fbpx
الرئيس هادي ومأزق الخروج من السفينة

علي بن شنظور

كم هي الكتابات التي تكتب وتخص الرئيس هادي..

حتى بات الكمبيوتر يردد اسمه أكثر من غيره..

 بينما قبل وصوله السلطة في 2011  كانت تمر عليه اشهر دون أن تنشر الصحف خبر أو صورة له…

يقال أن اعلام الرئيس السابق علي صالح كان يمنع عليه ذلك حتى يظل صالح هو المؤثر .

أعود وأقول…رغم أننا اليوم نلقي باللوم على الرئيس هادي في الكثير مما يحصل. وكنتُ واحدا ممن كتب عشرات المقالات نشرت في العديد من الصحف المقروءة والمرئية في عدن ,عن سياسة الشرعية وماهو مطلوب من الرئيس هادي,

.

إلا أنه ينبغي أن لانكون دائماً فقط جهة نقد ….فبرغم كل انتقاداتنا لأخطاء الشرعية ومؤسسة الرئاسة , لابد أن ندرك أن الرئيس هادي اصبح حاوش أو حانبِ باللهجة المحلية, أي واقع في حرج شديد, أو مأزق سموه ما شئتم..

بين أهداف الشرعية اليمنية التي بسببها تدخلت عاصفة الحزم لدعمه عسكرياً. وبين واقع الحال في الشمال الذي يؤكد فشل تحقيق الحسم في تعز وخارج مأرب وبالتالي صعوبة دخولهم صنعاء.. وواقع الحال في الجنوب الذي تحررت محافظاته من قوات تحالف عبدالملك الحوثي وعلي صالح .. ويرفض أغلب أبنائه أن لم نقل معظمهم أي حل غير قيام دولة جنوبية مستقلة.. وأهداف دول التحالف وخاصة المملكة العربية السعودية التي تقود المعركة لمنع خطر إيران في البحر الأحمر وباب المندب وتهديد أمن المملكة…

وبالتالي لن تسمح السعودية بقيام دولة في الشمال تهدد أمنها, حتى وأن اتهم صالح السعودية بدعمها انفصال أو استقلال الجنوب لكنه يعلم أن اتهامه مجرد ضغط منه على السعودية لكسب الشارع الشمالي, وتخويفهم من استقلال الجنوب ,مع أن الوحدة في الواقع قد انتهت كما هو ملاحظ بوجود حكومة في صنعاء وأخرى في عدن وبسبب نتائج حرب 94 وحرب 2015..

 لكن صالح والحوثي يعلمون أن الاعتراف السعودي بدولة الجنوب في مثل هذا الظرف هو تصريح لهم لقيام دولة في صنعاء موالية لإيران كأمر واقع,, وهذا ما يجعل الرئيس هادي والسعودية وصالح والحوثي ينتظرون من يسجل الهدف الأخير في الوقت الضائع أو الدخول في ركلات الترجيح ..

فماذا نتوقع من الرئيس هادي للخروج من مأزق السفينة التي تعوم في البحر وتبحث عن شاطئ الأمان .؟

أعتقد من وجهة نظري قد تكون صحيحه أو لا… أن الحل مازال ممكن لإعادة النظر بمخرجات الحوار بخصوص الجنوب, فهو المخرج الوحيد بإذن الله الذي يحقق الاستقرار للجنوب واليمن والتحالف .

كيف هذا…؟ يعني مخرجات الحوار نصت في ضمانتها التنفيذية وبموافقة الكل.. منهم حركة الحوثي والمؤتمر الشعبي الموالي لصالح , على أن  يستمر الرئيس هادي في الرئاسة وإدارة المرحلة الانتقالية الجديدة حتى يتم انتخاب رئيس خلفاً له وفق الدستور الجديد…(ص292)من وثيقة مؤتمر الحوار الوطني.

والطرف الوحيد الغير موقع على تلك الوثيقة هو الجنوب كطرف ثاني في الحل وليس كفصيل سياسي أو نصف مكون شارك في الحوار مع احترامنا لمن شارك .

وعن طريق ذلك تصبح الكرة اليوم في مرمى الأخوة في صنعاء بما فيهم حزب الإصلاح والشمال ومن هو منهم مع الشرعية .. للدخول في حوار انتقالي ضمن خارطة الحل الجديدة  يحقق السلام للجميع, بين الجنوب و الشمال باعتبارهما. اساس لأي أتفاق. ويكون بذلك الرئيس هادي والمملكة العربية السعودية والتحالف قد أوصلوا السفينة لبر الأمان, ويكون الجنوب واليمن بشكل عام قد خرجوا من مأزق السفينة التي تعوم في البحر منذ سنوات .. مالم فسيستمر الجميع في البحث عن الشاطئ بواسطة طريق بحر صحاري مأرب أو  مينا وادي قاع جهران في ذمار الغير موجود على الأرض..أو عن طريق فتاوي النجف وقم وحوزات أيران..