fbpx
النخب الجنوبية هي المؤهلة لقيادة شعب الجنوب نحو فك الآرتباط / الدكتور محمد علي السقاف
شارك الخبر

النخب الجنوبية هي المؤهلة لقيادة شعب الجنوب نحو فك الآر تباط

بقلم/ الدكتور محمد علي السقاف

في نهاية ندائي الموجه في25 سبتمبر الماضي للقياديين باعوم والبيض اختتمته بالقول( انه بالرغم من مكانتهما الشعبية فأن الشعب ألجنوبي بما لديه من قدرات بشرية وقيادات في الظل ذات الخبرة قادر علي العثور علي بدائل اخري) والسؤال المطروح الان لماذا يتحتم علينا ايجاد بدائل اخري وماهي هذه البدائل؟
• اولا- حتمية ايجاد البدائل( مرحليا) على الاقل

بناءا علي دعوة كريمة كان قد وجهها لي الدكتور المعطري في مطلع عام2008 ألقيت كلمة امام جماهير ابناء الضالع وأجبت فيها علي سؤال عن رأي في عودة قيادات الخارج؟؟ أجبتهم بصراحة انهم هم مصدر( الأزمة ) التي نعيشها
فكيف بمكن لنا ان نطلب عودتهم من جديد ليخلقوالنا مشاكل اكبر؟؟ وما أدهشني تصفيق المواطنين بحرارة علي تلك الاجابة العفوية .
الجنوب منقسم الان بتوجهين رئيسين:- تيار المطالبين بفك الارتباط ويتمتع هذا المطلب بشعبية كاسحة وتيار المنادين بالفيدرالية وله بعض الانصار في الجنوب في اطار التيار الاول ألقياديين البارزين فيهما هما الزعيم حسن باعوم والرئيس علي سالم البيض وفي التيار الثاني القياديين البارزين هما الرئيس علي ناصر محمد والرئس حيدر العطاس في كلا المجموعتين في حال انتصار اي منهما دون الاخر ففي النهاية سيكون الحزب الاشتراكي هو المنتصر بمعني اخر العقلية والثقافة السائدة في الحزب الاشتراكي ستكون هي السائدة بعودة غير رسمية لنظام الحزب ألواحد والتعدد هنا فقط في اسماء القيادات العليا والوسطية بينما العقلية والثقافة توحدهم فأذن سيطرة الحزب الواحدعلي الجنوب في ظل دولته السابقة يسعي من جديد السيطرة علي الجنوب ويلقي في هذا التوجه بدعم مادي وسياسي من طرفين اقليميين لاعلاقة لهما بالديمقراطية والحريات سواء علي مستوي تياري فك الارتباط او علي مستوي المنادين بالفيدرالية أليس غريبا هذا الامر الن يعطي ذالك مبررا للأنظمة الديمقراطية في العالم بعدم تأييدنا بسبب ماضي القادة؟؟؟
ان اعادة استنساخ القيادات الشمولية وحرص تواجدها فالسلطة يذكرني بما حدث في فترة التفاوض علي الوحدة. فوفق اول اتفاقية للوحدة الموقعة في القاهرة عام1972 انجزت اللجنة الدستورية المشكلة من النخب الجنوبية والشمالية مشروع دستور الوحدة وتم وضعه علي الرفوف منذ1981 ولم ينفظ عنه الغبار ويقر رسميا الا في اتفاق عدن في 30نوفمبر1989 بعد تداعي الأنظمة الشمولية في اوروباالشرقية وكان من المفترض قبل اعلان قيام دولة الوحدة الاستفتاء علي الدستور والعمل بموجبه بتشكيل الاحزاب في اطار التعددية واجراء انتخابات لمجلس النواب الموحد يتم بعدها اعلان دولة الوحدة ولان الأشتر اكي والمؤتمر خشيا من ظهور احزاب منافسة لهما استبدلا تلك الآلية بالية اخري مناقضة ليحتكرا وحدهما السلطة كحزبين شموليين ماهي الدروس المستفادة من ذلك .
١- ان النخب في الجنوب والشمال استطاعت مبكرا اعداد دستور للوحدة ذات
توجه ديمقراطي
٢- ماعلاقة هذا بالوضع الحالي؟ العلاقة واضحة فالعقلية اوالثقافة الشمولية لايمكن ان تنتج الا مشاريع ارتجالية وتغليب الرأي  الاحادي علي الرأي والرأي الاخر وهذا ماظهرمؤخرا كل من موقف باعوم والبيض اللذان تمسكا بمواعيديهما بالرغم انهما من تيار واحد وهو فك الارتباط .

