fbpx
تقرير.. إلى الجهات المعنية: ابتعاث الطلاب ليتعلّمـوا أم ليتألـمــوا..؟!
شارك الخبر

تقرير – يافع نيوز – خاص:

في ظل عدم استشعار حكومة الفنادق وسُلطات الكهوف والخنادق بالمسؤولية, و في درجة حرارة 12 تحت الصفر يعتصم الطلاب اليمنيون أمام مقر السفارة اليمنية في موسكو منذ أيام، وتغلق السفارة اليمنية أبوابها أمامهم دونما استشعار حتى أدنى مستوى من الرحمة و المسؤولية. الطلاب نشروا في صفحاتهم أمس الأول الخميس بأنّ القائم بأعمال السفير اليمني في موسكو أغلق أبواب السفارة أمام الطلاب المعتصمين واستدعى لهم الأمن الروسي”. ونتيجة لعدم الاستجابة لمطالبهم حتى الآن، دشن الطلاب حملة احتجاج ألكترونية أعلنوها الخميس ودعوا فيها الجميع إلى التفاعل والتضامن معهم ومشاركة الهاشتاج الخاص بالحملة على أوسع نطاق والتي بدأوا تنفيذها مساء الخميس بمنشورات ومشاركات تحوي هاشتاج:
#اصرفوا_مستحقات_الطلاب .

بدورنا تواصلنا مع الطلاب المعتصمين أمام السفارة اليمنية في موسكو ومع طلاب في جمهورية الصين، بينما لم نتمكن من التواصل مع الدارسين في ماليزيا وألمانيا والأردن، وذلك للاطلاع عن كثب حول الموضوع و لتلمُّس هموم ومعاناة الطلاب المُبتعثين، وسعياً منّا للاستبانة من الحقيقة ونقلها كما هي من موقع الحدث، ومن أجل إيصال صوت طلابنا إلى الجهات المعنية بالأمر, وإلى مسامع الرأي العام الداخلي.

الطلاب أكدوا تنظيمهم وتنفيذهم وقفات الاحتجاج والاعتصام أمام السفارات والملحقيات الثقافية -باستثناء في جمهورية الصين، لأن قوانينها لا تسمح لهم بالتظاهر أو التجمع للاحتجاج، وهو ما دعاهم إلى المضي في متابعة المعنيين بالسفارة و تنفيذ احتجاجهم بحملة أسموها (مظاهرة إلكترونية) بدلاً عن الوقفة أمام السفارة وْ الملحقيات الثقافية والمالية كما هو الحال مع زملائهم في باقي الدول للمطالبة بمستحقاتهم المالية، وأكدوا جميعاً على الاستمرار في وقفاتهم الاحتجاجية وحملتهم الإلكترونية للمطالبة بمستحقاتهم التي قالوا أنّ المليشيات في صنعاء صادرتها عليهم، وأكدوا جميعاً على الاستمرار والتصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم.
بيانـات ودعــوات تصعيدية:

هذا وكانت اللجنة التنسيقية لطلاب اليمن في الخارج قد أصدرت الثلاثاء الماضي بياناً هاماً دعت فيه إلى استئناف الفعاليات الاحتجاجية بخطوات تصعيدية قال البيان أنها تقررت بعدما بلغت القلوب الحناجر وأصبح وضع الطلاب اليمنيين الدارسين في الخارج يرثى له, وسط تجاهل وتغافل (حكومي) لوضع الطلاب المأساوي نتيجة تأخير مستحقات عدد كبير من الطلاب منذ أكثر من ستة أشهر و تأخير الربع الرابع على جميع الطلاب، و تراكم الوعود دون تنفيذ. وتضمنت الخطوات التصعيدية خطوات تبدأ بحملة إلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي تدشن الخميس, و تنفيذ اعتصامات مفتوحة تبدأ في ماليزيا و روسيا الخميس(الماضي), وتبدأ يوم الجمعة (أمس) بألمانيا, و في الأردن تبدأ يوم الأحد القادم. ويعقب هذه الفعاليات سلسلة متصاعدة من الاعتصامات والاحتجاجات التي ستتصاعد تباعاً في باقي الدول حتى صرف مستحقات الطلاب بشكل كامل غير منقوص بما فيها مستحقات طلاب التبادل الثقافي و الموقوفين بدون وجه حق وصرف تذاكر للخريجين للعودة إلى بلادهم.
كما أصدرت رابطة الطلبة اليمنيين في روسيا بيان إدانة واستنكار لما قام به القائم بأعمال السفارة اليمنية في موسكو بإغلاق باب السفارة في وجه الطلاب وعدم السماح لهم الدخول إلى السفارة لإقامة الوقفة الاحتجاجية وترك الطلاب خارج السفارة في درجة حرارة 12 تحت الصفر. وحمّلت رابطة الطلبة اليمنيين بروسيا القائم بالأعمال في السفارة اليمنية بموسكو مسؤولية ما قد يلحق بالطلاب من أضرار صحية جراء وقوفهم في البرد لساعات طويلة وما قد يلحق بهم من أذى من قبل الشرطة الروسية التي استدعاها نتيجة تجمعهم أمام السفارة. وأكدت رابطة الطلبة اليمنيين بروسيا بأنها لن تتهاون في أي حق من حقوق الطلاب المعتصمين أو أي محاولة لإهانة الطالب اليمني في روسيا. كما دعت جميع الطلاب والزملاء في كافة المدن الروسية للوقوف صفا واحداً ومساندة اخوانهم الطلاب المعتصمين.
تصريح حصري من بين الثلوج والصقيع الروسي:

