fbpx
تصاعد التوتر في جنوب اليمن قبل يوم من الاستحقاق الرئاسي
شارك الخبر
تصاعد التوتر في جنوب اليمن قبل يوم من الاستحقاق الرئاسي

يافع نيوز – أ  ف ب

تصاعد التوتر في جنوب اليمن قبل يوم من الاستحقاق الرئاسي

تصاعدت حدة التوتر بشكل ملحوظ في جنوب اليمن عشية الانتخابات الرئاسية المبكرة التي تنظم الثلاثاء والتي يرفضها الانفصاليون الذين دعوا الى عصيان مدني في يوم الانتخابات، بحسب مصادر امنية وشهود عيان.

وفي محافظة الضالع الجنوبية معقل الحراك الجنوبي الذي دعا الى مقاطعة الانتخابات حاول متظاهرون اقتحام حاجز للجيش.

وتدخل الجيش لتفريق مئات المتظاهرين الذين رددوا هتافات معادية للانتخابات الرئاسية ما ادى الى اصابة سبعة منهم بجروح، على ما صرح ناشط في الحراك الجنوبي لفرانس برس رافضا الكشف عن اسمه.

 في سيئون شرقا قتل متظاهر برصاص جنود كانوا يحرسون مكتبا انتخابيا في اثناء مسيرة جرت بدعوة من الحراك الجنوبي، بحسب مصدر امني.وعلى الاثر اطلق متظاهرون مسلحون النار على الجنود ما ادى الى مقتل احدهم واصابة اخر بجروح، بحسب مصدر عسكري.

في المكلا في المنطقة نفسها اصيب خمسة متظاهرين بجروح في ظروف مشابهة بحسب ناشطين جنوبيين.

وقد نفذت السلطات ليل الاحد وصباح الاثنين حملة اعتقالات شملت مسلحين ينتمون الى الجناح المتشدد في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال والعودة الى دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى العام 1990، حسبما أفاد مصدر امني لوكالة فرانس برس.

وقال المصدر في عدن، كبرى مدن الجنوب، لفرانس برس ان الاعتقالات “استهدفت مجاميع مسلحة تابعة للحراك الجنوبي تحاول منع المواطنين المشاركة في الانتخابات بقوة السلاح”.

واضاف “ان هذه العناصر حاولت زرع الخوف في نفوس المواطنين من خلال اطلاق شائعات بان يوم 21 شباط/فبراير سيشهد اعمال عنف. هذا كلام غير صحيح ونحن نطمئن سكان عدن بأن الامور تحت السيطرة تماما وان اللجنة الامنية قد حسمت امرها في عدم وجود أي عراقيل تواجه الانتخابات”.
واندلعت مواجهات بالاسلحة الرشاشة الاثنين بين قوات الامن ومسلحين من الحراك في حي المنصورة في عدن، بحسبما اعلن شهود عيان.ويتفق الحراك الجنوبي على الدعوة لمقاطعة الانتخابات الا ان التيار المتشدد بزعامة نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض تعهد بمنع الانتخابات ودعا الى تجمع كبير بعد ظهر الاثنين في عدن والى عصيان مدني الثلاثاء في المحافظات الجنوبية.

الا ان القيادي البارز في التيار المتشدد من الحراك الجنوبي قاسم عسكر اكد ان الحراك حركة سلمية ترفض العنف.

وقال لوكالة فرانس برس “نحن نرفض كل اشكال العنف وننفي نفيا قاطعا لجوءنا الى العنف. لم ولن يتجه الحراك الى العنف”.

الا ان عسكر اكد ان انصار الحراك “يرفضون الانتخابات ويقاومونها بالوسائل السلمية”.

وعن وسائل منع الانتخابات، قال عسكر “سننظم غدا الثلاثاء عصيانا مدنيا ومسيرات الى مراكز الاقتراع لمنع وصول الصناديق واللجان”.

كما شدد على ان قضية الجنوبيين هي “استعادة الاستقلال والتحرر من الاحتلال الشمالي” مؤكدا رفض اي حوار الا على هذه الاسس.

وعن كون الرئيس اليمني التوافقي المقبل عبد ربه منصور هادي جنوبيا يدعو الى الحوار من اجل حل القضية الجنوبية، قال عسكر ان هادي “لا يمثل شعب الجنوب”.

واقر عسكر بوجود اختلافات في الرؤى بين مكونات الحراك مشيرا الى ان “بعض الزملاء اختاروا الفدرالية لكن الشعب ليس معهم ونحن نريد الاستقلال”.

من جهتها، اكدت قوى الامن عزمها التصدي لمحاولات عرقلة عمليات الاقتراع.

