fbpx
(تقرير خاص)..أبرز مخلفات نظام المخلوع والاحزاب اليمنية..”منظومة الفساد في الجنوب” تنهش الانتصارات والمكاسب الوطنية
شارك الخبر

يافع نيوز – ( تقرير) خاص:

تشكل منظومة الفساد العميقة في الجنوب والتي خلفتها سنوات نظام المخلوع صالح والأحزاب اليمنية، ابرز  المخلفات السيئة التي باتت تشطل معضلة كبيرة، وداء خطير يفتك بجسد ما تبقى من الدولة، والشرعية، وما لم يتم إجراء المعالجات الصحيحة لها، فقد تؤدي الى الاضرار بالمكاسب الوطنية والانتصارات التي تحققت بتضحيات جسيمة دفعها الشعب، جنوباً وشمالاً.

وفي اي حال من الاحوال، لا تقل منظومة الفساد خطورة، من منظومة الدولة العميقة والخلايا التي عمل نظام صالح على تأسيسها خلال سنوات حكمه.

ويعد الفساد في اي دولة من الدولة، أخطر الاساليب التي تتخذها مراكز القوى، ومنظومات الحكم والاحزاب السياسية التي عادة ما تتخذ نظام المحاصصة في تقلد المناصب، والاخطر منذ لك عندما تكون منظومة الفساد برعاية قوى واحزاب سياسية تدعي صلتها بالوطن والوطنية.

وفي اليمن، لم يكن الفساد يوماً، الا اساسا في عمل ونظام المخلوع صالح، من سيطرته على حكم اليمنين الشمالي والجنوبي، بالقوة العسكرية، بعد فشل تطبيق اتفاقيات ” مشروع الوحدة اليمنية”، ليشت صالح حربا شعواء بالقوة العسكرية محتلا اليمن الجنوبي، طمعا في ثروات الجنوب النفطية والايرادية، حيث تحقق له ذلك فعلياً.

وكانت حقيقة الحرب الاولى التي تم شنها على الجنوب عام 94م، عقب خلافات حول الفساد والتصرف بالمال العام خارج اطار القوانين والمؤسسات المالية التابعة للدولة، كما اوضح ذلك الرئيس علي سالم البيض، في حديث له مع مراسل قناة ” ام بي سي ” اثناء الارهاصات والخلافات التي سبقت حرب 94م.

ومنذ ذلك الحين، ترسخ فكر الفساد في نظام المخلوع صالح، واشتدت وطأته بعد انتصاره في حرب 94، حيث اخذ بتأسيس منظومة فساد متكاملة، ومتغلغلة في كل مفاصل الدولة ومرافقها.

تأريخ الفساد في اليمن: 

للفساد تأريخ عريق في اليمن، مرتبط بالتمرد على اتفاقيات الوحدة اليمنية، التي كان من المفترض ان تمنع اي تصرفات بالمال العام خارج اطار المؤسسات، وهذا كان نقطة الخلاف الاساسية بين طرفي الوحدة ” الجنوب والشمال” انذاك، ومن هذه النقطة انسحب الفساد على بقية المجالات الاخرى.

وليس ما يتردد على السنة كثير من الكتاب، حول ما حدث لأشرف رئيس وزراء عرفته ما تسمى اليمن الموحد، والذي تولي منصب رئيس الحكومة اليمنية عام 1997م، وكيف تم تزوير ختمه من قبل علي عبدالله صالح، بعد امتناعه عن صرف مبالغ هائلة لصالح قبائل ومشائخ، ومن ثم صرف مبالغ هائلة بالختم المزور من قبل صالح.

كثيرة هي المواقف التي رسحت للفساد في ظل نظام حكم صالح، وبقية الاحزاب اليمنية، التي اشتركت في عمل منظومات فساد خاصة داخل نظام حكم اليمن الموحد، حتى صار قادات الدولة العسكرية والمدنية، وقيادات الاحزاب، مليارديرات على مستوى الشرق الاوسط، بينما الشعب اليمن شمالا وجنوباً يفتقر لأبسط مقومات الحياة .

 

فساد رسمي: 

الفساد الرسمي الذي اتبعه صالح ومعه الاحزاب المدعية صلتها بالوطنية، انهكت جسد الدولة اليمنية، وشعبها الموحد، وظلم فيها سكان المناطق التي تمتلك ثروات ترفد خزينة الدولة باكثر من 80%، كعدن وحضرموت وشبوة ومأرب.

