fbpx
عدن حصاد العام 2016  ماذا تحقق  ؟ وماذا بقي ؟
شارك الخبر

 

 

يافع نيوز – تقرير خاص

بعد ان غادرت عام 2015 منهكة بجراح الحرب، التي خلفتها مليشيات الحوثي وصالح عليها وعلى المحافظات المجاورة، استعادت العاصمة عدن عافيتها في العام 2016، وتجاوزت الكثير من المعوقات والصعوبات التي خلفتها الحرب، واولها انهيار الأجهزة الأمنية وقطاع الخدمات .

جهود كبيرة بٌذلت خلال العام 2016 من السلطات المحلية وبدعم من قبل الاشقاء في التحالف العربي، تمكنت خلالها العاصمة عدن من تجاوز مرحلة الخطر وبدأت في التعافي تدريجياً وعلى كافة الأصعدة .

مع نهاية 2015 وبداية العام 2016 شهدت العاصمة عدن انفلات أمني غير مسبوق، استغلته وسائل اعلام محلية وعربية لتظهر فشل الشرعية والتحالف في عدن، وعجزها عن تثبيت الأمن والاستقرار، وهو الامر الذي كان شكل هاجس كبير لدى السكان في عدن والمحافظات المجاورة من فقدان السيطرة على كامل عدن وسيطرت الجماعات المسلحة عليها، في ظل عدم وجود أجهزة امنية في تلك المرحلة .

الملف الأمني أولوية :

إلا ان السلطة المحلية المعينة حديثاً متمثلة باللواء عيدروس الزبيدي محافظ المحافظة واللواء شلال علي شائع مدير الأمن، وبدعم ورعاية من  دول التحالف العربي وعلى رأسها الامارات ، وضعوا الملف الأمني على رأس اولويتهم، لمنع انزلاق عدن في الفوضى وإعلان الجماعات المسلحة السيطرة عليها .

وخلال الأيام الأولى لتولي قيادة محافظة عدن المسؤولية تعرضوا لعدد من محاولات الاغتيال، وفشلت جميعها، وكانت الجماعات المسلحة تهدف الى اثارة الرعب في المدينة، من خلال استهداف القيادات، ولا سيما بعد عملية اغتيال الشهيد اللواء جعفر محمد سعد محافظ عدن السابق نهاية العام 2015 .

السيطرة على المرافق الحيوية بينها ميناء عدن

خلفت الحرب التي فرضتها مليشيات الحوثي وصالح على عدن، فراغ امني كبير، وهو ما تسبب في سيطرة جماعات مسلحة على عدد من المرافق الحكومية، مستغله ذلك الفراغ، وكان من ابرز هذا المرافق ميناء عدن، لذلك سعت السلطة المحلية وقوات الامن الى استعادة هذه المؤسسات من قبضة الجماعات المسلحة وكان اول عمل تقوم به هو إعادة السيطرة على مدينتي التواهي والمعلا بشكل كامل، بما في ذلك مبنى السلطة المحلية، وانتقلت عقب ذلك الى السيطرة على ميناء عدن، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجماعات المسلحة وقوات الأمن، لتتمكن بعدها قوات الامن من فرض سيطرتها على كامل الميناء، بعد طرد الجماعات المسلحة .

كان ذلك في بداية شهر يناير من العام 2016، حيث قام الرئيس هادي بعد تحقيق ذلك الإنجاز بزيارة تاريخية الى ميناء عدن بتاريخ 5 يناير 2016 ، وكان للزيارة اثر كبير لدى المواطنين في عدن من خلال تطمينهم ان عدن في طريقها للتعافي، وذلك من خلال سيطرة الأجهزة الأمنية على كافة المرافق الحكومية .

معركة مديرية المنصورة :

بعد تحرير الميناء وسيطرت قوات الامن على مديرية التواهي والمعلا وخور مكسر، ظلت مديرية المنصورة تشكل هاجس امني، بسبب انتشار الجماعات المسلحة فيها، وازدياد عمليات الاغتيال لعدد من الشخصيات والظباط، واستخدامها وكر للجماعات المسلحة لاستهداف المواكب الرسمية، وقوات التحالف التي تمر في الطريق الواصل بين كالتكس و مديرية البريقا، حتى تحولت المدينة الى مدينة رعب بسبب انتشار الجماعات المسلحة فيها وازدياد عمليات الاغتيالات التي كانت شبه يوميه .

