fbpx
مصر واليمن توحدت الوسائل التي تستهدف الشعب

بقلم :بسام فاضل
هل انتقلت عدوى المفخخات والاغتيالات من عدن الى مصر .
هل أكون مخطى أن عقدت مقارنة بين وسائل أجهاض الثورة والقوى الرجعية الناشئة  في كلاً من مصر واليمن الجنوبي تحديدا كموطن لهذا التشابه الكبير في ما يتم أتباعه  من تبدل أدوار ووسائل الادوات التي تتعامل مع الوضع هناك  ومحاولات ترويع الآمنين والانتقام من الشعب الذي خذل الجماعات الإرهابية وحرمها من التربع على عرش السيطرة السلطوية  .
هذه مقدمة كتبتها قبل حادثي الجيزة والعباسية في مصر ومعسكر الصولبان في عدن وأردت أن أشير إلى أن مصر مقبلة على صفحة دامية من مسلسل انتقامي وإرهابي تقوده هذه الجماعات وتعمل على ترشيد خسائرها في ساحة المواجهات في قلب سيناء حيث بور هذه التكتلات التي تحاصرها قوات الجيش والأمن ,حيث أنها لجئت مؤخراُ إلى وسائل الاغتيالات والتفجيرات عن طريق العبوات الناسفة والسيارات والمؤترات المفخخة .
أكثر من أربعين عبوة ناسفة وثلاثة مؤترات نارية تم اكتشافها وتفكيك المتفجرات التي تحويها في سيناء  ترافقت مع تنفيذ عمليات نوعية وصلت إلى داخل العاصمة القاهرة نفسها طالت كبار الشخصيات القيادية .
فيما شهد اليمن الجنوبي أعنف الهجمات الإرهابية في الوطن العربي والشرق الاوسط في عدن وحضرموت ولحج وابين , ما بين المفخخة بالعبوات الناسفة والسيارات والأحزمة ناهيك عن الاغتيالات التي سئم عن تتبعها, كان نصيب عدن وحدها أكثر من تسع عمليات نوعية كبيرة نفذت بدقة وعناية عدى عن الحادثات المتوسطة والخفيفة التي بلغت العشرات وقد خلفت مئات الشهداء وآلاف الجرحى  .
على ما يبدو أن مد الربيع العربي تشكل أمتداد لمحور الشر القديم بعد أن تم أحباطه من قبل القوى التقليدية في الجيش والإسلاميين بأختراقه بعيداً عن هدفة الذي يريده الشعب فدار تسابق محموم بمخاطر استطاعت قوة الجيش المؤتلفة أن ترجع بثورة الشباب الى أخف الأضرار وخروج الإسلاميين ،فيما نجح الإسلاميين في اليمن في احتواء الجزء الأكبر من النظام والجيش مهد للحرب الضروس التي تشهدها اليمن وشكل بالنسبة لها فشل ذريع في رأب الصدع لمصلحتها والسيطرة الفعلية على الجنوب .
الجنوب الذي تريد له أن يتحول إلى رديف للشمال اليمني قابل للانقسام والتفرقة وخلق حالة من الإرباك وعدم الثقة تقوده إلى التناحر بين قواه الوحدوية البسيطة والمحدودة الخارجة من جلباب صنعاء وتشظي قواه الثورية الراديكاليه و الليبرالية التي تتخبط لانتزاع اعتراف بحدود ضيقة من الرئيس هادي المعترف بشرعيته .
هادي الذي عمد تحالفه معها دون أن يجتهد لأقناع الأطراف الإقليمية الراعية للمبادرة الخليجية والتحالف العربي والقوى الدولية المناصرة له أقناعها بأهمية ان يستتب أمن الجنوب بالاعتراف بقيام الدولة الشطرية  والعودة الى ما قبل العام 90م يوم توحدت دولتا الشمال والجنوب اليمنيتين .
مصر في محاولتها للاستقرار وعدم ترك الفرصة للتشظي كانت تعلم أن هناك من يترصدها منذ زمن ويحاول الإيقاع بالجيش والشعب في مصادمات عنيفة لذا قررت التضحية بالرئيس السابق مبارك وخلفه مرسي غير أن الإيقال والتعنت المفرط لبعض دوائر الحزب الوطني أسهم في أنزواء جماعات متطرفة لاشك أنها خرجت من أوردة الاسلاميين الإخوانية الى جادة العنف المبرمج .
ومن الواضح أن هذا العنف قد أوجد له منافذ أستطاع أن يترابط مع الأسلاف في كثير من الدول أو أخذ في طريقه إلى تشكل التحالف الارهابي العميق .