وتنوع الفساد الرسمي في اليمن، بين فساد التكسب من شراء ترسانة اسلحة، وغسيل الاموال، وشراء ولاءات القبائل والاحزاب والمناصرين، وبناء ادوات التخريب والارهاب والدولة العميقة، والقيام بعمليات التهريب، وفساد النهب والتحايل على مشاريع التنمية الممولة من المنظمات المانحة والبنك الدولي، فضلاً عن تقاسم ونهب خيرات عوائد الدولة من الابار النفطية، والمؤسسات السيادية في الدولة كالمطارات والموانئ والضرائب والجمارك وغيرها.

وشارك في الفساد الرسمي، تجار ونافذين، بالشراكة مع مسؤولين في نظام صالح وقيادات احزاب ومشائخ قبائل، والذين باتوا خلال العشرين سنة الماضية، من اكبر تجار المنطقة العربية، في الاستيراد والتصدير المختلفة، رغم انهم كانوا الى وقت قريب لا يمتلكون شيئاً.

تغير المراحل وبقاء منظومة الفساد: 

ورغم تغير مراحل السياسة في اليمن، إلا ان منظومة الفساد بقيت صامدة، جراء تداخل مصالح المسؤولين السابقين من نظام صالح واحزابه، او اللاحقين في نظام هادي والاحزاب الموالية له، وكذلك جماعة الحوثيين التي تحمل شراهة نحو الحكم والاستيلاء على الثروات والتنامي السريع لأموال قياداتها بفعل النهب والفساد.

ومن الغريب جداً، ان تتغير المراحل ويبقى الفساد سيد الموقف في اليمن، اذ ان منظومة الفساد التي ضربت اركان الدولة اليمنية الموحدة، باتت تتلون كالحرباء، مع تغير المراحل، وتتعايش في مختلف الظروف، ممسكة زمام الفساد، ومصرة على بقاءها كقوى فساد بأمتياز، دون وازع أخلاقي او وطني، ودون الاكتفاء مما تم نهبه خلال السنوات الطويلة الماضية.

فالفساد هو عنوان المخاطر التي لا تقل خطورة، عن الحرب والارهاب، وهو نقطة الانهيار، التي ادت في الاساس الى كل ما حدث لليمن من حروب وصراعات وخلافات، وانهيارات البنية التحتية وغياب التنمية، ومجاعة باتت تضرب الشعب اليمن شمالا وجنوباً.

ولم يحس المواطن يوماً، بان تغير المراحل، قد اظهر حسن نوايا في محاربة الفساد، وقطع دابره، باعتباره داء الداء التي اصابت كل مفاصل الدولة اليمنية الموحدة، او المشاريع الحالية التي تتحدث عن دولة إتحادية.

 

الفساد يساوي بين الانقلابيين والشرعية: 

تختلف الشرعية عن الانقلابيين، في كثير في الامور، إلا ان هناك قاسم مشترك يجمعهما الاثنين في بوتقة واحدة، عبر ” الفساد”، فالفاسدين الذين عملوا مع المخلوع صالح، انقسموا الى جزئين، واحدا منهم بقي للفساد والافساد مع المخلوع صالح والحوثيين، والجزء الثاتي ذهب مع ” هادي ” للفساد والافساد تحت مظلة الشرعية.

وبهذا يساوي الفساد بين الانقلابيين والشرعية، في الاضرار بالوطن، ومصالح الشعب التي لم تكن يوما مقدمة من قبل المسؤولين والحكام على مصلحة الولاءات والمصالح الشخصية وبناء وتنمية الثروات الغير مشروعة.

 

الفساد.. خطراً على المكتسبات والانتصارات الوطنية:

مثلما كان الفساد تاريخياً هو سر وسبب المعاناة في اليمن، ها هو اليوم يمثل نقطة الانهيار والانتكاس للمكاسب الوطنية والانتصارات التي تحققت، خاصة في المحافظات الجنوبية المحررة،والتي لا تزال لم تتحرر من شخصيات فاسدة انتقلت من نظام المخلوع صالح والاحزاب اليمنية الفاسدة، للعمل تحت مظلة الشرعية والرئيس عبدربه منصور هادي.

والاخطر من ذلك، ان الفساد مورس اثناء الحرب، وداخل جبهات القتال، من خلال نهب الاسلحة التي يرسلها التحالف العربي دعما للجبهات من اجل مواجهة مليشيات الانقلاب الحوثي وحليفهم صالح، بل نهبت اموال من قبل فاسدين وقيادات عسكرية داخل الجبهات، كانت مخصصة لدعم المقاتلين وتوفير احتياجات الجبهات.