فشلت كل الوساطات التي أرسلتها السلطات المحلية والأمنية في عدن لإخراج الجماعات المسلحة بشكل سلمي من المدينة، حيث رفضت هذه الجماعات كل الوساطات، وأعلنت تحديها للدولة، واستمر هذا الوضع حتى شهر بداية شهر مارس 2016، حيث شنت قوات الامن بدعم من طائرات التحالف العربي، هجوم شرس على مواقع الجماعات المسلحة، وقصفت مبنى السلطة المحلية في منطقة حاشد، وتمكنت خلال يوم من المعارك من نشر قواتها في كافة ارجاء المنصورة، بعد هروب الجماعات المسلحة واعتقال عدد كبير منهم .

ظهور مفاجأ لقوات الحزام الأمني :

انتشرت بشكل مفاجأ في كل شوارع المنصورة وعلى مداخل عدن خلال شهر مارس 2016 قوة نوعية اطلق عليها ” الحزام الأمني ” زتشرف عليها وبشكل مباشر دولة الامارات، حيث انتشرت هذه القوات في كافة شوارع المنصورة ونصبت النقاط، لتتوسع تدريجياً وتسيطر على مدخل عدن الشرق والشمالي، وتنهي اشهر من الانفلات الأمني في المديرية، وتعود الأوضاع الى طبيعتها في المنصورة والمناطق المجاورة.

تجربة الحزام الأمني كانت عامل اطمئنان للمواطنين في عدن، بعد نجاحها وخلال وقت قصير من تأمين المنصورة واعتقال عشرات الخلايا النائمة، واكتشاف العديد من مخازن المتفجرات والعبوات الناسفة، حيث ساعد نجاح هذه القوات في مديرية المنصورة لتعميم التجربة الى مدينة الحوطة التي هربت اليها الجماعات المسلحة من المنصورة، وهم ما تم بالفعل حيث تمكنت قوات الحزام الأمني من السيطرة على مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، وتنشر عدد من النقاط الأمنية من مثلث العند وحتى مداخل عدن وشوارع المنصورة، وهو ما كان له الأثر الكبير في الحد من تحركات الجماعات المسلحة، ومداهمة عناصرها في منازلهم واوكارهم والقبض على العشرات منهم .

هذه الجهود التي بذلتها السلطات المحلية والأمنية بدعم مباشر من قبل قوات التحالف أسهمت الى حد كبير في حدوث استقرار امني كبير واخرج عدن من دائرة خطر سيطرة الجماعات المسلحة، على الرغم من حدث عمليات إرهابية راح ضحيتها العشرات من أبناء المحافظات الجنوبية، إلا ان تلك العمليات تبقى محدودة، مقارنة مع ما كانت عليه الأوضاع في العاصمة خلال العام 2015 .

ملف الخدمات واستغلاله سياسياً :

ملف الخدمات من ابرز الصعوبات والتحديات التي واجهتها السلطة المحلية في العاصمة عدن، وذلك بسبب استغلال ذلك الملف من قبل “الدولة العميقة ” وبعض الأحزاب السياسية والشخصيات المرتبطة بها، وذلك بهدف افشال قيادة السلطة المحلية، من خلال اظهارها بالعاجزه والفاشلة عن تقديم أي حلول لهذه المشكلة .

كانت مشكلة الكهرباء هي اكثر المشاكل التي واجهت السلطات المحلية في عدن، ولا سيما بعد بداية صيف 2016 في شهر مايو، حيث تعد الكهرباء في عدن مشكلة مزمنة ومتراكمة زاد من تفاقمها الحرب الأخيرة، وعلى الرغم من الجهود التي بذلت من قبل دولة الامارات لحل هذه المشكلة، الا انها ظلت الهاجس الأول للمواطن في عدن .

لم تكن مشكلة مولدات الكهرباء هي السبب في هذه الازمة، بل ظهرت أسباب أخرى، ابرزها احتكار ملف توريد النفط من قبل شركة معينة، كانت تسبب بشكل رئيسي في حدوث الازمات والانقطاعات المتكررة، مما جعل السلطات في عدن تتهم هذه الشركات بتعمد حدوث الازمة .

تفاقمت مشكلة الكهرباء وزادت الانقطاعات، وظل المواطن يدفع ثمن خلافات سياسية، في عز صيف 2016 ومع ذلك، حدث صمود اسطوري لمواطنين رغم الدعوات لإحداث فوضى في عدن من قبل وسائل إعلامية تتبع أحزاب سياسية يمنية .