وقال مدير امن عدن العميد غازي احمد علي لوكالة فرانس برس “كل من يحاول قطع الطريق سيتم ايقافه وملاحقته قضائيا …لا يحق لاي شخص ان يمنع التصويت”.

واضاف “نحن نحترم من يقاطع الانتخابات لكن لا يمكن السكوت عن اي كان يحاول عرقلة العملية الانتخابية”.

وكان ناشطون انفصاليون افادوا ان الشرطة اوقفت 19 شخصا في الحراك الجنوبي مساء الاحد عند نقطة تفتيش في المدخل الشمالي لمدينة عدن.

واطلق مسلحون ينتمون الى الحراك الجنوبي قذيفة ار بي جي منتصف ليل الاحد على مقر اللجنة الانتخابية في حي خور مكسر بعدن دون ان يسفر ذلك عن اصابات وفقا للمصدر الامني.

وقال احد انصار هذا التيار المتشدد في الحراك لوكالة فرانس برس “الثلاثاء نحن على موعد مع عصيان مدني وسنعمل على قطع الشوارع والطرق التي تربط مديريات عدن واعاقة حركة المواصلات تماما لان هذه الانتخابات تعتبر استفتاء على الوحدة واذا مرت يعني ان الجنوب سيظل مربوطا بالشمال”.

ووضع انصار الحراك الجنوبي لافتات فوق جدارن المنازل خصوصا في احياء المنصورة والمعلا في عدن كتب عليها “مشاركة في الانتخابات تدل على موافقتك على سفك دماء الجنوبيين” و”مشاركتك في الانتخابات شرعنة لاحتلال الجنوب” و”لا للانتخابات”.

وفي محافظة الضالع التي تعد ابرز معاقل الحراك الجنوبي، اجبر مسلحو الحراك الجنوبي اللجنة الاشرافية للانتخابات على نقل مقرها الى خارج عاصمة المحافظة نتيجة الاعتداءات المتكررة عليها وبعد سقوط قتيلين مطلع الاسبوع الماضي.

وقال مصدر أمني في محافظة لحج الجنوبية التي تعد المعقل الثاني للحراك الانفصالي ان لجان الانتخابات “منعت من توزيع صناديق الاقتراع في معظم بلدات المحافظة وانحصر تواجدها في عاصمة المحافظة وبلدات اخرى قريبه منها”.

اما في محافظة شبوة الجنوبية فقد أكد رئيس اللجنة الاشرافية للانتخابات في حديث لفرانس برس ان “التحدي الذي يواجة هذا العمل الديمقراطي هو انتشار مجاميع من الحراك الجنوبي في الطرقات المؤدية الى البلدات” مقللا من قدرتهم الفعلية على افشال الانتخابات.

واكد وصول صناديق الاقتراع إلى معظم البلدات ان بواسطة وجهاء من ابناء المحافظة واخرى عبر اللجنة الامنية.

وقد عززت القوات الحكومية انتشارها في عدن مع وصول عشرات المركبات والمدرعات وحاملات الجنود القادمة من صنعاء بحسب مصادر امنية وشهود عيان.

وأكدت المصادر الامنية نفسها ان لجنة عسكرية وأمنية شكلت بقيادة رئيس هيئة الاركان العامة في الجيش اليمني اللواء الركن احمد الاشول وعضوية مدراء المؤسسات الامنية والعسكرية في عدن، وذلك للتأكد من حسن سير الانتخابات في الجنوب.

واشارت المصادر الى ان القوات العسكرية ستكثف من انتشارها عشية الانتخابات.

من جانبه ودعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اليمنيين الاثنين الى التصويت الثلاثاء لصالح عبد ربه منصور هادي رئيسا للجمهورية “من أجل الانتقال السلمي والسلس للسلطة”.

وقال صالح الموجود حاليا في الولايات المتحدة “ادعوكم مجددا للمشاركة الفاعلة في هذا الاستحقاق الديمقراطي والتوجه جميعا ناخبين وناخبات إلى صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتكم لانتخاب الأخ عبد ربه منصور هادي رئيسا للجمهورية (…) من أجل الانتقال السلمي والسلس للسلطة لإخراج بلادنا الطيبة وشعبنا الصامد الأبي من الأزمة الخانقة والمريرة التي استمرت عاما كاملا”.

وهادي هو المرشح الوحيد الى الانتخابات الرئاسية بموجب اتفاق وقع مع صالح في تشرين الثاني/نوفمبر بعد عشرة اشهر من التظاهرات الشعبية وتحت ضغط دولي كبير.

أخبار ذات صله