ويشكل الفساد من ناحية اخرى، معضلة في المحافظات الجنوبية المحررة، اضافة الى محافظة مأرب الشمالية، والتي تقع سيطرة الحكومة الشرعية، اما المليشيات الحوثية، فقد افسدت ماليا واخلاقيا، حتى صار القتال في كل شارع ومنزل، وباتت الدماء انهارا تجري في المدن والشعاب والدويان، اضافة الى فسادها المالي الذي اوصل البنك المركزي الى الافلاس وعجزه عن دفع رواتب موظفي الدولة.

 

الحديث عن فساد الشرعية اولوية باعتبارها الجهة المنقذة للشعب:

وبعديا عن الحديث عن مليشيات الانقلاب، التي عاثت الفساد والافساد بامتياز، الا ان الحديث عن فساد الشرعية باعتبارها الجهة المنقذة للشعب، والجهة التي تمثل الشعب، يعد حديثا مهماً، لكشف الاختلالات التي تضرب المكتسبات الوطنية والانتصارات، وتقتل آخر أمل للشعب في بناء دولة حقيقة قادرة على توطيد علاقتها بشعبها، باي شكل كانت تلك الدولة.

فالشرعية التي كان من المفترض ان تكون نظيفة، وتبدي حسن نوايا للشعب، وتكسب بقية الحواضن الشعبية التي تقف مع المليشيات الانقلابية، باتت تمارس الفساد، وتتعامل مع مافيات الافساد بكل اريحية وتسهل للفاسدين كل مهماتهم في ترسيخ الفساد، خاصة في العاصمة عدن، والتي وصل فيها الفساد وايادي المافيا الى استخدام خدمات الناس، لتعذيبهم، والتنكيل بمعيشتهم، زيادة لما عاشوه من اهوال ومآسي الحرب، حينما كان هؤلاء الفاسدين مختبئون في جحور الغرف وفنادق خمسة نجوم.

فالفساد اليوم، يشكل معضلة امام خط السير للشرعية، وتحقيقها انتصارات اضافية، فضلا عن كونه ينهك الانتصارات التي تحققت في الجنوب ومأرب، بفضل تضحيات الشهداء والجرحى والمواطنين عامة.

ولا يمكن للفساد أن يكون الا أداة مدمرة، لكن المصيبة، ان يكون هذا الفساد رسمياً من قبل الحكومة المرتبطة بمافيات التهريب والاحتكار المستخدة ضد الشعب ومصالحه، في الوقت الذي يجب ان ترسخ الشرعية علاقتها وثقتها بالشعب الذي انتصر لها، ووضع لها مكانة كبيرة، واعاد لها اعتبارها، بعد ان سقطت مكانتها واعتباراتها، تحت اقدام وبيادات مليشيات الانقلاب الحوثية وحليفهم المخلوع صالح.

 

 

التغيير كمخرج للشرعية من الفساد والافساد: 

يعد التغيير، أداة وحيدة، لتغيير ملامح اي دولة، ومحاربة اي ظواهر سلبية، بينها واهمها ” الفساد والفاسدين”، وما لم يحدث التغيير للفاسدين، وبكل قوة، فإن الفساد سينخر كل شيء، ويسير بالامور الى كوارث جديدة.

كما يعد الفساد اكثر الميعقات امام اي تحركات وطنية، من قبل القيادات الجديدة، لصنع التغيير، وترسيخ القيم الوطنية، واعادة خدمات الشعب.

وما لم يشرف الرئيس هادي شخصياً، على اجراء ومحاربة الفساد، فسيكون في موقف ضعيف، وركيك، بفعل الفساد الذي يستخدم الرئيس هادي مظلة، لتكرار سيناريوهات الفساد وارتكاب معاناة جديدة بحق الشعب، إذ يجب على الرئيس هادي ان يكون جادا في محاربة الفساد وقطع دابره، لكي يوطد علاقته بالشعب، ويمنع اي تكرار لمآسي الانهيارات التي ضربت اركان الدولة ومرافقها، ولكي تعود ثروات الشعب اليه والى تنميته وتحسين خدماته، وتوفير لقمة عيش كريمة، ونهضته، وفاء لهذا الشعب وما قدمه في سبيل الدفاع عن الارض والعرض، واركان الدولة، التي كانت على وشك الالتهام من قبل مليشيات الانقلاب والمخلوع صالح.

 

 

 

أخبار ذات صله