fbpx
فيروز في مواجهة ولاية الفقيه

د. عيدروس نصر ناصر

 
منعت مليشيات حزب الله أغاني فيروز في حفل تأبين أقامته الجامعة اللبنانية (الحكومية)، وهي خطوة اعتبرت مؤشرا على إعلان حزب اللاه أنه الحاكم والآمر والناهي على المنطقة التي تقع فيها تلك الجامعة الحكومية.
تصرف مليشيات حزب اللاه هذا أثار سخطا واسعا بين أوساط العديد من اللبنانيين غير المعنيين بالتعقيدات السياسية وصراعات القوى السياسية في لبنان، حيث اعتبرها بعض المستطلعة آراؤهم تعديا على مؤسسة أكاديمية حكومية مستقلة عن صراعات الأحزاب والطوائف، لكن المسألة لا تتوقف عند هذا المستوى من المجابهة والتحدي، بل تمتد إلى ما هو أبعد وأعمق من التعدي على مؤسسة أكاديمية إلى التعدي على رمز من رموز لبنان والعالم العربي بمسيحييه ومسلميه ومتدينيه وغير متدينيه.

 
فيروز ليست مجرد مغنيه تأكل عيشها من خلال صوتها وادائها الفني الرائع، بل إنها رمز من رموز المقاومة العربية (الإسلامية بكل طوائفها، والمسيحية بكل ألوانها)، وفي لبنان فيروز هي رمز الوحدة الوطنية والولاء الكامل للبنان ـ كل لبنان ـ ولقضية العرب الأولى في مواجهة المشاريع الصهيونية والإمبريالية في المنطقة، وصورة من صور مواجهة التجزئة والتمييز والتقسيم، بينما حزب الله رمز الطائفية والتفرقة الانقسام الوطني والولاء الكامل للفقيه المقيم في طهران أو قم ومواجهة لبنان باللبنانيين والعرب بالعرب.

 
أما على الصعيد العربي فإن فيروز قد جمعت الشامي مع المغربي واليمني مع الخليجي والمصري بينما وضع حزب اللاه ومن على شاكلته اللبناني في مواجهة اللبناني والسوري في مواجهة السوري وكذلك الشأن مع اليمنيين والعراقيين وحتى في مصر والكويت والبحرين.

 
يمكن لحزب اللاه أن يستخدم القذيفة والكلاشينكوف في مواجهة صوت فيروز وقد ينجح لبعض الوقت في تحدي صوت فيروز وغنائها الجميل المعبر عن مئات الملايين من العرب وغير العرب، لكن البندقية والقذيفة ستنهزم أما قوة أغنية وصوتها الرائع الممتد عميقا في وجان هذه الملايين التي لا ترى في فغيروز سوى الصورة الأخرى من المواجهة والوجدان والوحدة العربية والعالمية التي عجز السياسيون عن تحقيقها لكن فيروز حققتها.

 
أخيرا هذه هدية فيروز للعالم فما هدية حزب اللاه؟:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لأجلك يا مدينة الصلاة أصلّي*
لأجلك يا بهيّة المساكن يا زهرة المدائن
يا قدس يا مدينة الصلاة أصلّي
عيوننا إليك ترحل كل يوم
تدور في أروقة المعابد
تعانق الكنائس القديمة
وتمسح الحزن عن المساجد
يا ليلة الإسراء يا درب من مرّوا إلى السماء
عيوننا إليك ترحل كلّ يوم وإنّني أصلّي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مطلع قصيدة “زهرة المدائن” كلمات وألحان الأخوين الرحباني، غناء السيدة بيروت.

 

 

  • من صفحة الكاتب على الفيس بوم