fbpx
ايها الشباب…ماذا تعني لك الرجولة!

نبيل محمد العمودي

للعبور من ضفةِ الطفولةِ إلى ضفةِ الشيخوخةِ فإننا نبحر في بحر هائج ملئ بالعواصف و الأمواج العاتية،
بحر الشباب…
بحر عميق ملئ بالعجائب و الغرائب و المفاجآت و الأسرار..
بحر لا نفهمه قبل أن نخوض عبابه..
لا نفهمه و نحن نركب و نصارع أمواجه..
و لن نفهمه حتى حينما تقذف بنا تلك الأمواج الى الضفة الأخرى، ضفة الشيخوخة…
بحر الشباب… ملئ بالألغاز..
محيير..مربك..
لا نعرف حتى كيف نمد يد العون لمن نحبهم و نحن نرآهم طلوعا نزولا يصارعون أمواجه..
و لعلها تكون نصيحة ذات جدوى و تجد صدأها في آذان الشباب اننا حين نجتاز هذا البحر بسلام فإننا نخلص إلى تجربة مليئة بالندم و الخجل ل سلوك مشين اقترفناه، فنحاول طمس معالم تلك الأفعال و حذفها من ذاكرتنا..
و بالمقابل نظل نحكي و نعيد بفخر و بدون ملل عن أي إنجازات طيبة حققناها حتى و إن كانت صغيرة..
و الآن، نريد أن نخوضه مرة أخرى، و هذه المرة ليس لنعيد التجربة، بل لان ممراته الآمنة أصبحت واضحة بالنسبة لنا ، بعد ان تجاوزناه و نريد ان يستفيد منه ابناؤنا….
فبالنسبة لمن يراقب تكون الاخطاء المرتكبة جلية..
و تصبح الرؤية واضحة، بالإضافة الى أن تجربتنا أصبحت غنية بالخبرة كيف ننجوا باولادنا من الأخطار المحيطة بهم من كل صوب..
فإننا نتمنى و بشدة خوضه لنرافق فلذات اكبادنا ختى نصل بهم الى شاطئ الأمان ، و نتمنى أن يتفهم شبابنا قيمة يدنا الثمينة المدودة اليهم، فيساعدونا في الإمساك بهم حتى نغنيهم بتجاربنا فقط لنعبر بهم عبر ممراته الآمنة..
و على وجه الخصوص هناك حيث خضم أكثر الأمواج عتاوة.. الا وهي سقوط الأخﻻق و بالتالي المبادئ و القيم الحميدة..
فكثير من الشباب يغرقون في أعاصيرها بسبب فقدانهم لبوصلة التوجيه الصحيح بل و تسليم أنفسهم لتوجيه خاطئ يهدف إلى الإتجار بعنفوانهم…
طاقة الشباب و قوته المتفجرة…قوته الهائلة…مستهدفة من جميع أذرع الشر..
تجار المخدرات…
المنظمات الإرهابية…
الساسة..
و حتى الطائفات الدينية…
و العصابات و رفقة السوء..
و لذلك و كثيرا مانعيد ان قوة شخصية الشباب و فحولتهم و رجولتهم و ذكائهم ليس في الإستسلام لكل هذه النزوات و الشهوات الرخيصة، فهي متاحة و سهلة المنال و جميع قوى الشر و شياطين الإنس تساعد الشاب على الانحراف..
فأن الشاب لا يحتاج إلى رجولة و تمييز للإنحراف..
بعكس من يقاوم كل هذه العوامل و يبحر بعكس هذه الحملات الشرسة و ينأى بنفسه في أن يصبح لقمة سهلة المضغ تلوكها كل الأفوآه..
ذلك الشاب الناجح الذي يقهر كل هذه العقبات و المنعرجات و المنحدرات يستحق ان يقال عنه انه رجل بمعنى الكلمة..
الشاب الذي يصبح ناجحا في حياته…
خلقا و دينا و علما و رياضة…
هو من يستحق فخرنا به..
هو الرجل الذي يفخر به الجميع..
فيفخر به الوالدان و يقولان هذا ابني..
و يتمناه كل عائلا لبنات ان يطرق بابه..
و يفخر به الصديق و يقول هذا صديقي. .
و يقول العم برأس مرفوع صهري..
ويفخر به جاره و يقول هذا جاري..
هذا ابن مدينتي..
هذا ابن بﻻدي..
هذا عربي..
هذا مثلي مسلم..
و كلما كبر اتسعت دائرة الإفتخار بالشباب…
حتى يقال هذا فخرا لهذا العالم..
بينما الفاشل يهجره الجميع…
يصبح محبطا منزويا و ربما مدمنا…
أسير نفسه…
يذوي بذبول قوته..
و بعد الكثير مما استطعت كتابته على عجاله..
ليس امامك يابني إلا طريقين…
النجاح و الفشل….
كل منهما واضح و بيين بسطوع الشمس في كبد ظهر يوم مشمس…
فأيهما تختار ؟!

نبيل محمد العمودي