fbpx
سلامٌ عليك يا جعفر

(في الذكرى الأولى لاستشهاد الخالد جعفر محمد سعد)

كتب : علي صالح الخلاقي:
عرفت الشهيد جعفر محمد سعد، رحمه الله، منذ مطلع الثمانيات ضابطًا محنكًا واسع الثقافة وعلى خُلق رفيع خلال عمله في وزارة الدفاع – رئاسة الأركان العامة وتسنمه لعدد من المواقع القيادية التي تحملها بمسئولية وكفاءة واقتدار، بشهادة كل من عمل معه وعرفه عن قرب. وبعد حرب اجتياح واحتلال الجنوب 1994م من قبل عصابة نظام صنعاء كان من ضمن القيادات العسكرية الجنوبية التي أقصيت، وغادر وطنه الذي أحبه ومسقط راسه عدن التي هام بها عشقها، وخلال وجوده في الخارج كان من أبرز القيادات التي تصدت لنظام المخلوع ومقارعته بالكلمة من خلال حضوره المميز في المشاركات الإعلامية والنضالية.
وحينما جدد الغزاة عدوانهم على عدن والجنوب لبّى نداء الوطن وعاد إلى الميدان ليتصدر معارك المواجهات ضد جحافل الغزاة وبرزت قدرته القيادية ومهاراته العسكرية في ذلك الظرف الصعب الذي تعرضت فيه عدن والجنوب لأشرس هجمة من تتار العصر الحوثيين وحليفهم المخلوع، وكان أحد صناع النصر، ثم جسد حبه وإخلاصه لوطنه بقبوله مسئولية محافظ محافظة عدن في أصعب ظرف وعمل ليل نهار لاستثمار النصر وتعزيزه بنجاحات مرجوة في معركة البناء، لكن يدر الغدر والإرهاب طالته قبل عام مضى وهو في طريقه إلى عمله..
تغمده الله بواسع رحمته ولروحه السلام والطمأنينة وسيظل خالداً في ذاكرة ووجدان شعبنا..
وفي ذكرى استشهاده أعيد نشر هذه الخاطرة التي كتبتها قبل عام عشية استشهاده بعنوان:

(لن ننساك يا جعفر)

عدن تبكيك يا جعفرْ
ويبكي الريف والبندرْ
بمثلك شعبنا يفخرْ
بطل صنديد يوم الكرْ
في سُوح الوغى والحرْ
كنت الفارس الأجدرْ
كقَسْوَر حينما يزأرْ
لم تُهزم ولم تُقهرْ
ولكن نال منك الغدرْ
فبئساً للذي فكّر
ومن دبّر
وتُبّاً للذي نفّذ
ومن فجّرْ
دم الشهداء لن يُهدرْ
وأنت شهيدنا الأكبرْ
حضورك بيننا أزهرْ
وموتك خلّدك أكثرْ
دمك في الأرض متجذّر
ولن ننساك يا جعفرْ
ولن ننسى الشهيد الحرْ