fbpx
يستاهل البرد .. من ضيع دفاه ؟!

 

لقد كانت اللوحة الاولى التي رفعتها على مكتبي عندما كنت من الذين صدّقوا بأنها وحدة شعب ؟!.. (هرولنا كالمجانين) الى صنعاء في إعتقاد (سمج) و بليد .. و مقرف باننا من هناك .. من صنعاء سنعمل شئ لاقامة دولة النظام و القانون ؟!.. و لم أصح و أخرج من دائرة الوهم بأننا أرض و شعب واحد إلا عندما صدمني الرجل المُسّن الذي قال لي ..” ما عا يفعل نقص سكر في جونيه ملح “؟!.. ذلك قد حدث عندما واجهت صعوبه في المرور من أحد شوارع صنعاء الضيقه بسيارتي التي كانت تحمل لوحه رقم (3) أي أنها سيارة عدني ؟!. صادفني في الخط الاخر سياره (لوري حمول) يعني بلغتهم (سكس 6) و المعنى من عندهم و ليس بالمعنى الآخر (اللى مش مليح)؟!.. أصر صاحب السياره في الطرف الآخر إلاّ أن أعود بسيارتي لحوالي ربع كيلو, في الوقت الذي كانت مسافته لا تزيد عن عشره أمتار ؟!.. و حينها .. و بعد مقولة الرجل المُسن الذي كان يرثي لحالي كما كان الكثير منهم كانوا يرثون لنا نحن الذين جئنا من عدن و الجنوب .. لانهم كانوا يعرفون بأننا صادقون في ايماننا بالوحده .. و هم كاذبون .. بل كانوا تحت غطاء الوحده يحيكون المؤامرات و الدسائس و الاحقاد ؟!.

 

ما علينا .. المهم أن اللوحه التي رفعتها في مكتبي و فوق رأسي بعد شهر فقط من وصولي مع الكوادر طيبة السيره و السلوك الذين صدقوا بأنها وحده ؟!.. كثير منهم زعلوا .. و شكوني عند الوزير (حينها) المرحوم/ عبدالله بن حسين الكرشمي ؟!. للعلم لازلت أحتفظ بكل الوثائق التي تدين سلوكهم بحقنا .. ابتداء بتلك الحادثه التي هي بداية اشكال قبل كراهيتنا لهم و لوحدتهم !.. كنت معين في وزارة الاشغال العامه و بقرار جمهوري مدير عام المستودعات المركزيه في الوزاره بصنعاء ؟!. أول عمل قمت به رحت أزور المستودعات .. و كان حظي أن ازور مستودعات الطرق .. كان أمين المستودعات هناك شخص هندي اسمه (جاكوب) JACOUB .. صادف أنني وجدت في مدخل المستودعات كميه كبيره من (الجلوبات – لمبات) محشوره في جواني .. و راح (جاكوب) يشرح لي أنها لم تكن وفق الطلب و انه قدم طلب جديده وفق المواصفات .. فطلبت منه نسخ من المراسلات و أيضاً (الفوشر FOUCHER) السند الذي سيتم بموجبه تقييد الكميه الفائضه (SURPLUSS سربلس) فلم يجب و ظل يدور في المستودعات و كأنه يبحث عن شئ فُقد منه .. قلت له انك ستستلم بديل للكميه الموجوده في المستودع و عليك التعامل معها كزياده عن ما تم طلبه و هناك استمارات لكل هذه الشغله !.. فجأه ظهر شخص يطلبني .. ذهبت اليه و قال .. ” ما بلّا الوزير الكرشمي يدعيك ..” فقلت لجاكوب سأعود اليك ؟!.. فرد على المرافق ..” عانشوف بعد ما عا يفعل بك الوزير “؟! ذهبت للوزير و حصل جدل شديد بيني و بينه .. و قال لي “المستودعات حق الطرق هيه حقي .. و انت مدير المستودعات في مكتبك “.. خرجت من مكتب الوزير لا أنوي إلا أن أتخذ قراري بأنها (معكوكه) من يومها الأول ؟!.. جلست في مكتبي فوجدت منشور من ادارة التخطيط في الوزاره يطلبون من كل مدير عام و وكيل رفع تقريرلمستوى الانجاز الشهري ؟!.. فكتب على المنشور نفسه التالي :-

