fbpx
الشيخ صالح بن فريد العولقي يصدر بيان هام بمناسبة ذكرى التسامح والتصالح الجنوبي
شارك الخبر
الشيخ صالح بن فريد العولقي يصدر بيان هام بمناسبة ذكرى التسامح والتصالح الجنوبي


يافع نيوز – خاص

أصدر الشيخ صالح بن فريد العولقي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع بيان هام بمناسبة ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي جاء فيه:

ياشعب الجنوب الحر الأبي إن ذكرى التسامح والتصالح لذكرى مهيبة في تاريخ شعبنا الجنوبي المعاصر، الثائر سلميا في الساحات منذ سنوات والمقاوم حاضرا في ميادين الشجاعة والبطولة والتضحية، للدفاع عن شعبه وارادته وتحقيق اهداف نضاله الطويل من أجل استقلال أرضه وبناء دولته المدنية الحديثة.

ولطالما أكد من خلال هذه المناسبة حينما انطلاق دعوتها  ومن ثم رسخها الشعب الجنوبي من خلال الاحتشاد بمليونيات لاحياء ذكراها سنويا دون انقطاع، مؤكدا بذلك على أصالته وعمقه الحضاري وقيم نضاله الاخلاقية والانسانية السامية من اجل التأسيس السوي والمتعافي للحاضر والمستقبل.

واليوم تأتي هذه الذكرى العزيزة على قلوب الجنوبيين والجنوب يمر بمرحلة شديدة الحساسية والأهمية. بعد إن تصدى لجحافل الغزو والظلم والظلام التي قدمت من صنعاء بجيوش جرارة وعدة وعتاد، نيتها وهدفها إبادة شعب الجنوب وقتله وتهجيره من ارضه، مدفوعة بأطماع مجوسية مذهبية، وغطرسة همجية ووحشية لطالما مارسها  نظام صنعاء على شعب الجنوب منذ حرب 94م الذي أدعى فيها تعميد وحدته الكاذبة بالدم، ومنذ ذلك التاريخ استمر واستمرأ اراقة دماء الجنوبيين وتشريدهم وارهابهم وسجنهم وتهميشهم والبسط على أرضهم ونهب ثرواتهم، وهاهو يعاود سيرة إجرامه في مطلع 2015م بزحف جيوشه على مدينة عدن الباسلة، ولكن هيهات له ذلك فشعب الجنوب هذه المره بصموده وبدمه الزكي الطاهر دفن وإلى الابد كذبة (الوحدة) الجائرة الظالمة، حينما تنادى لحماية ارضه والذود عن عرضه ودينه وهويته بمقاومة شجاعة ومآثر سيسجلها التاريخ، وبتضحيات جسام قدم فيها ارواح أغلى ابنائه، و بتعزيز وإسناد لقرار تاريخي بعثته العناية الالهية في اللحظة المناسبة، تمثل في تدخل ومساندة ودعم دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة،  ليحققا معا المقاومة الجنوبية وجيش التحالف النصر المؤزر وهزيمة المعتدي الغازي ودحر وجيوشه الباغية، ليتم تحرير اغلب الاراضي الجنوبية.

غير أن الامر لم ينته والمشهد أكثر تعيقدا وأمام الجنوبيين مراحل لتحقيق النصر الكامل دون نقصان، نوجزها بالتالي:

اولا: تحرير ما تبقى من اراض جنوبية تحريرا كاملا وبسط السيادة الجنوبية عليها.

ثانيا: تحرير الارض الجنوبية من قوى الارهاب التي زرعها النظام الشمالي وبثها في الاراضي الجنوبية في سياق خطة جهنمية لتلغيم الجنوب وتشويهه وإخافة الاقليم والعالم من مطلب شعبه بحريته واستقلاله وبناء  دولته  ذات السيادة الكاملة.  كذلك تحرير العقل والفكر وتطهيره من التطرف والتخلف والعودة به الى منهج الاعتدال الذي عرفت به المدرسة الدينية الحضرمية الجنوبية والتي من خلالها نشرت تعاليم الدين الاسلامي السمحة ونهجه الحضاري في اصقاع الارض.

