fbpx
المملكة السعودية والعلاقة مع اليمن والجنوب؟

بقلم : علي بن شنظور

حينما أعلنت دول التحالف العربي تدخلها في اليمن بطلب من الرئيس هادي في مارس 2015 بعد. تجاوز الحوثي وصالح الخطوط الحمرا,بدخول الجنوب للمرة الثانية بالقوة ..كان الشارع الجنوبي حينها قد تفاعل مع دخول عاصفة الحزم لأنها مثلت قوة منع لاطالة امد الحرب في الجنوب اوالسيطرة عليه بالقوة …

و كان الاعتقاد لدى البعض, أن العاصفة سوف تؤدي للتعجيل بأنها الصراع وحل الأزمة بالطرق السياسية على قاعدة جديدة ظل يرددها الرئيس هادي منذ توليه السلطة وعقد مؤتمر الحوار .(لاغالب ولا مغلوب ولا ظالم ولامظلوم ويمن جديد
لا الجنوب جنوب ولا الشمال شمال ).ولكن الظاهر حتى اليوم أننا نسير في هذا الاتجاةولكن بالعكس…. الخوف من (يمن جديد لا الشمال شمال ولا الجنوب جنوب)…!
فالشرعية لم تستطع العودة للشمال وإسقاط الحوثي وصالح من السلطة بالقوة,
والترتيبات الأخيرة في صنعاء تشير إلى صعوبة دخول صنعاء ,بل ربما خسران الشرعية لبعض مافي يدها في حدود مأرب
إذا ظلت تعتمد على نفس آليات العمل والوجوه…

بينما صالح والحوثي وأن حالوا الدفع بقواتهم للعودة لمناطق خرجوا منها خاصة باتجاه الجنوب..فلن يكون لهم سيطرة على الجنوب بعد تحرره,إلا إذا كانوا يعيشون في أبراج أو سراديب لاترى الواقع ولا تعمل حساب لمزيد من سفك الدماء دون هدف شرعي, فهذا يعني بقاء الخطر, والله يعين اليمن والجنوب على مزيد من الدمار والخراب …لكن في كل الأحوال إذا قامت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بتبني اليات عمل جديدة للبناء وإعادة الإعمار وبناء الجيش والأمن على أسس قوية بالتنسيق مع الشرعية والحراك والمقاومة الجنوبية
فسيصبح من الصعوبة عودة اي خطر على الجنوب …

الخلاصة ..

المملكة العربية السعودية تخشى من سيطرة حركة انصار الحوثي بشكل خاص أكثر من خشيتها من صالح كرجل باحث عن سلطه ونفوذ سياسى وليس نفوذ عقائدي ثوري..
خاصة وأن صالح يردد في معظم خطاباته استعدداده للحوار مع السعودية ,غير أن السعودية لم تلتفت له لانه تنكر لدورها في مساعدته ودعمه الكبير عام 2011م فلم تعد تثق باتفاق معه..

وتخش المملكة السعودية كما هو واضح من المواقف. من حركة الحوثي بحكم انتماء الحوثي العقائدي وعلاقته التي باتت واضحة مع دول محور إيران باتباعه نفس طريقة الثورة الإيرانية في الاداء والشعار الثوري, ونفس اسلوب حسن نصرالله والخطب المنبرية والبناء الحزبي في لبنان. وهذا مايزعج السعودية والخليج في إن يؤسس دولة في الشمال موالية لإيران ,
تهدد أمن المملكة والخليج , ولاتخش السعودية من الحوثيين كحركة سياسية ومذهب زيدي ظل أبنائه يرتبطون بعلاقات قوية مع السعودية حتى في عهد الإمام يحي وبعد سقوط الإمام البدر وتوجههم للسعودية ودعم السعودية لهم بعد انتصار ثورة 26 سبتمبر ضد بيت حميد الدين عام 62م حتى تمت المصالحة بينهم عام 1970..
أما فيما يخص الجنوب..
فإن علاقات السعودية مع الجنوب هي علاقات قوية مع السلاطين والتجار رغم ماصاحب فترة حكم الحزب الاشتراكي للجنوب من عداء.
وتعززت العلاقة عبر ماتحقق في هذه المرحلة الهامة..
غير أن اختلاف أهداف التحالف مع أهداف حل قضية شعب ألجنوب, وعدم وضع أسس لعلاقة مبنية على الشراكة الوطنية في إدارة مؤسسات الجنوب, واستيعاب القوى الجنوبية الفاعلة في الميدان السياسي والعسكري, ووضع تصور للقضية الجنوبية علىقاعدة المصالح المشتركة وليس التبعية المطلقة للشرعية, وأن الجنوب ليس فرع من الشمال يجب أن ينتظر حسم الوضع في صنعاء…
.بل صاحب قضية معروفة تتطلب الحل حتى يتحقق السلام في اليمن بما لايتعارض مع أهداف الجميع او يسقط أهداف شعب الجنوب المشروعة..كل هذه المسائل تتطلب وضع حل..والحل ممكن وسهل, إذا توفرت الرغبة بعيداً عن الاستقطاب لأحزاب أوجماعات أوالولإ المؤقت الذي لايحقق النجاح للجنوب واليمن والخليج بشكل عام في قادم الأيام ,
خاصة إذا تبدلت المواقف الدولية من الحرب في اليمن.
وماجرى في حلب ليس عنا ببعيد…..فحينها قد تفقد السعودية ملف الجنوب واليمن كما هو في العراق وسوريا..

والله من وراء القصد
17/ديسمبر 2012
علي بن شنظور …ابوخالد