و في تصريح خاص وحصري أدلى لنا به رئيس رابطة الطلبة اليمنيين في روسيا وعضو اللجنة التنسيقية لطلاب اليمن في الخارج، “ردفان الماس” من مكان الاعتصام أمام السفارة اليمنية بموسكو، قال الماس:
“أن قرارات التنزيل التي أتت من المليشيا الانقلابية لا تستند على أي مرجع قانوني سوى أن هناك نية لذبح هذا الجيل حتى لا يفكر إلا في حمل السلاح فقط.”
وتحدث “الماس” في تصريحه عن حجم معاناتهم الناتجة عن عدم صرف مستحقاتهم المالية منذ ستة أشهر قائلاً: ” الطالب اليمني في الخارج أصبحت حالته بين التنقل على المطاعم والمقاهي للحصول على عمل وبين التوجه للمنظمات الإنسانية للحصول على حق اللجوء بعد أن طرد من الجامعة والسكن الذي يقطن فيه و كله خوف وقلق على مستقبله الدراسي الذي قرر القائمون على وزارة التعليم العالي خصيه في محاولة منهم لخصي أحلام البلاد وآمالها والذي يمثل هذا الجيل جسر النجاة لبلادنا.”
كما أكد رئيس رابطة الطلبة اليمنيين في روسيا رفض الطلاب لتلك الإجراءات التعسفية المجحفة بحقهم، وأكد على استمرارهم في المطالبة بحقهم، حيث قال: “إننا كطلاب في الخارج نؤكد أننا ملتزمون باللوائح وفق قانون الابتعاث للجمهورية اليمنية وأن كل تلك الإجراءات التعسفية التي تمت بحق الطلاب مرفوضة وسيستمر الطلاب في المطالبة بحقهم لا أقل ولا أكثر”.
كما دعا الماس السلطة الشرعية إلى الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه أبناءها الطلاب المُبتعثين للدراسة في الخارج، مشيراً إلى ما يمثله الطلبة من صوت مهم ومحوري في سياق الدفاع عن الشرعية.
وحول ما إذا كانت الجهات الرسمية قد أبدت تجاوباً لمطالبهم أم لا، أوضح ردفان الماس ذلك بالقول: “إلى الآن الوعود التي سمعناها هي تلك الوعود التي أطلقها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية د. عبدالملك المخلافي على قناة الجزيرة الأربعاء الماضي في برنامج بلا حدود من أن مشكلتنا ستحل قبل نهاية العام الحالي”.
وأضاف الماس: “كذلك معالي وزير التعليم العالي الدكتور عبدالرحمن حسين باسلامة وعد أن المشكلة ستحل وأنه سيعمل جاهداً على إعادة كل الطلاب وسيعتمد على الكشوفات التي سترسل من الملحقيات، إذ أن بيانات الطلاب المبتعثين تحت قبضة المليشيا الانقلابية..”

وناشد رئيس رابطة الطلبة اليمنيين بروسيا وعضو اللجنة التنسيقية لطلاب اليمن بالخارج (ردفان الماس) الحكومة وأصحاب الضمير الحي قائلا:
“هنا أوجه نداءً عاجلاً إلى الحكومة الشرعية والخيرين ومن كان له ضمير حي، فقد مرّ أكثر مِن نصف عام والطلاب بدون مستحقات مالية، فالطالب لم يعد يحتمل، وما ينتظره الآن هو الموت على الأرصفة في الخارج…”
واستطرد ردفان الماس في مناشدته قائلاً: “نرجو من القيادة الشرعية التحرك، والانتصار للطالب في الخارج هو انتصار للشرعية لأهمية ما يمثله الطالب في الخارج خاصة في بلدان مهمة كروسيا مثلاً…” .. ونوّه الماس في مناشدته لسلطات الشرعية بالقول: “ضاقت بنا السبل.. و جل ما أخشاه هو أن يفقد أبناءكم الطلاب الثقة فيكم..”.
و من الصين .. هل من خبرٍ يقين؟! :

