fbpx
وأما الزبد …

مع كل الدعوات العقلانية لتوحيد الصف
وبرغم النشاط الوطني الكبير لكثير من الشرفاء لجمع الشمل والخروج بالوطن من حفر الولاءات الضيقة و الحسابات الشخصية التي لم تلحق بالناس سوى الشر ومزيدا من العداء ,
لا نزال نجد من يقتل نفسه حقدا وكراهية تجاه شخصيات وتوجهات كل جريمتها أنها لاتروق له او لا تنتمي لفكره ولا تتبع أيدلوجيته التي يؤمن بها فيحمل نفسه كبر إدعاء الاكاذيب والافتراء عليهم ويشحذ قلمه الصدئ ليذبح قواعد اللغة العربية من الألف إلى الياء ليخرج بقصص رديئة المبنى سخيفة المعنى ،
يصور له خياله المريض وفكره المائل أقوالا ينسبها زورا وبهتانا لمن يخالفه ويدعي أفعالا يرمي بها المغضوب عليهم متجاوزا بذلك حتى حدود اللياقة
وأدب الاختلاف ومحطما أواصر الأخوة
ومايجمعهم من وطن واحد .
وكثير من هؤلاء لم يكتف بما يبثه من خلال قنوات اعلامية اتيحت له سواء مكتوبة أو مرئية أو مسموعة بل أنشأ له عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء وهمية ليوهم القارئ أن مايحمله هو من عداء بأنه توجه عام لدى الناس وأن كراهية الطرف الأخر هو واجب وطني لابد أن يشارك به الجميع ,
ويظل يبث سمومه واحقاده وينشر أكاذيبه حتى يجمع أكثر عدد من المصفقين والمصدقين لأفكه من خلال استغلال عاطفة الناس و حاجتهم لأي مخرج من حال الضيق الذي تعيشه البلد والذي غالبا هو وامثاله ومنظومتهم جزء من هذا العبث بمقدرات البلد و المشاركة في خنق الناس، يظن أنه بما يشيع من أكاذيب تسبب الكراهية بين ابناء الوطن الواحد وتؤسس لصراعات قادمة يظن أنه الذكي الألمعي والفريد في سياسة فرق تسد أو تشتيت الناس عن العدو الحقيقي ومن السبب في ماوصلنا اليه ومن مازال يتلاعب بمستقبل الوطن ,
و تالله لو كان هو وأمثاله يملكون عقولا أو في قلوبهم ذرة حب للوطن كما يزعمون لأسفوا لما يقومون به من سخف لا يقدم للناس الا مزيدا من الشر و الاحقاد التي ملّ الناس منها وعافها العقلاء.
لن أعتلي منبر الخطابة هنا أو البس ثوب المفتي لأخبر هؤلاء عن ثقل ذنب مايقومون به وأن الله جعل الفتنة أشد من القتل .
لن أخبرهم أن ماتمارسه اقلامهم وتطفح به عقولهم من جرم لا يختلف كثييرا عن السرقة والقتل والحرابة في حق الناس فهؤلاء غالبا لن يجدي معهم النصح.
لن أكتب كلاما عاطفيا استدر به مشاعر الاخوّة بين أبناء الوطن الواحد واستنهض فيهم الروح الوطنية وأن الوطن أبقى من الاشخاص .
لن أعاتبهم على المشاركة في اصطناع العداوات ونشر الأكاذيب ,
فكل ماسبق لن يفيد في قوم أعماهم المال وسرق لبّهم بريق المناصب وضيعتهم أحلام القضاء على كل من لا يتفق معهم في الرأي ولا يعوم في بحر هواهم.
بل سأخاطب العقلاء ومحبي الوطن أن يقفوا ضد هذا العبث الذي تمارسه تلك الأقلام,
بينوا للناس الحق في الأمر ، من واجبكم يانخب الوطن أن تتعالوا على الحزبية والشخصنة ولتكونوا مع الوطن وطن خال من الاقصاء والتهميش والعنصرية .
سأخاطب الجهات المسئولة ورجال الدولة أن يضربوا على تلك الأيادي الآثمة إن اردنا أن يعم السلام ربوع بلادنا أوقفوا تلك الأقلام المريضة وأمنعوهم من الظهور ومن التلاعب بعقول العامة.
ايها الشرفاء ويا اصحاب الضمائر الحية والله سئمنا وتعب الناس من العداوات المصطنعة ضاع الوطن ونحن نحاول الغاء بعضنا البعض ،
استلبت حقوقنا ونحن نقصي بعضنا بعضا بادعاء أكاذيب ورمي تهم يعجز المفترين عن اثبات تهمهم تلك بدليل واحد , بل هم من سقط في تلك المستنقعات وهم يعلمون ذلك ويدركون أن من يتهمونهم و يحرضون الناس تجاههم أنقى يدا منهم .
يا محبي الوطن والطامحين لنهضته اليوم نحن بأمس الحاجة لأن نغلب مصلحة البلد على رغباتنا وطموحاتنا الشخصية تبرأوا من كل قلم لا يدعو لتوحيد الصف ، اضربوا على يد كل مستجلب فتنة لينعم الوطن بالخير و ليتجه الشعب نحو البناء ، ولتنعم اجيالنا القادمة بوطن آمن خال من الثارات
والعداوات السياسية .
إن ما نزرعه اليوم سيحصده أبناءنا غدا مهما ظننا أنهم في معزل واليوم هم في مأمن النار ستتبع الجميع ، الوطن ابقى والأشخاص تفنى ..
يقول الله تعالى( واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) ولنتأمل (خاصة ) لعل وعسى..
واخيرا نذكر بقول الحق سبحانه وتعالى
(فأما الزبد فيذهب جفاء واما ماينفع الناس فيمكث في الارض)