ثانيا:- البدائل

ما المقصود بالنخب الجنوبية؟ المقصود بها الافراد والجماعات التي لديها قدرا من التأهيل العلمي والمعرفي والثقافي المنتمين لأرض الجنوب( ليس بالمفهوم العرقي)).
ففي جميع الأزمات في الدول الصناعية المتقدمة اوالدول النامية في تشكيل الحكومات يلجؤون الي فئة التكنوقراط كمتخصصين لا يغلب عليهم الطابع السياسي او الحزبي ولأننا في مرحلة أزمة وثورة فنحن في حاجة الي الجمع
بين التكنوقراط والسياسيين المثقفين حتي يحدث توازن اوتمازج بين الاعتبارين
الفني والبعد السياسي وهو ما يذخر به الجنوب بإعداد لا باس بها ومن جهة اخري علي مستوي التكوين يجب افساح نطاق واسع للشباب لسببين اولهماانهم بحكم سنهم لاقوا حظهم من التعليم ولم يتم ادلجتهما بثقافة شمولية يضاف إليهما أساتذة الجامعات والمحامين والنقابيين ٠٠٠ الخ وفي اطار نفس تلك الفئات يجب مراعاة المناصفة في التمًثيل للذكور والإناث وإشراك مغتربينا في المهجر من امريكا وأوروبا وجنوب اسيا والخليج والقرن الافريقي ٠

سيتمثل دور هؤلاء في صياغة البرامج السياسية والمشاريع التشريعية والد ستورية وبلورة افكار اقتصادية٠٠٠ الخ ذالك وطرحهها امام الجماهير الجنوبية لان الانسان المستعد يضحي بحياته من اجل الجنوب يجب ان يعرف اي جنوب يريد واذا استشهد يستشهد وهو مطمأن ان الجنوب ستحكمه قوي ديمقراطية مؤهلة ضامنة له ولافراداسرته دولة القانون والأمن والاستقرار٠

وسيلاحظ هنا ان المهام لن تقتصر علي الوضع الحالي فحسب بل الاعداد أيضاً للمرحلة الانتقالية التي يجب ان تتولاها أطر اف محايدة لم تكن في يوما ما طرفا في اي صراع جنوبي- جنوبي الذي عرفه تاريخ الجنوب المعاصر٠ وقد تحدثت منذ فترة مع من الأصدقاء حول ماذكرته اعلاه والنية في اطلاق كيان جديد للجنوب مفتوح للحوار والمناقشة لإبداء الرأي حوله ولن يكون هدف الكيان الجديد الا بغرض جعل القضية الجنوبية بيد اكفاءحيث لايمكن السماح لمن فشلوا في حماية مصالح شعب الجنوب عند التفاوض من اجل الوحدة ان نتركهم الان التفاوض وحدهم لاستعادة دولة الجنوب والاكرروا نفس كارثة الوحدة وربما بشكل اكبر واخطر.
وانااقول ذالك أؤكد عدم وجود أية عداوة شخصية مع احد بل بالعكس علينا احترام وتقد ير دور القيادات التاريخية بانها نجحت في الحفاظ علي وحدة شعب وأراضي الجنوب فهم نجحوا في أشياء واخفقوافي أشياء اخري فلا تسويدلصفحاتهم التاريخية ولا تبييضها بالكامل فيجب إعطاء كل ذي حق حقه .

القاهرة/ الجمعة5اكتوبر 2012

أخبار ذات صله