و من الصين كان معنا الدكتور نادر السيد (والذي يحضر الماجستير في الجراحة) فأوضح لنا الكثير حول الموضوع، وكان مما قاله:
” المعاناة هنا بسبب مماطلة الملحقية وعبث التعليم العالي, وكوني خريج عام ماضي وحاصل على منحة مواصلة ماجستير جراحة ضمن منح التبادل الثقافي، الملحقية وعدتنا برفع أسماءنا ومتابعة التعليم العالي بإرسال المستحقات, وإلى الآن والملحقية لم تتابع الموضوع و ردهم أن وضع البلاد لا يسمح بالرغم من أن بعض الطلاب حاصلين على منح ودعم من الملحقية وطلبنا بنشر كشوفات الطلاب المُبتعثين، فرفضت الملحقية بحجة أن بعض الطلاب تواصلوا معهم وقالوا أنهم لا يرغبوا بمعرفة أحد أن عندهم منح..”
وأضاف د. نادر السيد: “معاناة الطلاب لخصها الاتحاد بثلاثة أوراق لكون المعاناة مختلفة، في ناس معاهم قرارات صرف منح ولم تصرف، وآخرون تصرف لهم متأخرة وبعض ناس الملحقية أوصلتهم للجامعات ولم تتحرك مع التعليم العالي.”
وأشار السيد إلى أنهم خاطبوا الملحقيات الثقافية والمالية في رسائل تضمّنت إحداها: “إذا كنتم عاجزين عن حل مشاكلنا، فلا تقفوا عثرة في طريقنا. قلتم أنكم رفعتم بالبيانات أولاً بأول, وأن الإسقاط كان تعسفي، بينما ردت المالية بأن الإسقاط كان من الملحقيات والوزارة. ونحن لا نطلبكم المستحيل! فقط اطلعونا على الكشوفات التي أرُسلت للوزارة موضح فيها حالة كل طالب أمام اسمه من أجل تلافي أي أخطاء قبل اعتماد الكشوفات، فالطلاب هم الأعلم ببيانتهم.”
ثمّ وضح نادر: “لكن الملحقية رفضت بحجة أن بعض الطلاب لا يرغبون بنشر أسماءهم..”
و ختم د. نادر السيد حديثه بالقول: “يعني أولاد المسؤولين والمشائخ طالعين لهم منح ويصرفوا لهم رواتب والباقين محرومين من حقوقهم.”
هل غلب الطبعُ التطبُّع؟! :

و هكذا في ظل الظروفٍ المعيشية الحرجة التي تعيشها أسرهم في الداخل نتيجةً لعدم صرف الحكومة لمرتبات الموظفين منذ أربعة أشهر أو أكثر، يعاني الطلاب المُبتعثين للدراسة في الخارج من ظروف ليست أقل سوءا وقساوة مما يعانيه أهليهم في الداخل، بل غدت معاناة كلّ منهما تُضاعف وتُفاقم معاناة الآخر نظراً لقلة الحيلة وقُصر اليد لدى الجانبين (الطالب والأسرة) في ظل الظروفٍ المأساوية و الأوضاع المعيشية شديدة الصعوبة التي يواجهها المواطنون في الداخل وطلابهم في الخارج أيضاً.. المشكلة أنّ ذلك يأتي في وقتٍ تتنعّم فيه قيادات السلطات الحكومية العليا في فنادق العاصمة السعودية وقصر معاشيق بعدن، و كأنّ الحكومة ثملى أو تغطّ في سباتٍ عميق غير مدركة لمسؤولياتها ولا منصتةً أو مهتمّة بما يعانيه أبناء شعبها..
وليست هذه المرة الأولى أو الثانية ولا الرابعة التي تترك فيها الحكومة الطلاب المبتعثين يذوقون الأمرّين (غربة ومجاعة) دون أن ترسل لهم ولو جزءاً من مستحقاتهم المالية منذ ما يزيد عن نصف السنة لطلاب اليمن في الخارج، -جنوبييهم وشمالييهم- ، بل يبدو أنها عادة اعتادت عليها حكومات اليمن المتعاقبة بتترك طلابها المُبتعثين دون مصاريفهم، وأتذكر أني شخصياً عندما تم ابتعاثي للدراسة في أمريكا في ٢٠١٢م-٢٠١٣م، لم أستلم هناك فلساً واحداً من مستحقاتي المالية الشهرية المقررة على الحكومة اليمنية، وإنما استلمتُها بعد عودتي إلى اليمن بسنة كاملة؛ سنة خلالها تابعتُ وعاملتُ بصنعاء على مستحقاتي بتكلفة فاقت وتجاوزت إجمالي مبلغ مستحقاتي للدورة كاملة.
فأفتونا يا حكومة الفنادق و يا سلطات الكهوف والخنادق: هل يتم ابتعاث الطلاب اليمنيين إلى الخارج ليتعلموا أم ليتألموا؟!

 

  • تقرير من – محسن محسن الجحافي.
أخبار ذات صله