يحسب للمواطن في عدن خلال عام 2016 صموده، وتحمله المعاناة لإدراكه بحجم المخاطر التي تعانيها عدن، وهذا كان اهم أسباب تجاوز ازمة الكهرباء .

كانت هذه ابرز التحديات مع بروز مشاكل أخرى أهمها انعدام السيولة وعدم قدرة مكاتب البريد على صرف الرواتب، بالإضافة الى عدم بداء الحكومة بعملية إعادة الاعمار وتعويض المتضررين .

دور محوري لدول التحالف خلال عام 2016

لعبت دول التحالف العربي دوراً هاماً في عملية تطبيع الحياة، ودعم الجانب الأمني، اذ بذلت الامارات جهود كبيرة سواء ذلك في جانب تأهيل افراد المقاومة ونشرهم في الأجهزة الأمنية، ودعم عملية تطهير عدن ولحج وابين والمكلا من الجماعات المسلحة، او من خلال ما تقوم به هيئة الهلال الأحمر الاماراتي من دعم القطاعات الخدمية في عدن ولا سيما قطاع الصحة والتعليم والكهرباء والماء، اذ كان لهذه الجهود الأثر الكبير في عملية تطبيع لحياة وعودتها الى طبيعتها على كافة الأصعدة .

تطلعات وآمال

تحققت الكثير خلال العام 2016 وبقي المزيد ايضاً ” يافع نيوز ” رصد تطلعات وآمال أبناء عدن للعام الجديد وذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والاستماع اليهم في عدد من الفعاليات، وكان ابرز ما يطرح هو استكمال الجهود لتوحيد الأجهزة الأمنية والعسكرية على أساس وطني، واستكمال دمج المقاومة بالجيش والامن، بالإضافة الى تحسين الخدمات ولا سيما الكهرباء خصوصاً في فصل الصيف، والبحث عن حلول تساهم في توفير رواتب الموظفين بشكل سلسل، بالإضافة الى تفعيل الأجهزة القضائية النيابية كأولوية للعام 2017 .

كما طرح موضوع إعادة الاعمار لا سيما للمرافق الحيوية التي تضررت مثل الفنادق السياحية ومنازل المواطنين، والبداء بتنفيذ مشاريع استراتيجية تساهم في تخفيف البطالة ودوران عجلة الاقتصاد في عدن من جديد .

ابرز الحوادث التي شهدتها عدن خلال العام 2016

* استهداف محيط منزل مدير امن عدن بسيارة مفخخة 17/يناير، وأسفر الحادث الإرهابي عن إستشهاد 11 بينهم 9مواطنين و2من حراسات مدير الامن، كما جرح 10 اخرين.

 

*تفجير بوابة معاشيق 28/يناير ، أسفر عن إستشهاد 15 وجرح 20 من جنود البوابة.

* تفجير انتحاري استهدف نقطة العقبة بمدينة الكريتر العاصة عدن بتاريخ 29 يناير وراح ضحيته مايقارب 10 من جنود النقطة .

*استهداف موكب محافظ عدن ومدير أمنها بالقرب من جولة كالتكس أثناء عودتهم من لقاء التحالف 16/فبراير وأسفر الحادث عن جرح اثنين من حراسات الموكب، فيما تمكنت حراسات الموكب من قتل ثلاثة من المهاجمين.

*تفجير معسكر رأس عباس 17/فبراير

ونجم عنه استشهاد 13وجرح 50 من مجندي المعسكر.

*استهداف موكب المحافظ ومدير الامن في 1/مايو على الطريق بين البريقة والمنصورة ، وأسفر الحادث عن إستشهاد 5 وإصابة 8 من جنود الحراسة .

* القاعدة تهاجم معسكر الصولبان صباح عيد الفطر المبارك وتفشل في السيطرة عليه وتقتل 6 جنود  تاريخ 6 يوليو 2016

*تفجير حي السنافر 29/أغسطس والذي أستهدف مركز تجنيد وأسفر عن إستشهاد 70من طالبي التجند وجرح حوالي 100.

 

*تفجير الصلوبان الاول 10/ديسمبر والذي أسفر عنه استشهاد 53شهيد وجرح حوالي 80مجند.

 

*تفجير الصلوبان الثاني 18/ديسمبر، ونجم عنه استشهاد 51وجرح أكثر من 50

 

تقرير خاص لـ ” يافع نيوز ”

 

 

أخبار ذات صله