ثالثا: تحرير عقول الجنوبيين وافئدتهم مما علق بها من مناطقية وتنابذ واحتراب جراء الذاكرة السوداء التي لطالما استغلها العدو لتاجيج الصراع والفرقة فيما بينهم. وعليهم التصدي بحزم لكل من يحاول ابتعاث الاحقاد واجترار ذاكرة الماضي التليد، والعمل على تكريس ذاكرة مشتركة لمحطات مضيئة سطرها الجنوبيون معا، وترميم لحمة الجسد الجنوبي، الذي اثبت ابنائه خلال سنوات نضالهم السلمي ومن ثم مقاومتهم الباسلة انهم جسد واحد يتنادى كل اعضاؤه لذود عن  اي عضو في ذلك الجسد. والنظر بعيون موحدة وزاوية مشتركة الى مستقبل آمن حر كريم للجنوب وشعبه.

رابعا: تمتين علاقة الجنوبيين بدول التحالف وبجوارهم الجغرافي المساند الداعم، وبعث رسائل تطمئن دول  العالم بان على هذه الارض يعيش شعبا متحضرا عريقا يصبو للسلام والحضارة والتنمية، مؤكدين في رسائلهم على اهمية ارضهم المكتنزة بالثروات والموقع الاستراتيجي. وان ضرورة استقرارها وبناء دولة مدنية حديثة على أراضيها هي من ضرورة استقرار دول الجوار والاقليم والعالم. وإن دعم خيار الشعب الجنوبي في قيام دولة مستقلة على أرضه ليس خيارا انفعاليا أو عاطفيا بل ضرورة استراتيجية مبعثها الحفاظ على حدود وممرات آمنة، وحماية مصالح دول الجوار والعالم وتنميتها وازدهارها.

خامسا: على الشعب الجنوبي ان يتيقظ للحظة السياسية المواتية من خلال العمل السريع والناجز لتكوين حامل سياسي دون تلكؤ أو تسويف. والتصدي لاي عرقلة او دعوات نيتها إجهاض السعي لتكوين هذا الحامل، واخذ العبرة من ما سبق من محاولات ودعوات أجهضت لتوحيد الصف الجنوبي والخروج بحامل سياسي يعبر عن شعب الجنوب ونضاله وهدف ارادته الشعبية وتضحياته بتحرير ارضه وبناء دولته المستقلة كاملة السيادة.

اننا في هذه المناسبة العزيزة لا تغيب عننا ارواح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم الغالية فداء للجنوب  ولازالت افئدتنا مبتلة بحزن نبيل على البطل الصنديد والقائد الشجاع الشهيد عمر سعيد الصبيحي رجل السلم وقائد نضاله في ساحات النضال السلمي وقائد البطولة والفداء في ميادين المقاومة الباسلة الذي كان له مع بقية اخوانه الجنوبيين المقاومين الابطال شرف قيادة تحرير مدينة عدن ولم يكف ولم يتقهقر وظل يقود جبهات المقاومة في مقدمة الصفوف يتصدى للنار والرصاص في الصدارة امام جنوده وليس بعدهم، حتى الشهادة في ارض المعركة بعد أن حقق النصر وحرر  الارض التي كان يدافع عنها،  وفي هذه المناسبة كذلك يحضرنا باعزاز واكبار الإشارة للجرحى الموسومين باوسمة الشجاعة والفداء، يكللهم الفخر فخرنا بهم وبتضحياتهم وبسالتهم. وإنها مناسبة للدعوة بالاهتمام بهم وإيلايهم رعاية خاصة من قبل السلطات في الشرعية وفي دول التحالف تقديرا لتضحياتهم ولما قدموه ولم يبخلوا به من اجسادهم، وكذلك رعاية اسر الشهداء والمعتقلين، ولن نجز هولاء جميعهم حقهم ولن نعوضهم مقابل، مهما قدمنا لهم. ولكنه رد بعض جميل تضحياتهم ووفائهم لأرضهم وشعبهم.

وفي الاخير فلتكن ذكرى التصالح والتسامح ذكرى تاسيس لحاضر ومستقبل آمن مستقر ومزدهر للجنوب والجوار والاقليم والعالم.

النصر لمقاومتنا الباسلة والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين.

 

أخبار ذات صله