم عبارة عن مدرب فاشل لمنتخب الفشل و تريدون أن تلعبوا في دوري المحترفين لكأس الامم الأوروبية لتحققوا نتائج مشرفة وهنا تكمن المشكلة أو المعضلة .

الاحداث الاخيرة في عدن و تدخل الوساطات و المساواة بين المجرم و الجندي البريء وبين القوات الحكومية الرسمية التي قامت بواجبها وبين مليشيات خارجة عن القانون تعتبر جريمة بحق الوطن و المواطن و جريمة ضد الامن و الاستقرار و مكافئة للمعتدين الذين سيشعرون بالنصر و بشرعية وجودهم و سلاحهم .