fbpx
وانتصر مؤتمر ” المنصورة ” لدماء الشهداء والجرحى الجنوبيين

وانتصر مؤتمر ” المنصورة ” لدماء الشهداء والجرحى الجنوبيين

د. عبيد البري

بعد أن ألحت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الأول المكلفة من قبل المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي ورئيسها الزعيم حسن أحمد باعوم على عقد المؤتمر في وقته المحدد 30 سبتمبر 2012م مراهنة على الالتفاف الجماهيري حول قيادة المجلس الأعلى والثقة العظيمة بزعيم الثورة السلمية الجنوبية وقائدها وملهمها ؛ وفوق كل هذا ، كان الرهان على نضوج الوعي لدى الشباب الجنوبي ، وعلى ادراك الشعب لطبيعة الوضع الخطير الذي يحيط بالشعب الجنوبي وقضيته الوطنية .. لكل ذلك واعتماداً على التحضير الجيد للمؤتمر منذ فترة طويلة ، تم عقد المؤتمر بتأييد جماهيري واسع وبحماس مستفيض .

ليس هناك مجال للمبالغة ، ولست بصدد الدعاية أو الانحياز في كتابتي لهذه السطور ، للمجلس الأعلى للحراك .. ولكن ألم نطالب نحن الشعب الجنوبي مراراً بتغيير قيادة الحراك السلمي الجنوبي ورفد المجلس بعناصر شابة ليستمد المجلس الأعلى شرعيته من خلال مؤتمر عام لمجلس الحراك ، واعتماد عمل مؤسسي للحراك ليتحمل مسؤوليته الوطنية في مواصلة النضال الثوري السلمي باعتبار ذلك عهد قطعه الشعب الجنوبي على نفسه وفاءاً لدماء الشهداء والجرحى ، ولا تزال التضحيات مستمرة ؟! .. وهل التشكيك بعدم جاهزية مجلس الحراك للقيام بدوره النضالي يخدم القضية ، أم لخلق الإحباط لدى الجماهير وإضعاف ثقتها بقيادة الحراك ، وبالتالي تسليم الزمام لعناصر دخيلة على الحراك تضع مصالحها الخاصة فوق مصلحة الشعب الجنوبي ؟! .

صحيح أن القيادة قد تكون من الحراك الشعبي أو ربما من خارج الحراك ، لكن المؤكد أن الحراك ليس من القيادة !! .. ولذلك من الخطأ أن نقيـّم الحراك على أساس تقييمنا للقيادة وننسى أن الحراك الفاعل هو في الأصل متواجد في ساحات النضال ، وُجد بدون القيادة وبإمكانه تغييرها متى شاء .. وهكذا أنعقد مؤتمر الحراك ، الذي سُمي ” مؤتمر المنصورة ” تكريماً لتضحيات شهداء المنصورة وثبات شبابها في نضالهم المستمر رغم نيران الأدوات القمعية في مواجهة أهالي المنصورة ؛ بالإضافة إلى احتضان المنصورة لـ ” المؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي ” ، في غياب عدد من العناصر التي كانت تحتل مواقع قيادية في الحراك ، وربما هي العناصر نفسها التي كان الشعب الجنوبي يطالب بتغييرها .

إن النجاح الذي حققه مؤتمر الحراك على في ثلاث جلسات خلال اليومين الماضيين في مناقشة وثائقه بدقة متناهية وإقرارها مع الملاحظات الواردة فضلاً عن انتخاب الجمعية الوطنية وهيئة الرئاسة والهيئة التنفيذية للمجلس من مختلف المحافظات ، بنسب واقعية ومقنعة لأعضاء المؤتمر .. هو الدليل القاطع على كفاءة الحراك في مواجهة التحديات ، وإثبات عملي على أن الحراك لم يكن تابعاً لأي أحزاب أو أهواء ، أو تيارات . وكان المدهش في المؤتمر مدى الانسجام التام الذي تحلى به الأعضاء ، والحرص الشديد على عدم إثارة أي مواضيع مثيرة للجدل .. وهذا بحد ذاته مثار فخر ! .