لقد تم بعون الله انجاز شرب ثلاثين كوب شاهي حليب .. للعلم لم نكن في عدن نعرف او نميز بين الشاهي الحليب و الشاهي (العصملي) ؟! لقد تم بعون الله انجازشرب ثلاثين حبه سيجاره بعد كل قلص شاهي حليب فأستشاط الاخ/ الوزير حينها من هذا الرد .. و توالت المشاكل بيني و بين وزير الاشغال حينها .. حتى وجدت الاخ العزيز/محمد عبدالغني مدير مكتب رئيس الوزراء الاستاذ و السيد المحترم المهندس/ حيدر ابوبكر العطاس يطلب مني الحضور الى منزله صباحاً لتناول الفطور معه .. الاستاذ/حيدر (حفظه الله) صديق و أخ .. كانت صداقته بالذين عملوا و يعملون معه عاليه جداً من التقدير .. فقد كان وزير الانشاآت و التخطيط الحضري و الطرق قبل الوحده و كنت انا (حينها) مدير عام المستودعات المركزيه .. غير مخصصه في عدن !!.. تفاجأت للدعوه .. و حضرت .. ففاجأني الاستاذ القدير/ أبو معتز .. ” أيش بينك و بين (الشيبه) .. فقلت .. ” من الشيبه”.. قال ..”الوزير /الكرشمي … فقلت على المستوى الشخصي هناك احترام كبير .. و لكن على المستوى العملي للاسف لم تكن جيده .. و شرحت له سلسلة المشاكل و المتاعب التي نعاني منها نحن الذين وفدنا من الجنوب و عدن بالذات .. و آخر تلك المتاعب توقيف علاوة السكن لكل من وفد من الجنوب .. فجأوا الاخوه كوادر الوزاره من ابناء الجنوب الى عندي و في شقتي التي كانت فاضيه .. لان أم محسن (رحمها الله) زوجتي و أولادي الصغار (سماح و رامي) الذين لم يتجاوزوا السنه الخامسه و السادسه كانوا قد تركوني لوحدي في صنعاء .. كان رامي ابني يقول لي يا بابا صلعه (يقصد صنعاء) مش حقنا .. و المهم قلت للاخ/حيدر الجماعه في ذلك الاجتماع فوضوني بكتابة رساله للاخ/ الوزير (الكرشمي) نرفض قراره بتوقيف علاوه السكن المقرره لنا جميعاً الذين وفدنا الى صنعاء من الجنوب .. فكتبت الرساله من ثمانية أسطر .. أشعره فيها ان الدستور و القانون و الشرع لا تعطيه الحق في توقيف علاوه مقرره لنا وفق الشرائع و القوانين .. و وقع الجميع عليها بما فيهم الاستاذ القدير و رجل الكفأه الذي يشهد له كل من عمل معه و هو الاستاذ المهندس / محمد عوض دبا الذي كان يشغل وظيفه نائب الوزير (الكرشمي) ؟!.. فقلت للاخ/ محمد .. البدوي يقول ..”مخطي مع اصحابي و لا وحدي مصيب .. فوقع معنا .. فقلت للأخ/ حيدر سلمت الرساله لمدير مكتب الوزير .. .. و سلمها للاخ / الوزير (الكرشمي) .. فسأل من حوله .. “من كتب هذه الرساله “.. فقالوا له .. هذا خط أحمد محسن ..” فكتب عليها هذه العباره الفضيحه لكل قيادي في نظام صنعاء لما قبل الوحده ..” تصرف علاوه السكن لجميع الذين وفدوا من الجنوب إلا أحمد محسن” .. فضحك الأخ العزيز/حيدر .. و بقية القصه أوصلتني الى أخذ طريق العوده الى عدن و أبقيت معي اللوحه التي رفعتها على حائط مكتبي .. “يستاهل البرد من ضيع دفاه”.. و كنت أول كادر جنوبي يطلع الى صنعاء بقرار جمهوري و أول من عاد منها بقرار جمهوري .. حيث لم أبقى في صنعاء سوى لسته أشهر لا غير ؟!.

 

أخيراً هناك قصص أكثر مما تم رصده في أسلوب تعاملهم العدواني لأبناء عدن بالذات .. لكني أحتفظ بها و سيتم نشرها مصحوبه بالوثائق لكشف زيف الوحده غير المباركه .. و كشف اساليب قيادات صنعاء (ما قبل الوحده) الذين اداروا شئون البلاد بطرق ملتويه منها الحقد و الكراهيه لكل من جاء الى صنعاء من الجنوب ؟!.. و لنا لقاء .